جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم المحامي عبدالإله عبدالله عبيدات
الرجل المناسب في المكان المناسب، شعار لا يتوقف أصحاب القرار مهما ارتفع شأنهم أو تدنى، من رفعه والمناداة به، لعكس صورة عدلهم وإنصافهم في اتخاذ القرار، ومنح الصلاحيات، إلا أن هذا الشعار كثيرا ما يصطدم بواقع مغاير تماما، ويتسبب في كثير من الأحيان بانهيار المؤسسات أو بضعف أدائها
فقصص الظلم وغياب العدل، التي نشهدها أو نسمع بها، وكان آخرها، إقالة عقيد جمارك الدكتور صلاح أبو عين، الذي همشت كل خبراته وكفاءته، وحسن أخلاقه وخُلقه، وتمت إحالته على التقاعد دون أي مسوغ واضح، أثبتت أن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب سوى شعار ظاهره برّاق، وداخله مُفرغ
العقيد صلاح أبو عين لم يتم إقالته، لبلوغه سن التقاعد، ولا لأنه أخل بأعماله، أو كان عاجزا عن القيام بها بالشكل المطلوب، بل كانت إقالته فقط لأنه كان يشكل خطرا على الضعفاء، الذين يجلسون في مكان واسع على قدرتهم وخبرتهم وكفاءتهم المتواضعة، مقابل ما يملكه هو من كفاءة
وهنا لا بد من التوقف وطرح سؤال بغاية الأهمية، عن الأسس والأنظمة التي يتم اتباعها واعتمادها في دائرة الجمارك العامة، لإحالة أفرادها برتبهم المختلفة على التقاعد، أو ترفيعهم، ومنحهم الصلاحيات، وهل هناك نهج ثابت في هذا الأمر، أم أن هناك حالة من التفرد في أخذ القرار ؟؟؟
أسئلة مشروعة ومنطقية، خاصة وأن العديد من أصحاب الخبرات داخل هذه الدائرة المهمة تم إبعادهم عن المشهد بشكل متعمد، خلال السنوات الماضية، كما هو الحال مع العقيد صلاح أبو عين
المشكلة لا تتوقف عند أبو عين، أو غيره الكثيرين، بل علينا جميعا الاعتراف أن المشكلة تكمن في عدم تطبيق شعار الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن على دائرة الجمارك، ومؤسسات الدولة كافة، تفعيل ذلك الشعار وتطبيقه على أرض الواقع
ولا بد أن ندرك ونعترف أيضا، أن إبعاد الكفاءات وتقديم أصحاب الأخطاء المتكررة، باتت اليوم مشكلة وطنية، كانت وما زالت أحد أبرز أسباب، توقف أو تراجع العديد من مؤسسات الأردن، الحكومية كانت أو الخاصة
وهنا استذكر مقولة أن الخطأ هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وتوقع نتائج مختلفة"
والله من وراء القصد..