النسخة الكاملة

مدير الاخبار المصرية لـ"جفرا ": جهود الملك والسيسي واضحة وتصبّ في استئناف عملية السلام

الخميس-2021-09-16 02:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أمل العمر 

تنتاب المخاوف للمراقب للساحة السياسية أزاء حالة التوتر والوضع العام في قطاع غزة في ظل الجهود الدولية للتوصل الى حل , الامر الذي فاقم من وقع ما سبق من صدمات على المجتمع الدولي فما زالت جهود المفاوضات بين دولة الاحتلال وحماس  لمناقشة ومحاولة لحل القضايا الشائكة بين الطرفين 

تفرض مناخات الواقع السياسي في الاردن ومصر نقاطا لابد من الوقوف عندها باعتبارهما اول المدافعين عن القضية الفلسطينية بالأضافة الى بلورة تحرك دولي مشترك لوقف العنف ولاحتواء التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية ولبناء موقف موحد قبل الدخول بمسار المباحثات مع واشنطن بشأن مفاوضات السلام عبر جهود دبلوماسية مكثفة وبالأضافة لمحور التهدئة بين الاحتلال وحركة حماس فأن الملك عبد الله والرئيس  السيسي يتطلعون وحسب مراقبون بأن يكون هناك تصويب السياسات الامريكية نحو القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية .

 مدير تحرير الاخبار المصرية والمشرف العام علي الشؤون العربية والدبلوماسية  الصحفي أسامة عجاج أكد لـ"جفرا نيوز"  أن التنسيق  الأردني المصري  لإحياء عملية السلام بعد الجمود الذي تعيشه القضية الفلسطينية الذي آخره القمة الثلاثية التي جمعت بين  الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي استضافتها القاهرة منذ ايام جزء من مسارين  الأول: ثلاثي بين مصر والأر دن وفلسطين , والآخر: رباعي بين القاهرة وعمان وكذلك فرنسا وألمانيا والذي كانت بدايته في سبتمبر قبل الماضي والذي شهد اول اجتماع بين وزراء خارجية الدول الأربعة مع الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لعملية السلام  وخلال شهري ديسمبر الماضي ويناير الحالي والذي استضافته القاهرة حيث جدد الوزراء الأربعة دعم الجهود الرامية الي تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة كما أكد وزراء خارجية الدول الأربعة علي دور الولايات المتحدة في هذا السياق وأعربوا عن استعدادهم للعمل مع الإدارة الجديدة من اجل تيسير المفاوضات التي تؤدي الي سلام شامل وعادل في المنطقة ومن أجل إطلاق أعادة عملية سلام ذات مصداقية بين الفلسطينين والاسرائيلين 

  اما علي المستوي الثلاثي مع السلطة , قد استضافت القاهرة في (١٩)  ديسمبر الماضي  اجتماعا بين  وزراء خارجية الدول الثلاث استهدف التنسيق بين الدول الثلاثة وتنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول التطورات والقضايا الإقليمية المرتبطة بالقضية الفلسطينية وقد شدد الوزراء الثلاثة علي ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وناقشوا سبل دفع الأطراف المعنية للانخراط في العملية السلمية إسنادًا علي قرارات الشرعيةوآخرها القرار ٢٣٣٤ ومبادرة السلام العربية التي تمثل المرجعيات المعتمدة للتفاوض مع ضرورة حق "الاحتلال" علي الجلوس والتفاوض من أجل التوصل لتسوية نهائية علي أساس حل الدولتين بما يضمن أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة المتواصلة جغرافيا علي حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ والقدس الشرقية  عاصمة للدولة الفلسطينية 

ولعل اهمية التنسيق الثلاثي  الاخير ينبع من التحركات التي شهدتها الساحة السياسية خلال الاسابيع الماضية خاصة القمة التي جمعت جلالة الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الامريكي بايدن والروسي بوتين وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة قضايا البحث المطروحة ناهيك عن التنسيق والتفاهم المصري الامريكي في أعقاب العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة وعملية سيف القدس ونجاح الدور المصري في التوصل الي اتفاق حول وقف إطلاق النار والتوصل الي هدنة يضاف الي ذلك اللقاءات التي عقدها مدير المخابرات المصرية الوزير عباس كامل في كل من رام الله وتل ابيب والتواصل بين القيادة الإسرائيلية والمصريه والدعوة المقدمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة مصر  وكلها تصب في البحث في آلية للاستئناف عملية السلام وإطلاق مفاوضات جديدة بين إسرائيل والسلطة يضاف الي ذلك الانفتاح الإسرائيلي علي السلطة من خلال لقاء وزير الدفاع الي رام الله وهو الاول منذ سنوات طويلة مضيفا : لدي يقين كمراقب باننا علي أعتاب تحرك مدعوم دوليا لاستئناف عملية السلام وفق مقاربات جديدة 

وزير الأعلام الاسبق سميح المعايطة اكد ان عقد القمة الثلاثية مؤخرا في مصر تعتبر واحدة من اهم عمليات التنسيق المستمر بين الاردن ومصر مع السلطة الفلسطينية بهدف بحث المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للوضع القائم بملف القضية الفلسطينية 

