حكومة الدوار الرابع لا لون ولا طعم ولا رائحة
أزمة سياسة قد تطيح بها بعد انقلابها على حلفائها
الخميس-2012-04-03

جفرا نيوز - جفرا نيوز – خاص -كتب : أسد بن الفرات
حكومة الدوار الرابع تدخل في ازمة تاريخية بعد انقلابها على حلفائها لتنفرد بالمشهد السياسي الاردني في ظل غياب القوى السياسية المحافظة وتهميش القيادات السابقة واقصاء رجالات الدولة عن اخذ دور الرقيب على دستورية اعمال وقرارات الحكومة الخصاونية.
وتعيش حكومة عون الخصاونة لحظاتها الاخيرة بعد ان تكشفت مخططاتها واهدافها للشعب بكافة فئاته ولحلفائها التقليديين من الاخوان المسلمين وحركة عبيدات الوطنية.
وكانت استقالة وزير العدل سليم الزعبي عضو جبهة احمد عبيدات الوطنية التي ينتمي اليها القشة التي قصمت ظهر البعير وبمثابة سقوط لورقة التوت التي كانت تغطي عورة حكومة الخصاونة واهدافه .
ويبدو ان المعارك الدونكيشوتية التي كان يوهمنا الخصاونة فيها كانت بمثابة تقديم البلد كشيك على بياض للاسلاميين بدأها بنقابة المعلمين ليحتسبوها له شهادة حسن سلوك حيث حصدوا فيها اغلبية اصوات النقابة مرضيا بذلك معلم المدرسة السابق حمزة منصور الذي اشرف على الانتخابات بنفسه .
وبعد ان وجد الخصاونة في حلفائه الجدد من الاخوان المسلمين ملاذا انقلب على عبيدات وفض عرى اتفاق سابق بينهما محرجا عبيدات باخراجه من ساحة المنافسة السياسية رغم انه "طنش "عن تورط مكتب عبيدات في التورط بصفقة الفوسفات مبقيا على علاقته بالاخوان المسلمين على حساب المعارضة الوطنية والحراكات الشعبية الاخرى.
ويكرر الخصاونة سيناريو وتجربة البدارنة في الحكم (مضر بدران) الذي كان الداعم للاخوان المسلمين وابراهيم بدران الذي قدم نقابة المعلمين للاسلاميين على طبق من فضة عبر افتعال اصطدام مع المارد النائم (المعلمين) مطالبا المعلمين قبل الحصول على النقابة الاغتسال وحلق اللحى وهو ما فجر شرارة النقابة الجديدة.
حكومة الخصاونة مهلهلة من رئيسها حتى اصغر وزرائها فقد سعى رئيسها منذ اليوم الاول لتشكيلها الى اختيار اشخاص ضعفاء وتوزيرهم بحجة "ممن يستكثر الناس عليهم الفرصة"الا ان حقيقة الامر ان الرجل لم يكن يريد معارضة داخل مجلس الوزراء وكان يحتاج الى وزراء بصيمة فقط.
ولم يكن يدرك الخصاونة ان بناء التحالفات مع اطراف قوية يمكن ان يجهض حكومته غير المتجانسة وهو الغائب عن البلاد طيلة 14 عاما ناسيا او متناسيا ان الاخوان المسلمين تنظيم عالمي سيرمونة حال حصولهم على اهدافهم.
ولأن شهية الخصاونة الفئوية المنحازة الى الشمال مفتوحة ازاء تعيينات واحلال ابناء الشمال في المواقع العليا للدولة الاردنية لبناء قاعدة شعبية في الشمال باتت هدفه الاسمى فقد لجأ الى بناء التحالفات مع اكبر حزب في الاردن والجبهة الوطنية وغازل الاقليات ليعيد بناء دور رئيس وزراء "ما حصلش" موهما نفسه بانه يعرف تركيبة الاردنيين الذين يترقبون بشغف لاسقاط حكومته سقوطا مدويا من خلال تخلي حلفائه عنه من جهة وعزله شعبيا من جهة اخرى وهذا ما تم.
فاحمد عبيدات الحليف الجديد للخصاونة سحب يده من الحلف عبر استقالة احد اقطاب جبهته سليم الزعبي وزير العدل فيما يدار الاخوان المسلمين بقرار خارجي سرعان ما ينقلبون عليه واعتقد انه سيكون حال اطلاق مشروع قانون الانتخاب الى النواب .
فالاخوان المسامين لا يراهنون على الخصاونة ولكنهم يستخدمونه كحصان طروادة حتى تحقيق اهدافهم وتسلم زمام الامور في البلد.
كما حاول الخصاونة اللعب على حبل البرلمان من خلال عقد صفقة "شيطانية" لاطالة امد البرلمان القلق دائما من قرار الحل لدعمه في مشروعه التحالفي الا ان البرلمان " الذي انتهت مدة صلاحيته شعبيا لا يقوى حاليا في الدفاع عن وجوده ويخشى من تحالفات الخصاونة التي ستحقق لبلاخوان كعكة جيدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة والبلدية واعادة جمعية المركز الاسلامي ونقابة المعلمين والاعلام لتضاف الى نقابات المهندسين والممرضين والمهندسين الزراعيين التي يسيطر عليها الاخوان.
والخصاونة الذي يعتقد انه عقد اكبر صفقة سياسية في حياته وقع في فخ الاخوان المسلمين سيدرك انه وقع في شرك وضحك عليه لانه بات قاب قوسين وادنى من الرحيل غير المأسوف عليه بعد ان رتب قانونا انتخابيا اخوانيا بامتياز كما كسب سخط الشارع ومختلف الاطياف السياسية حلفاء الليل اعداء النهار في حالة من الترقب من الاجهزة الامنية ومؤسسة العرش على قراراته الارتجالية غير المدروسة التي كان يعتقد انها ستنجي سفينته الى بر الامان في الربيعين العربي والاردني.
الا ان الحكومة الهزيلة التي جاء بها الخصاونة لم تستطع ان تخوض عباب المرحلة في وزراء اثنان منهم في المحاكم اما لقضايا تزوير او احتيال واستثمار الوظيفة العامة واخر مريض ورابع لا يقوى على الحركة والرؤية ووقع مغشيا عليه في حلف اليمين امام جلالة الملك وخامس ينسى ما قال بعد مكالمة هاتفية ...الخ.
ويضاف الى ذلك ان عددا من وزرائه ضعاف في الشخصية ونقص بالخبرة ومنهم ممن خلق ازمات مع الاعلام والنواب والحراكات الشعبية فضلا عن الوزير المتخحفظ على اغلب قرارات مجلس الوزراء.
ولعل نهاية حكومة الخصاونة "الاستثنائية " بكل المقاييس قاربت مع انتهاء مدة صلاحية مجلس النواب الذي لا يقل ابهاجا عن الحكومة والذي ينتظر الحل سريعا.
عموما فالايام المقبلة حبلى بالمفاجآت التي قد تريح الشارع من الضوضاء الذي صنعته الحكومة الحالية والتي نسمع لها جعجعة ولا نرى طحنا فقد كانت من اليوم الاول حكومة بلا لون ولا طعم ولا رائحة.

