جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: حازم طلال الشرفات
في تحول إيجابي انتظرناه طويلاً في البادية أضحت إمكانية ترشح أبنائها في دوائر الوطن المختلفة أملاً قريب المنال، وبات التمازج والتلاقح الديمقراطي بين أبناء الوطن الواحد أكثر فاعلية وأعمق معنى ومشاركة بعد توافق أعضاء اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية على تحرير البوادي الأردنية الثلاثة من إغلاقها المنهك في إطار الترشيح الذي أطبق لعقود طويلة على تطلعات أبناء البادية في خوض غمار المشاركة في أرجاء الوطن، سيما بعد أن تبدّى للجميع أن العمل الحزبي هو البوابة الأولى والأخيرة والمتطلب الأكيد للوصول للحكومات البرلمانية.
خطوة لافتة ومهمة تبنتها اللجنة الكريمة يغلفها حرص أكيد من دولة رئيسها الذي يدرك بحكم خبرته الناجزة أنه قد آن الأوان لتمكين أبناء البادية من معانقة آمال الأردنيين في كل ذرة من تراب وطننا المقدس المغموس بهويتنا الوطنية الأصيلة، ومحصّن بحرص ملكي هاشمي كبير كان على الدوام السبيل اللافت والأكيد لحفظ حقوق أبناء البادية في المشاركة الفاعلة في صنع القرار باعتبارهم من طلائع الأردنيين الذين بايعوا آل هاشم الأخيار وكانوا السند الصادق الأمين في التأسيس والإخلاص والبناء والعطاء.
البادية شريحة طيبة نقية لم تلامس يوماً حواف الخبث السياسي ولم تغادر رواسخ المروءة والوطنية، ولن تألف الوقيعة والتآمر مع الأجنبي ولن تخذل الوطن بالرغم من شظف العيش وضيق الحال. وسيبقى الأردنيون شهوداً على نبلهم وعفتهم وعفويتهم ما دام في الأفق أمل حياة، والعمل الحزبي لن يخل البتة في ثوابتهم الوطنية ولن يؤثر هذا في دورهم الوطني في حفظ مقتضيات الأمن الوطني وخصوصية دورهم في هذا السياق، وسيظل انتماؤهم للتراب وولاؤهم للعرش المفدى عنوان تاريخهم المشرّف.
رجالات اللجنة ورئيسها يدركون تماماً أهمية البادية ودورها، وشبابها - كغيرهم من أبناء الوطن يعدون العدة في قادم الأيام للمشاركة الفاعلة في التطوير والتحديث والتنمية السياسية ليكونوا السند الصادق لجلالة الملك وولي عهده الشاب في تعزيز المشاركة السياسية والبناء الوطني، ويأملون في هذا السياق أن يتم تخفيض سن الترشح في مجلس النواب لتمكين الشباب من الإسهام في خدمة الوطن سيما بعد ان أضحت الأولويات الوطنية محكومة بعوامل السرعة والتكنولوجيا والريادة الرقمية.
وأما لمرأة في البادية، فلم تأخذ بعد الحد الأدنى من دورها الحقيقي في المشاركة السياسية والتمكين الاقتصادي وممارسة حقوقها المنسجمة مع قيم البادية وثوابتها وعاداتها: بل ما زالت ترزح تحت نير ثقافة الإقصاء والتهميش في الإطار السياسي والاقتصادي دون أن ننكر مشاركتها الاجتماعية المؤثرة في إطار الأسرة والقبيلة وحمايتها الناجزة من عوامل العوز وسوء المعاملة. وهذا يدعونا للمطالبة بتعزيز دورها السياسي لإزالة اللبس في مفهوم تمكين المرأة في البادية الأردنية .
في لجنة الحوار الوطني المشكلّة عام ٢٠١١ أجهضت فكرة تمكين أبناء البادية من الترشح في دوائر الوطن الأخرى، واليوم وبهمة أبناء الوطن المخلصين سيتم إنصاف ابناء البادية، ويبقى الرهان على مجلس الأمة لتأطير هذه الأفكار الوطنية في التشريعات الناظمة عند عرضها عليه وفق سياقها الدستوري،