فبعد ان فاقمت جائحة كورونا من عجز نقابة «الاطباء» عن دفع الرواتب التقاعدية لمنتسبيها، ووصولها الى 24 شهرا، توقفت نقابة «الفنانين» عن دفع الرواتب التقاعدية منذ شهر نيسان الماضي، ثم تلتها نقابة «الجيولوجيين» التي توقفت عن صرف الرواتب التقاعدية منذ حزيران الماضي.
وقد تسببت الجائحة وما رافقها من اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة بتراجع ايرادات صناديق التقاعد الى مستويات كبيرة دفعت تلك النقابات للتوقف عن دفع الرواتب التقاعدية، فيما استمرت نقابات اخرى كنقابة «الاطباء البيطريين» بدفع نصف الراتب التقاعدي منذ نيسان 2020، واستمرت باقي النقابات بدفع الرواتب التقاعدية رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في تأمين المبالغ المطلوبة للاستمرار بالايفاء بالتزاماتها المالية.
وساهم تأجيل انتخابات النقابات بسبب اجراءات الحد من انتشار الفيروس، في ضعف الاقبال على تسديد الاشتراكات لصناديق النقابات، بما فيها صناديق التقاعد التي يعتبر تسديدها شرطا لعضوية الهيئة العامة وبالتالي المشاركة في الانتخابات.
ولطالما كانت التيارات والقوائم الانتخابية المتنافسة في انتخابات النقابات تحث انصارها على التسديد لضمان مشاركتهم والتصويت في الانتخابات، ما يؤدي الى انتعاش صناديقها من خلال الاقبال المتزايد على التسديد قبل اقفال باب التسديد القانوني لغاية تحديد الهيئة العامة التي يحق لها المشاركة في الانتخابات.
وفي ظل الحديث عن قرب عودة الحياة الى طبيعتها وسماح الحكومة للنقابات باجراء انتخاباتها، تأمل النقابات بعودة الحياة الى صناديقها، بانتظار ما ستؤول اليه الامور بخصوص انتخاباتها والمرجح ان تجري في مواعيدها القانونية اعتبارا من العام المقبل.
وكانت النقابات وبالاخص «الاطباء البيطريين» و»الجيولوجيين» الاكثر اندفاعا نحو اجراء انتخاباتها خلال العام الحالي بناء على قرار الحكومة الذي سمح لها باجرائها اعتبارا من الاول من اب الحالي باعتبار ان عدد هيئاتها العامة لكل نقابة يقل عن 1500 عضو، على امل ان تعود الحياة لصناديقها وان ترفع من عبئها عن كاهل مجالسها المنتخبة.
الا انه من المرجح ان تقوم النقابتان بتأجيل انتخاباتها الى مواعيدها المحددة في قوانينها للعام المقبل بعد الموقف الذي اعلن عنه مجلس النقباء والذي رأى فيه ان «هناك العديد من المحاذير والمعيقات القانونية لعقد اجتماعات الهيئات العامة واجراء انتخابات النقابات المهنية في المواعيد غير المحددة في قانون كل نقابة».
ويبقى التساؤل حول المستوى الذي يمكن ان تساهم فيه انتخابات النقابات في انعاش صناديقها مطروحا الى حين الدخول في مراحل الانتخابات، وصولا الى انتخاب مجالس جديدة قادرة على اعادة ثقة منتسبيها بصناديقها، وايجاد حلول ومصادر دخل لصناديقها المتعثرة.