جفرا نيوز – احمد الغلاييني – ادى اختيار إدراج مدينة السلط التاريخية على قائمة التراث العالمي، الى بث الآمال في انتعاش القطاع السياحي في المملكة بشكل عام ومدينة السلط خاصة، ملف ترشيح السلط والذي أثير لأول مرة العام 1995، ثم لاحقا في العام 2017 وأخيرا العام 2021، والذي اثمر جهوده في الإدراج ما يشير إلى التزام الأردن بحماية واستدامة القيمة العالمية المتميزة وسمات مدينة السلط التراثية.
بدورها "جفرا " تابعت ملف الإدراج مع عدد من أصحاب المشاريع السياحية والقائمين عليه.
وكشف رئيس بلدية السلط الأسبق المهندس خالد خشمان" لجفرا عن الدور الحقيقي التي قامت به البلدية منذ سنوات لغاية إدراج المدينة على القائمة، وقال، "ان ابرز ما ركزنا به في الملف على العادات الإيجابية في المدينة خاصة في التعايش الديني واستقطاب العرب للعيش في مدينة السلط والحفاظ على الموروثات الثقافية والعادات والتقاليد خاصة في الضيافة وفتح المضافات لاستقبال جميع شرائح المجتمع، وتقديم الطعام والمبيت لضيوف المدينة من الخارج.
وركز أيضاً الملف على دور أبناء المدينة في حماية الحج المسيحي والذي كان طريقه من مدينة السلط إلى موقع المغطس قديماً، وذلك لحمايتهم من اي سارقين او قاطعين للطريق.
وأضاف خشمان لجفرا، ان البلدية عملت على تحسين البنية التحتية للمدينة مثل ابراز الجمال المعماري القديم، وتحسين الطرق والأرصفة، وإعادة تشكيل وتحسين أسوار السلط الجانبية، وأيضاً العمل على تحسين المقامات والمقابر فيها.
واكد لجفرا، أن المدينة الآن تحتاج لحوالي 40 مليون دينار لإعادة ترميم بعض المنازل القديمة وايضاً إقامة مشاريع سياحية وتحسين المدينة.
واضاف، أن هناك عدة ملفات وقضايا يجب تحسينها واهمها قطاع النقل وحل مشكلة الازدحام المروري وتحسين جودة الحياة لدى المواطن خاصة في القطاع التعليمي والصحي.
من جهتها، قالت مديرة وحدة ادارة وسط مدينة السلط القديمة وعضو فريق عمل اعداد ملف ترشيح السلط على قائمة التراث العالمي المهندسة لينا ابو سليم، ان الإعتراف يضع المدينة على واجهات السياحة العالمية بالدرجة الأولى، مؤكدة ان هناك خطة للترويج السياحي للمدينة وايضاً العمل على مشاريع من شأنها الحفاظ على الشكل التراثي للمدينة والبيوت التراثية.
واضافت لجفرا، أنه سيتم وضع شعار التراث على المنازل القديمة ومداخل ومخارج المدينة والتي ستكون كتوثيق لتراث المكان.
واشارت ان اول المستفيدين من الادراج اصحاب المشاريع السياحية ومالكي البيوت التراثية حيث ستكوون لهم اولوية الترميم والترويج السياحي.
وكشفت ابو سليم لجفرا عن خطة مستقبلية لاقامة مشاريع سياحية في المدينة، وذلك لتشجيع المجتمع المحلي على اقامة مشاريع سياحية صغيرة وكبيرة.
ونشطت في مدنية السلط في الاعوام الأخيرة حركة انشاء وافتتاح المقاهي الثقافية والسياحية والتي تقدم مؤكلات ومشروبات في اجواء تراثية وثقافية من وحي المدينة.
وقال صاحب المقهى السياحي محمد باكير عن اعتزازه بهذه الخطوة الذي أكد انها ستكون هامة لتعزيز السياحة العالمية لمدينة السلط، مؤكداً أن هناك بنية تحتية ممتازة ووجود الاماكن ثقافية والسياحية لهذه الغاية.
واكد، محمد مسعود صاحب مطعم ومقهى على احد جبال السلط، أن الخطوات القادمة يجب ان تكون جادة خاصة في الترويج للمناطق السياحية وخاصة الجبلية والتي تتميز بإطلالات على مدينة القدس وفلسطين، مؤكداً ان الطبيعة الجبلية والسهلية في المدينة مناسبة جداً لهذه الغاية.
وقال مؤسس بازار الخضر سيف الجغبير لجفرا، أن هذه خطوة لدعم افكار الشباب الإبداعية، وزادت بالتالي المسؤولية لخلق فرص وطرق جديدة لتشجيع السياحة، وخاصة سياحة المشغولات اليدوية وتبادل الثقافات بين الشعوب، ولزم علينا كشباب اظهار السلط بحلتها الجديدة واستغلال المنازل القديمة لأقامة المشاريع التنموية خاصة السياحية.
من جهته قال مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة هشام العبادي، أن إدراج ستة مواقع أردنية أثرية على قائمة التراث العالمي يعزز من مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، لافتا إلى أن الدائرة تسعى في الفترة المقبلة إلى ترشيح عدد من المواقع الأثرية الأخرى وتقديم ملفاتها إلى اللجنة.
بدوره قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز خلال مشاركته في اجتماعات اللجنة افتراضيا،أمس، إن مدينة السلط من بين الأولويات العليا للمملكة لأهميتها في إظهار خصائص التسامح والعيش المشترك والرعاية الاجتماعية بين سكانها.
واضاف أن التكافل الاجتماعي بين الأسر في مدينة السلط وزوارها، وعدم وجود أحياء منفصلة على أساس ديني هو من الميزات الواضحة للمدينة، مؤكدا أن ادراج السلط على قائمة التراث العالمي سيدعم ثقافة التراث والتسامح والوئام بين الأديان.
وقال مدير عام تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، ان ادراج مدينة السلط ضمن قائمة التراث العالمي نقطة ايجابية تسجل للمملكة وستزيد من اعداد السياح.
واكد عربيات، ان الهيئة ستقوم بترويج والدعاية لاستقطاب السياح الى مدينة السلط. مضيفا خلال حفل ادراج مدينة السلط ضمن قائمة التراث العالمي انه يجب المحافظة على هذه النتيجة وتطوريها لتكون مدينة جذب للسياح من مختلف انحاء العالم.
يشار ان اجتماع لجنة التراث العالمي (اليونسكو) الخاص بالموافقة على إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي افتراضيا، أمين عام وزارة السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، ومدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ووزير البلديات الأسبق ماهر أبو السمن، ووزير الداخلية الأسبق غالب الزعبي، ومديرة مكتب الأمم المتحدة للتربية والتعليم (اليونسكو) في الأردن مين جونغ كيم، ورئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، ومدير عام هيئة المغطس المهندس رستم مكجيان وممثلو وزارتي الخارجية والتربية والتعليم.