جفرا نيوز – احمد الغلاييني
"الي بيعرف يحل يربط".. كلمة قالها الشاب "فراس" في سوق رأس العين أو المعروف شعبياً بأسم "سوق الجمعة" للزبون الوحيد الواقف امام "بسطة الاحذية" والتي كانت تزخر بالزبائن ويتهافتون على شراء الاحذية الأوروبية.
الناس فوق بعض
يسحب فراس نفساً طويلاً من سيجارته ويقول لجفرا في مقابلة رفض ان تكون بالفيديو بسبب حالة الحزن التي يعيشها لعدم وجود زبائن "الناس كانت على بسطتي فوق بعض، وكنا منلحق شغل لدرجة نجيب بضاعة زيادة، ولكن بعد ماسكرنا بسبب هل الملعونة كورونا، صرنا نشحد الزبون شحدة".
ويؤكد ابو خالد الذي يقلب بضاعته، ان في الاسبوع الاخير من اذار 2020 كان يحصد السوق يومياً اكثر من خمس آلالاف زبون، وكان الرزق ممتاز وكنا نؤمن دخل اسبوعياً يكفي لشهر ولكن مع العودة الآن لانستطيع حتى على تغطية المصاريف.
أين ذهب شغف الناس؟
يتسأل وليد والذي يعمل منذ سنوات طويلة في سوق الجمعة عن شغف الناس في الشراء، ويقول لجفرا، "أن هذه البسطات كانت تجمع الناس من مختلف الطبقات المجتمعية فزبون عمان الغربية او الشرقية او من المحافظات، وكانوا يشترون بطريقة "شغوفة" وكأنهم عثروا على كنز بين الملابس او الاحذية وحتى التحف والالعاب، ولكن اليوم لم يعد له روح للشراء.
وتقول سيدة خمسينية – فضلت عدم الكشف عن اسمها او تصويرها-، أن السوق يضم افضل انواع ماركات الألبسة ولكن يجب ان يكون لديك خبرة.
واضافت السيدة والتي خشيت من تصويرها خوفاً على مظهرها الإجتماعي لجفرا، "نعم الكثير يخجل من الحديث عن الشراء من سوق الجمعة، غير ان الناس لم يعد لها "شغف" في الشراء بسبب عدم وجود دخل كافي للشراء.
و "للعتالة" كلمة.
يعتبر ابو محمد ان السوق مهرجاناً اسبوعياً للعمل حيث يصل دخل عامل التحميل والتنزيل الى اكثر من 30 دينار يومياً، والذي يقدر ان يغطي بعض الاحتياجات، غير ان بعد شهرين من عودته يقول ساخرا انه لايوجد حتى لدى الباعة قمامة لحملها او تنزيلها.
ويؤكد زميل له لجفرا، ان السوق يعيش في اسوء حالته بعد فتحه امام الزبائن.
شهرين على العودة
ويرفض الباعة الحديث بالفيديو لجفرا، بسبب حالة حزن يعيشونها، وعدم القدرة على الحديث عن الصدمة – على حد تعبيرهم- لعدم وجود زبائن وحركة نشطة بين البضائع المعروضة.
ولكن يؤكدون في حديثهم لجفرا، أن رغم مرور شهرين على فتح السوق الكثير من الزبائن وخاصة من عمان الغربية يتخوفون من التجمعات وشراء البضائع خوفاً من الأمراض، مشددون ان البضائع معقمة وآمنة وسليمة، ولكن لايزال الخوف يطغى على الناس ولذلك تراجعت حركة السوق.
ويتوقع عدد من الباعة عودة الحركة النشطة للسوق خلال الاشهر القليلة المقبلة وذلك بعد ان يطمئن الناس لانتهاء الوباء، وايضاً انتعاش جيوبهم.
ويزخر سوق الجمعة اسبوعياً بمختلف انواع البضائع ، حيث يؤكد التجار أن الاسعار انخفضت بسبب تردي حالة الشراء.