النسخة الكاملة

خبير أوبئة: التأكد من صلاحية المولدات أمر بديهي

الخميس-2021-07-26 08:40 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - أثارت حادثة انقطاع التيار الكهربائي بمستشفى الجاردنز في عمان والمخصص لعلاج مرضى كورونا أول أمس، ردود فعل واسعة في الشارع الأردني وتساؤلات عدة حول جاهزية المستشفيات في التعامل مع الحوادث الطارئة التي قد تحدث لأي سبب كان.

وعلى الرغم من ان التأكد من صلاحية مولدات الكهرباء المربوطة بالأجهزة الطبية يعتبر أمرا بديهيا في أي مستشفى، فإن حوادث انقطاع التيار الكهربائي كما حدث في مستشفى الجاردنز طرحت تساؤلات حول المنظومة الصحية في المملكة سواء في القطاعين العام والخاص، من حيث جاهزية المستشفيات وسرعة التعامل مع الحوادث الطارئة، وتوفر الأكسجين والغازات الطبية والأدوية الحياتية، وتدريب الكوادر الطبية بالتعامل مع المرضى خصوصا مرضى كورونا، ومدى جاهزية أقسام العناية الحثيثة بالأدوات والأجهزة اللازمة.

وكان مستشفى الجاردنز في عمان تعرض اول أمس الى انقطاع للتيار الكهربائي سببه تماس كهربائي، وبحسب وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، فإن وفاتين حدثتا بالمستشفى، الأولى قبل حادثة انقطاع الكهرباء بحوالي 20 دقيقة، والأخرى بعد الحادثة بساعة ونصف.

وأما وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين، فأكد ان مولدات الكهرباء المربوطة بالأجهزة الطبية تعمل من تلقاء نفسها فورا في المستشفى، ولذلك لم تنقطع الكهرباء عن الأجهزة الطبية.

في حين قرر النائب العام في عمان حسن العبداللات تشكيل فريق بحادثة الجاردنز، يضم 5 مدعين عامين، حيث باشر فريق التحقيق على الفور اجراءات التحقيق والكشف عن مكان الحادث، والتحرز على الملفات الطبية وضبط الأدلة.

وتم استئجار مستشفى الجاردنز من قبل وزارة الصحة في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وتخصيصه لحالات الإصابة بكورونا، بهدف تعزيز قدرات المنظومة الصحية في المملكة، بسعة 180 سريراً و40 سرير عناية حثيثة، أثناء ذروة الموجة الثانية لانتشار كورونا.

الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني قال : ان المستشفيات الخاصة المستأجرة لعلاج مرضى كورونا، يفترض ان تكون تحت رقابة المديريات المختصة في الوزارة.

وتساءل المعاني الذي شغل منصب امين عام وزارة الصحة سابقا، عن الجهات المسؤولة لمراقبة ومتابعة دخولات مرضى كورونا للمستشفيات المستأجرة، في الوقت الذي تشهد فيه المستشفيات الميدانية نسبة إشغال منخفضة لا تتعدى الـ 10% حاليا.

كما تساءل حول متابعة الوزارة لأداء مستشفى الجاردنز باعتباره مستأجرا من قبلها او اي مستشفى اخر، وتدفع مبالغ كبيرة مقابل ذلك، وجاهزيتهم في التعامل مع مرضى كورونا، سواء في الأوضاع العادية او الأحداث الطارئة.

ولعل انقطاع التيار الكهربائي في مستشفى الجاردنز اثار أسئلة استفسارية وفق المعاني، حول المنظومة الصحية في القطاعين الخاص والعام، من حيث جاهزية المستشفيات، وصلاحيات مولدات الكهرباء التي يجب ان تعمل فورا اذا حصل انقطاع للتيار الكهربائي، وتوفر جهاز (ubs) الذي يفترض ان يكون موصولا في كل جهاز طبي ليتم تشغيله لمدة 20 دقيقة، الى حين عودة الكهرباء في أسوأ الظروف.

وعن توفر الأكسجين، شدد المعاني على اهمية التأكد من الكميات الكافية للأكسجين وخزانات الأكسجين، والغازات الطبية، والأدوية الحيايتة، ومتابعة ذلك من قبل لجان في وزارة الصحة، مع اهمية الاستماع لشكاوى المرضى في هذا الشأن.

ودعا الى وجوب وجود منظومة صحية تتابع أعمال المستشفيات، والتعلم من تجارب الدول الأخرى، للحفاظ على جاهزية المنظومة الصحية بالمملكة، لافتا الى انهيار النظام الصحي في دول مجاورة، داعيا الى تعزيز جودة خدمات المنظومة الصحية الفنية واللوجستية، ومتابعة اداء الأطباء والكوادر الصحية، وتوفر الأجهزة اللازمة من مستلزمات واكسجين وغيرها، وجاهزية اقسام العناية الحثيثة وسيارات الإسعاف.

من جهته، قال أخصائي التخدير والإنعاش الدكتور عبد العزيز عمرو : ان انقطاع التيار الكهربائي عن مريض على جهاز التنفس الاصطناعي في أقسام العناية الحثيثة، لمدة خمس دقائق فما فوق، غالبا ما يؤدي الى تلف في خلايا الدماغ او حدوث غيبوبة للشخص، وقد يؤدي الى الوفاة أيضا.

وأشار الى انه من المفترض ان يكون على اجهزة التنفس الاصطناعي في كل مستشفى بطاريات مشحونة، تستخدم في حال حدوث انقطاع الكهرباء، وتستمر من ثلث الى نصف ساعة، الى حين عودة التيار الكهربائي، كما ان هناك مولدات كهربائية مبرمجة على العمل خلال 30 ثانية مجرد انقطاع الكهرباء من أي مصدر، وكذلك وجود جهاز انذار على جهاز التنفس الاصطناعي يعطي انذارات عند انقطاع الكهرباء.

وبالنسبة لكمية الأكسجين المطلوبة لمرضى كورونا، بين عمرو ان نسبة الاكسجين هي مقياس لأشياء اخرى تحدث في جسم الإنسان، وبالتالي فإن لكل مريض وحدة مستقلة نظرا لحالته، وتكون حسب مقياس إشباع الدم في الأكسجين، لافتا الى ان الأكسجين لدى المرضى في العناية الحثيثة يجب ان لا يبقى الى حد 85 مدة طويلة.

ولإنقاذ حياة المرضى في حال انقطاع التيار الكهربائي في اي مستشفى، شدد على ضرورة وجود (أجهزة تنفس يدوي)، تركب عند كل سرير للمريض فورا، الى حين عودة الكهرباء، وتعتبر من التجهيزات الصحية المهمة، وشرطا من شروط ترخيص أي مستشفى.

وطالب عمرو، بتشكيل لجنة مستقلة ومحايدة ذات صلاحيات، لتفقد ومتابعة ومراقبة أوضاع المستشفيات في المملكة والكوادر الطبية والصحية فيها، والتأكد من جاهزيتها من حيث توفير الأجهزة المطلوبة، وتوفر الأدوية والمستلزمات الطبية، داعيا الى التعلم من الأخطاء السابقة للقطاع الصحي والحوادث في المستشفيات، لتلافيها وعدم حدوث أي أخطاء في المستقبل قد تكون قاسية.

الرأي