النسخة الكاملة

الزيارة الملكية لواشنطن وصدارة الشباب

الخميس-2021-07-24 08:38 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم المحامي عمر الطويل 

 يتفق الجميع على أن رحلة جلالة الملك الى الولايات المتحدة الامريكية شكلت محطة تاريخية بإعتبار جلالته الزعيم العربي الأول الذي يلتقي رئيس الولايات المتحدة المنتخب بعد فترة رئاسية عصيبة كانت على المنطقة والأردن بالتحديد بما تضمنته من صفقات وخطط وقف مليكنا في وجهها ثابتاً على مواقف الآباء والأجداد من الهاشميين ملبياً بذلك تطلعات شعبه وأمته نحو الكرامة وحمايتها.
بل إن إزدحام الملفات والمواضيع المحتاجة للبحث مع الرئيس بايدن جعلت من هذه الزيارة  ليست كأي زيارة سابقة ، والنجاح في فتح الأبواب كانت مغلقة , مما يعيد ايضاً مسار العلاقة بين الدولتين لشكله ونتائجه الطبيعية, التي يسودها الإحترام المتبادل والتعاون البناء.
على الجانب الاخر فإن ذلك يتطلب جهد ومتابعة كبيرين من الحكومة وأجهزتها المختلفة في القيام بوظائفها  وتنفيذ وبلورة ما توصل له جلالة الملك وتحويلها لتفاصيل ومشاريع  حسب أولويات القطاعات المختلفة ضمن خطط مكثفة ومحكمة لعل الوطن يستفيد من مخرجات الزيارة على أكمل وجه .
 وإنسجاماً مع سلسلة مقالاتي السابقة سألفت النظر الى الفرص الممكنة المتعلقة بالشباب خصوصاً أن مرافقة سمو ولي العهد لجلالته في كافة مفاصل الزيارة وفعالياتها يحمل دلالة عملية عن صدارة هذا الملف لدى جلالة الملك وهو في ذات الوقت رسالة واضحة للعالم بأن الأردن يعتمد على تمكين الشباب وتدريبهم وريادتهم كيف لا وسموه العنوان لذلك. 
كيف يمكن لوزارة الشباب ان تستفيد من هذه الزيارة وما تم التوصل له من إتفاقيات وتفاهمات مع الجانب الأمريكي ؟ إذاً 
بادئ ذي بدء ، على الوزارة أن تنجز متطلبات كونها شريكاً للوكالات التنموية الداعمه والممولة وهو ما يستلزم مأسسة العلاقة بينها وبين اللجنة الاوليمبية، وكذلك علاقتها مع مؤسسة ولي العهد وذلك لضمان توحيد الجهود في توظيف نتائج الزيارة على صعيد تعزيز دور الشباب في الاردن ومكافحة البطالة والعنف والتطرّف (مع أنني أرفض كلمة تطرّف لغويا) ، و العمل على الاستفادة من الخبرات الامريكية والمجتمعات  الامريكية الداعمة للريادية المجتمعية .
كذلك من مسؤوليات وأولويات الوزارة وضع خطة تنفيذية  للتشبيك بين تلك الحاضنات الريادية مع الاندية الرياضية ومراكز الشباب وهذا ايضاً يتطلب النهوض والمبادرة في تأهيل المنشآت الوطنية المملوكة للوزارة لتنفيذ ذلك وفي مقدمتها مراكز الشابات والشباب, أذرع الوزارة المنتشرة في كافة مناطق الوطن.
المفروض والمطلوب يتطلب التحرك المرن والمبادر والتفسير الذكي للتشريعات النافذة وعدم التذرع بها لعدم القيام بما هو اليوم ضرورة ملحة.
إن ذلك فقط يتيح لنا فرصة ليس من السهل أن تتكرر في ادماج الاسثمار في الاثر الاجتماعي وادخال مفاهيم الريادة الاجتماعية على جميع الشخصيات الاعتبارية الاردنية  وفي الصدارة منها الاندية الرياضية ومراكز الشباب المختلفة وبالتالي نشر ثقافة الانتاج والعمل الخيري المستدام . 
نحن كشباب أفراداً ومؤسسات وهيئات، لابد لنا ان ننصت بتركيز لما سيقدمه صاحب السمو الملكي ولي العهد  الأمير حسين بن عبدالله الثاني من خطط لغايات السير قدماً في جني ثمار الزيارة الملكية عند عودته الميمونة من هذه الزيارة.. 
آن الاوان أن تاخذ وزارة الشباب مكانها الطبيعي في أخذ زمام المبادرة، لا يملك الوطن وشبابه ترف الوقت بل يملكون مئة وثلاثة وتسعون مركزاً للشباب بالاضافة الى الاندية الرياضية ومسؤولية الوزارة في توظيف تلك المنشآت والهيئات لتكون مصانع للشباب الناجح ولدعم المجتمعات المحلية من خلال التوظيف والتدريب ورفع الكفاءات وبناء القدرات بشكل عام  …وللحديث بقية