جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - راضي المرهي السردي
على مرأى ومسمع وزارة التربية والتعليم والحكومة بصفتها الذراع التنفيذي الذي يحكم مؤسسات الدولة.. تعج مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بإعلانات التوجيهي التركي للأردنيين وبأسعار تنافسية مابين مدرسة وأخرى ودعايات مغرية بشعارات رنانة… وشعارات هزيلة مسيئة لحجم هذه المرحلة التعليمية الهامة مفادها معدلك بيدك وإن النجاح محتوم (ونقي تخصصك الذي تريد ) والمعدل آخر همك .. وبالأقساط المريحة أيضا.
هل طال التحايل التعليم؟!.. وهل أصبح التوجيهي حكرا على ميسوري الحال..وتحول من أصحاب القدرات الذهنية لأصحاب القدرات المالية؟.. لماذا أصيبت أركان الدولة بالوهن والضعف ويترك الحبل على الغارب ويفقد التوجيهي هيبته وتقوض القيم الاجتماعية إذا كنا نؤمن أنه مخرجات وطن وأننا بحاجة إلى النخب المتميزة…. لا لأبناء الذين يملكون المال ولا يملكون القدرات العلمية !! حتى لو قيل أن هناك فحص قدرات تجريه الوزارة.
امتحان التوجيهي امتحان وطني بامتيازز، إلا إذا كانت هناك ظروف خاصة تستدعي دراسة أحدهم في تلك الدول، كإقامة أسرته هناك بقصد العمل، أما أن تصبح ظاهرة وإحدى بدائل التحايل للحصول على الشهادة الجامعية لمن لا يستحقها ومعاملة هذه الشهادة كسلعة ثمنها المال ولا عزاء للقدرات العلمية والمواهب والفكر.
أحدهم يقسم قال انه يعرف شخص أعاد التوجيهي الأردني مرتان فكان أفضل نتيجة حصل عليها النجاح في مادة ومجموع علامات 14% وعاد من المدارس التركية بمعدل ٩٠، وهو حاليا على مقاعد الجامعة منذ ست سنوات، والأدهى أن بعض المدارس في تركيا استطاعت التحايل على امتحان القدرات بإحضار امتحان "يوس" تركي تجريه هناك معاهد خاصة، يقول أحدهم انه غير رسمي ولا تعتمده الجامعات التركية وهو للتحايل على أنظمة وزارة التربية والتعليم، ويتحدى ذات الشخص ان يتمكن طالب واحد من الحاصلين على التوجيهي التركي متابة جملة واحدة باللغة التركية، فكيف نجح هذا بامتحان التوجيهي التركي!!؟.
هل لا نملك فلسفة تعليمية واضحة وخطط ومنظومة إصلاح شاملة طويلة الأمد لا ترتبط بشخص الوزير؟ … بعيدة الأمل تعيد للتوجيهي هيبته وصفته كركيزة وطن فنحصل على مخرجات جلها من المتفوقين ولا تقتصر على الميسورين ، أم أن أصحاب الولاية بهذا الخصوص منغمسون بهذه الظاهرة ولهم أياد سوداء … مع قناعة كل أردني أن موضة التوجيهي من الدول التي أصبحت تتاجر بالتعليم… وأصبح للأردنيين والدول الغير مستقرة سياسيا وامنيا مثل ليبيا..سوق لاقت رواجا واسعا عند أصحاب رؤوس الأموال والقادرين على مقايضة العلم بالمال . آن الأوان أن يوقف كل أشكال العبث والترهل وصور الفساد من أصحاب الاختصاص، وترفض كل أشكال انهيار منظومة التعليم……. لمصلحة من؟ هذا سؤال غير بريء ينتظر اجابة بمنتهى البراءة