مضيفا ان الإدارة الامريكية تتحدث بطريقة إيجابية بملف حل الدولتين لكنها لم توضع القضية الفلسطينية على أجندة الادارة الامريكية بعد مرور ما يقارب 8 اشهر على استلام  إدارة بايدن الجديدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية  فلم يكن هناك اي تحركات مباشرة نحو تنسيق عملية السلام في المنطقة بين الفلسطينين والاسرائيلين واكتفيت فقط بتهدئة الجبهات مع الحكومة الفلسطينية والاردن ومصر وتنظيم اجواء سياسية ايجابية مع كافة الاطراف لكنها لم تعقد اي خطوة بالاتجاه السياسي الفلسطيني الاسرائيلي .

وبين لـ"جفرا نيوز" ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة جاءت بعد سنوات من حكم نتنياهو  التي تميزت حكومته بالتعطيل والاعتداء على الحقوق بشكل عام معتقدا ان تركيبة الحكومة الاسرائيلية الحالية هشة وبالتالي فهي لا تريد التوجه الى قضايا قد تؤدي الى مفاوضات او قضايا شائكة . 

ولفت ان عقد القمة الثلاثية اليوم مهمة والتنسيق فيها مهم مضيفا ان الرئيس الفلسطيني عباس صرح حول اتصالات فلسطينية مع الادارة الامريكية , وان الاردن ومصر عنوان للقضية الفلسطينية وهم بحاجة الى تنسيق الجهود والمزيد من الضغط على الادارة الامريكية للبدء بعملية مفاوضات جديدة مثمرة بين الفلسطينين والاسرائيلين حتى توضع القضية الفلسطينية على اجندتها المباشرة .

الفترة القصيرة الماضية انشغلت الادارة الامريكية بعدة ملفات على رأسها الملف الايراني وافغانستان الامر الذي اجل النظر بملف القضية الفلسطينية مما يستدعي التنسيق والتواصل العربي المستمر وبشكل خاص الثلاثي بين مصر والاردن والسلطة الفلسطينية للوصول الى حل . 

ومن جانبه أكد النائب  عمر العياصرة  أن عودة التنسيق الاردني المصري الفلسطيني الثلاثي خطوة مهمة جدا تاريخيا فان العلاقات بعد القضية الفلسطينية وتحديدا بعد اتفاقية اوسلو ووادي عربة كان هناك تنسيق وتناغم اردني مصري فلسطيني وبدأ يتلاشى في الفترة الاخيرة وعودة هذه الاجتماعات اليوم مهمة جدا ومن الممكن البناء عليها في عدة امور . 

وأضاف لـ"جفرا نيوز"  ان القمة من شأنها تقديم العون للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح والسلطة الفلسطينية للبحث في ملف السلطة تحت عنوان الانتخابات والقيادة مضيفا ان وجود تنسيق اردني مصري فلسطيني يساعد على التهيئة والاستعداد للمرحلة القادمة اذا ما قرت ادارة بايدن الدخول في تفصيلات عودة السلام او عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات لان الأدارة الامريكية بدأت تتحدث من جديد عن فكرة الفلسفة وحل الدولتين لافتا ان هذا التنسيق يدعم الموقف الفلسطيني والاردني بدرجة مشابهة .

ان عودة مصر مرة اخرى ليس كطرف يدير التفاوض او طرف محايد في ادارة الازمة بقدر انه طرف ينسق مع الحالة الاردنية والفلسطينية ايجابي جدا مضيفا ان عودة القناة الساخنة بين الاردنيين والفلسطينين تجسدها هذه القمة ولاحظنا مؤخرا زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ذهاب الملك عبد الله الى الولايات المتحدة الامريكية ولقاءه مع بايدن والذي يؤكد ان الفلسطينين اعادوا فكرة سخونة القناة الاردنية الفلسطينية وهذا بحد ذاته مؤثر وإيجابي 

 فهل عقد القمة الثلاثية يدل على ان هناك بارقة امل بدات تظهر في الولايات المتحدة الامريكية خاصة مع قدوم الحكومة الاسرائيلية الجديدة ورحيل نتينياهو وبينيت , ليبقى السؤال حول احتمالية احداث تتعلق بالتفاوض تدور تحت الطاولة ؟

اليوم تكثر الازمات في المنطقة وتغيب الحلول وسط غياب الحوار الرسمي الامر الذي يتطلب ضرورة اجتماع قادة الدول للنظر في القضايا الاقليمية , اما بالنسبة للأردن ومصر فقد شهدت علاقاتهما مع الدول الشقيقة وقفات واضحة فسعي الملك عبد الله  والرئيس المصري  لتحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة مع استمرار الصراعات يعبر عن سياسة حكيمة وحنكة تشهد الاوساط السياسية والدولية لها في ظل المستجدات على الساحة السياسية  وفي ظل الجهود لوضع أفق للتسوية السياسية وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيلين .