جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
نلاحظ حماسا متزايدا وتنافسا كبيرا وإقبالا متصاعدا من قبل الادارات الجامعية المختلفة للمنافسة على التصنيفات العالمية ومحاولة إحراز أي تقدم وضمن أي ملف في تلك التصنيفات، والتغني بالمنجز وتعظيمه في غياب واضح للرقابة.
من المفروض أن تقيس التصنيفات المختلفة مخرجات مؤسساتنا الأكاديمية على أرض الواقع، وتصنفها بناء على جودة تلك المخرجات وتحقيقها للمعايير الدولية بحيث تكون النتيجة هي المقياس وليست الهدف بحد ذاته، وللأسف فقد أصبحت معظم مؤسساتنا الأكاديمية تضع هذا الهدف في المقدمة ومسبقا وتسعى لتحقيقه بشتى السبل ودون الارتقاء الفعلي بالعملية الأكاديمية وتحسين مكوناتها المختلفة، فترى البعض يمارس سياسة الضغط المباشر وغير المباشر على أعضاء الهيئة التدريسية لنشر أبحاثهم في مجلات سكوبس واي أس اي وضمن المجموعتين الأولى والثانية، علما بأن البحوث التي تنشر في المجموعتين الثالثة والرابعة مازالت تقبل لغايات الترقية ولكن بتحفظ.
أعتقد بأننا مقبلون على مرحلة سيكون فيها قبول النشر لأغراض الترقية مقتصرا على المجموعتين الأولى والثانية، لإجبار أعضاء الهيئة التدريسية على النشر فيها، مما يسهم في رفع مؤشر الجامعات في تلك التصنيفات وبالذات في محور البحث العلمي.
إن التصنيفات المختلفة سواء كانت وطنية أو عالمية تقيس المخرجات الواقعية للعملية الأكاديمية في المحاور المختلفة: البحث العلمي، جودة الخريج، تشغيل الخريجين، ملف استقطاب الطلبة الوافدين وصولا الى ملف خدمة المجتمع المحلي.
وبما أننا لم نتوفق لحد الآن في اخراج تصنيف وطني يليق بجامعاتنا ويقيس مخرجاتها ويصنفها بمهنية عالية، نأمل من مجلس التعليم العالي الموقر متابعة الجامعات في ملف ماراثون التصنيفات العالمية، ووضع الأسس والتعليمات اللازمة لجعل هذا الملف تحصيلا حاصلا لقياس جودة مخرجات العمليات الأكاديمية وليس الهدف الأول والأخير لديها.