جفرا نيوز - خاص - يبدو ان لغة الحوار باتت مفقودة في اوساط الحكومة ومجلس الوزراء تحديدا , حتى بات بعض الوزراء يخاطب الرئيس ويوجه له رسائل يمنة ويسرة عبر بعض وسائل الاعلام او الكتاب المحسوبين على ذلك الوزير
وزير المالية محمد العسعس وجه رسالته بشكل غير مباشر "أبدى فيها استياء كبير" لدولة الرئيس , ووضع من خلالها معاناته وعدم ارتياحه من غياب العمل المؤسسي مع الطاقم الوزاري وعدم الانسجام , مهددا بالخروج من الحكومة في التعديل الوازري المقبل!!
العسعس لم يكتف بذلك بل "شرّق وغرّب" بالحديث وشكا احواله من خلال حديث نقله احد الكتاب وهو يشرح الحال المشفق الذي وصف اليه وزير المالية من معاناة كبيرة في عمله الحكومي , حيث صوره بأنه المنقذ للمال العام والمتصدي الاوحد للتجاوازت والفساد!!
فهل من المعقول أن يتم نشر تلك التفصيلات المقرونة مع رغبة الوزير من الخروج الحكومة ضمن اطار "التهديد السياسي" , عبر معلومات منحها وسربها حسب التوقعات الوزير ذاته لتصل الاعلام وبالتالي مسامع الرئيس الخصاونة بشكل او آخر ؟! مع احتمال اخر رغم ضعفه ان يكون من قام بنشر تلك المعلومات قد "تبرع" بها لكسب مودة او من باب العلاقة الخاصة "فزعة" مع الوزير, او لعلاقة شخصية تجمع الطرفين!
الهدف الواضح والمنشود لمن سرب وكتب , هو منح الضوء الاخضر للعسعس لترؤس الفريق الاقتصادي المقبل وبالتالي صلاحيات اوسع لـ "يتمدد" في الحكومة , بطريقة غير مقبولة ومبتذلة من الكاتب ومن دفعه للكتابة, فليس هكذا تدار الامور سياسيا ولا يجوز بأعرافها ان يتم التخاطب بهذه الطريقة بين اوساط ذات الحكومة وعبر وسطاء معلومي التوجه المسبق !
في جميع الحالات .. هكذا امور داخلية لا يجب ان تدار رحاها على صفحات الاعلام والتواصل الاجتماعي , لتزيد من عمق الهوة بين الفريق الوزاري , فكما اشارت جفرا نيوز وانفردت سابقا بأنه من المتوقع ان يقوم الرئيس باجراء تعديل وزاري "موسع" متوقع ان يصل لمرحلة التغيير بعد ان بات على قناعة تامة بأن الامر يحتاج لعملية جراحة
وليس من المستبعد الاطاحة بالعسعس ذاته بعد هذه التسريبات المفتعلة و ربما غيره من الوزراء الذين يقدمون انفسهم على انهم اصحاب الوصفة السحرية لعلاج امراض الاقتصاد الوطني!!
هذا الامر يعد رسالة عكسية لباقي المسؤولين والوزراء , باحترام التراتبية والموقع وعدم الاعتماد على آليات وطرق قد تؤثر عليهم ,خاصة حينما تكون الادوات بالية ومر عليها الزمن او كمال يقال شعبيا ويوصف بـ "الكرت المحروق" , فنحن دولة تجاوز عمرها الـ 100 عام وتطورنا كما العالم وكذلك عالم السياسة الذي باتت له ادواته الحديثة ..
النسخة الكاملة
