جفرا نيوز - تقرير: موسى العجارمة
*الحجاوي: أصبح لدينا الخبرة للتعامل مع أي موجة
*محافظة: لا مؤشرات حقيقية بحدوث موجة كورونا ثالثة
*الخرابشة: لا التزام بالإجراءات الوقائية وهناك مبالغة بالمناسبات الاجتماعية
بعد أن شهدت المملكة حالة استقرار عقب حدوث الموجة الثانية التي سجلت أعداد وفيات وإصابات بكورونا أجبرت الحكومة على اللجوء إلى قرارات صارمة وقاسية لأصحاب المنشآت والقطاعات بجانب حظر الساعة السابعة ويوم الجمعة للحد من الانتشار المجتمعي الذي واجهناه في خضم نيسان الماضي، إلا أننا اليوم بين نارين فالأولى تكمن باحتمالية دخولنا بموجة جديدة لا قدر الله، والثانية تتمثل بمدى الاستفادة من الأخطاء السابقة والظروف العصيبة التي مررنا بها، وخاصة أن خبراء ومختصين أكدوا بأن الموجة الثالثة قادمة لا محالة.
لم ينسَ الأردنيون الموجة الماضية التي تركت دروس وعبّر وجاهزية للمستشفيات من ناحية الأسرة والمعدات وتدريب الطواقم الطبية، وشددت على أهمية الإقبال على التطعيم والالتزام بقواعد السلامة العامة تجنباً للصورة التي وضعت بمخيلة الأردنيين في غضون الأيام الماضية التي باتت ملامحها متعلقة بالمستشفيات التي كانت تغص بالمرضى، وأصوات صافرات الإنذار التي كانت تتطفل على مسامعهم بتمام الساعة السابعة مساءً، بالإشارة إلى أن الأردن بات اليوم يتمتع بمناعة مجتمعية لا بأس بها في ظل تسجيل 764983 إضافة لتلقي 2 مليون و216 ألف شخص الجرعة الأولى، ومليون و163 ألفاً الجرعتان من لقاح كورونا.
*الحجاوي: عامل الخطورة لا يعتمد على عدد الإصابات
لا يعتمد عامل الخطورة على عدد الإصابات بل يرتبط بمدى التجهيزات وقدرة النظام الصحي على الاستعياب، وفي حال عدم وجود تجهيزات مؤهلة لمواجهة أي انتكاسة وبائية سيؤدي ذلك لدوامة كبيرة، وخاصة أن هناك عوامل ستصب بالناحية الإيجابية بعد أن خاض الأردن تجربة الموجة الأولى و الثانية، وهذا يترك تفاؤل بالمرحلة القادمة؛ لكونه أصبح لدينا الخبرة والمناعة المجتمعية مما يؤدي إلى انعواج بأعداد الإصابات، بحسب ما أكده عضو لجنة الأوبئة د.بسام الحجاوي.
ويقول الحجاوي لـ"جفرا نيوز" إن هناك العديد من الدول أكدت بأنها على أبواب الموجة الثالثة بسبب زيادة الإصابات؛ لطالما الجائحة لن تنتهي والسلالة الهندية موجودة وانتشرت في دول نسبة التطعيم فيها مرتفعة، ونحن في الأردن أصبحنا نشهد ارتفاعًا بأعداد الإصابات، بالإشارة إلى أن "الدلتا" يحتاج لجرعتين من أجل تحقيق حماية للفرد من خطر كورونا وناهيك عن فتح المنشآت والحدود التي تعد عوامل ضاغطة لزيادة أعداد الإصابات في ظل وجود دول لم تنتهِ بها الجائحة لأن لم يصلها المطعوم.
ويشير إلى أن كل طفرة تخلق بدولة ما يجب أن نأخذ حذرنا منها، لأن هناك طفرات تثير الاهتمام وأخرى تثير القلق، لافتاً إلى أن عدد متلقي اللقاح في الأردن ارتفع وهذا اسهم بتقطع أوصال الفيروس من خلال تطعيم فئات معينة سواء: (الجامعات أو المدارس أو البنوك أو وزارات أومؤسسات)، ولكن هذا لم يوفر المناعة المجتمعية الكاملة، كاشفاً أن لدينا تجهيزات لمواجهة الوباء من خلال المستشفيات الميدانية إضافة لتزويد النظام الصحي بـ(500) سرير في حال حدوث أي موجة، وعدا عن وجود أخصائيين بالتخدير والصدرية ووجود وإضافة لوجود أنظمة الرصد على الحدود.
*هل نلجأ لتقليص عدد الساعات خلال الفترة القادمة؟
هذه الخطوة مستبعدة بحسب اعتقاد الحجاوي؛ لأن النظام الاقتصادي لم يعد يحتمل ويجب التعايش مع الجائحة، ونحن لسنا في الوضع الطبيعي الذي يحتم علينا خلع الكمامة وإعادة الزيارات الاجتماعية، إلا أن هناك حاجة ملحة بالتكييف مع الوباء وأن يكون هناك إجراءات احترازية.
