جفرا نيوز -
أثار المقترح السعودي لإقامة كأس العالم كل سنتين بدل أربع سنوات، التساؤل في الأوساط الرياضية، عن الأسباب والدوافع وراء ذلك، والأهداف والنتائج التي يمكن أن تتحقق، بحال اعتماد هذه الخطوة.
وأدى اقتراح الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي قدمه للاتحاد الدولي (فيفا) في مايو الماضي، إلى موجة من ردود الفعل المرحبة والمعترضة، وذلك بعد أن أطلق فيفا دراسة جدوى للاقتراح، خلال اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد بتاريخ 21 مايو 2021.
هدفان
وفي المواقف، أيد الاتحادان الآسيوي والأفريقي لكرة القدم، المقترح السعودي، فيما اعترض الاتحاد الأوروبي (ويفا) واتحاد أميركا الجنوبية.
وتعليقا على الدوافع وراء المقترح السعودي، قال المحلل الرياضي محمد حرب لموقع "الحرة" إن هناك عدة أسباب، ومنها أن فرص المشاركات العربية في المونديال قليلة، وبالتالي تزداد في حال إقامة البطولة كل سنتين.
وأوضح حرب أن هناك هدفين رئيسيين لهذا المقترح، الأول هو هدف رياضي والثاني هو هدف اقتصادي، وفيما يخص الأول فترتفع فرصة التأهل للمشاركة بالمونديال، ويزداد عدد الأندية أو المنتخبات التي يمكنها المشاركة.
والهدف الاقتصادي يتمثل في أن المونديال يدر عوائد اقتصادية كبيرة على البلدان المضيفة، وعائدات شركات الإعلانات والشركات الناقلة للحدث يمكن أن ترتفع أيضا.
وكان الرئيس السابق لفيفا، الموقوف راهنا بقضايا فساد، السويسري جوزيف بلاتر قد اقترح قبل نحو عقدين هذه الفكرة، ثم كررها في 2018 نائب رئيس فيفا، رئيس اتحاد أميركا الجنوبية، الباراغوياني أليخاندرو دومينغيس المقرب من رئيس فيفا السويسري جياني إنفانتينو.
من جانبه، قال المحلل الرياضي السعودي د. أيمن الرفاعي في حديثه لموقع "الحرة"، تعليقا على مقترح الاتحاد، "من وجهة نظري أعتقد هو حرص الاتحاد السعودي لكرة القدم على أن تكون الفرص الرياضية متساوية بين دول العالم، وأن يحظى كل اتحاد من الدول الأعضاء بالاتحاد الدولي لكرة القدم بفرصة سواء على صعيد الاستضافة أو المشاركة في المسابقة".
وأضاف الرفاعي "جميعنا نعلم أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص أصبحت أسمى رسالة تصل من خلالها للشعوب بنشر ثقافة النزاهة، والعدالة، وتعزيز الروح الرياضية، وتوزيع دائرة الفرص الاستثمارية والترفيهية وفتح أبواب العالم بعضه على بعض وهذا ما يحرص عليه المسؤولون في اتحاد القدم".
رفض ومقاطعة
واعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السلوفيني ألكسندر تشيفرين، أن هذه الخطة (المقترح السعودي) "ستضعف" كأس العالم، وإذا أقيمت كل عامين ستتعارض مع أحداث رياضية أخرى، مثل الأولمبياد.
ورأى اتحاد أميركا الجنوبية أن تقصير الفترة الفاصلة "ليس مبررا من الناحية الرياضية".
وتعليقا على الجدل القائم، بين مؤيد ومعارض، قال الرفاعي "بطبيعة الحال عندما يكون هناك مقترح أمام أي جمعية عمومية لابد أن يلاقي ثلاثة أنواع من التصويت إما، قبول، أو رفض، أو تحفظ".
وأضاف أن "بعض الاتحادات ترى أن مثل هذا المقترح يؤثر على البطولات الإقليمية والمحلية وعلى سلامة اللاعب. والبعض الآخر يرى العكس تماما بل هي فرصة لاكتشاف مواهب جديدة وخلق لاعبين وفتح باب كبير لصناعة اللاعبين وعدم الاحتفاظ بتشكيلة معينة وخاصة أن عدد الأكاديميات والأندية بازدياد".
وعن رفض بعض الاتحادات للمقترح، قال حرب إن الرفض ينبع من الضغط على "الروزنامة الكروية السنوية" التي تشمل بطولات محلية وإقليمية وقارية، وتقصير المدة لإقامة المونديال، يؤثر على تحضير وجهوزية الفرق ومدى عطاءهم، ويصبح ذلك أصعب عليهم، ولا مصلحة لمن يريد الاستضافة في أن تكون المدة قصيرة، فقطر مثلا تقوم ببناء بنية تحتية وملاعب، وتحتاج وقتا لذلك.
وأيد حرب تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي بالقول إنه "يتوافق مع ضغط الروزنامة، والاتحادات غيرت جداول البطولات كي تقام بعيدا عن كأس العالم، وكي لا يتعارض مع أي بطولة أخرى".
وشدد على أن إقامة كأس العالم كل سنتين "سيخلط الأوراق، وسيلغي بطولات، وسيخلق أزمة وضغط مباريات"، مشيرا إلى أنه (المونديال) سيفقد بريقه أيضا في حال تكراره، وسيفقد الشغف في التأهل لهذه البطولة العالمية.
وفيما يخص وصول المقترح السعودي إلى مرحلة التصويت من قبل الفيفا، رجح حرب أن لا يتم ذلك، ولكنه لم يستبعد أن يغير إنفانتينو (رئيس فيفا) توجهه، و"ربما تكون له مصلحة في ذلك، ومع إنفانتينو هناك دائما مفاجآت!".
من ناحيته عبر الرفاعي عن موقف مغاير، وقال "أتمنى أن يصل الاقتراح إلى مرحلة التصويت والموافقة عليه حتى تتحقق فرص المشاركة لجميع دول اتحادات الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم في كأس العالم ونرى بطلا جديدا من قارة آسيا أو أفريقيا".