وعلى صعيد آخر ينوه عضو لجنة الأوبئة في نهاية حديثه لـ"جفرا نيوز" أن أمراض فصول الخريف الشتاء وبداية الربيع المقبلة ستخلق حالة إرباك؛ لكون هذه الفترة مليئة بالأمراض التي تنتقل عبر الجهاز التنفسي، موضحاً أنه عندما القول بأن عدد الإصابات المتوقع تسجيلها في الموجة الثالثة سيكون على أسوأ تقدير (2500) حالة أي يعني بأن نسبة الفحوصات الإيجابية ستكون وصلت الـ(10)%، مذكراً أننا سجلنا خلال الأسابيع الماضية فحوصات إيجابية بنسبة الـ(3)% إلا أننا اليوم أصبحنا نشهد ارتفاعًا بالإصابات وهذا مقلق، متمنياً الالتزام من المواطنين بقواعد السلامة العامة لنتمكن من عبور الشهور بسلاسة ويسر.
*الخرابشة: ممارسات خاطئة من قبل المواطنين
وزير الصحة السابق د.سعد الخرابشة يقول إن الممكلة تدخل الأسبوع الحادي عشر على التوالي باستقرار وبائي تام وخاصة بأن أعداد الحالات الأسبوعية انخفضت ونسبة الفحوصات الإيجابية ما زالت تتراوح دون الـ(5)% وهذا الحد الأدنى الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية، وأعلى من هذه النسبة يعتبر خارج السيطرة، مبيناً أن الإصابات المسجلة طوال الفترة الماضية تقدر بـ(500) حالة يومياً وهذا مؤشر على استقرار الوضع في ظل قلة حالات الإدخال إلى المستشفيات والتدني الملحوظ بمعدل الوفيات.
ويضيف الخرابشة لـ"جفرا نيوز"، أنه على الرغم من التحسن الوبائي الذي شهدناه إلا ان هناك ممارسات خاطئة من قبل المواطنين حول عدم ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي والمبالغة بالمناسبات الاجتماعية كالأفراح والأتراح، وهذا مؤشر واضح بأن الوضع الوبائي مازال مستقراً على الرغم من تلك الاختراقات، وهناك ناحية إيجابية واضحة تشير إلى أن هناك تحسن بنسبة الإقبال على المطاعيم.
"إصابة العديد من المواطنين بكورونا سواء من اكتشف عدوته بسبب الأعراض جانبية التي ظهرت عليه أو من لم يلاحظ الإصابة بسبب عدم ظهور الأعراض، أسهم بتشكيل المناعة المجتمعية في ظل وجود المتحور الهندي دون حدوث أي تفشي مجتمعي كما جاء بالموجة الأولى والثانية، وهذا عامل إيجابي بحد ذاته، ويشدد على ضرورة إتاحة التطعيم أمام الفئات التي ترغب الحصول عليه، وفتح المراكز الصحية والأماكن المخصصة لإعطاء المطعوم بشكل سهل ومرن.
ويقول الخرابشة في نهاية حديثه لـ"جفرا نيوز" أن تحسن المناعة المجتمعية يقلل من احتمالية تعرضنا لموجة ثالثة، بالتزامن مع بدء موسم الاحتفالات وبداية الفصل الدراسي الجديد الذي يسهم بانتشار العدوى، منوهاً أنه لغاية هذه اللحظة لا يوجد أي مؤشرات وبائية تؤكد بأن هناك موجة كورونا ثالثة.
*محافظة: ما يحدث مجرد ارتفاع طفيف بالإصابات
عضو لجنة الأوبئة السابق د.عزمي محافظة يتفق مع الخرابشة حول عدم وجود مؤشرات لحدوث موجة كورونا ثالثة، مؤكداً عدم وجود مؤشرات حالية تقضي بوجود موجة كورونا جديدة، مبيناً أن ما حدث خلال الفترة الماضية مجرد ارتفاع طفيف بالإصابات وهذا أمر طبيعي.
ويضيف محافظة لـ"جفرا نيوز"، أنه بعد ارتفاع الإصابات شهدنا انخفاضًا بحصيلة الحالات اليومية من كورونا بالإشارة إلى أن أعداد الفحوصات المخبرية كان لا بأس بها، لافتاً إلى أنه من الصعب الحكم بشكل قطعي على أن الأردن باتت ينتظر الموجة الجديدة.
يذكر أن المملكة سجلت يوم أمس 15 وفاة بين المصابين بفيروس كورونا، و1061 إصابة جديدة بالوباء؛ ليرتفع إجمالي عدد الإصابات منذ بدء الجائحة إلى 764983 إصابة، ليرتفع عدد الوفيات بين المصابين بالفيروس إلى 9963.
وكان وزير الدّولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة المهندس صخر دودين قد حذر يوم أمس من الارتفاع الحادّ لنسب الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ التي وصلت أمس الأحد إلى (4.44%) من بين أكثر من 23 ألف فحص مخبري تمّ إجراؤه، مؤكداً أن هذا الحدّ "يدقّ ناقوس الخطر ويؤشّر بشكل واضح إلى أنّ خطر كورونا ما زال داهماً"، متمنّياً أن لا تكون الأرقام التي سُجِّلت اليوم "مؤشّراً على انتكاسة وبائيّة جديدة لا قدّر الله".