النسخة الكاملة

العيد في عمان زمان.. مراجيح ودبكة وكعيكبان..

الخميس-2021-07-21 09:40 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز/كتب: محمود كريشان
يا قارئ لقرآن صل له، أهلي هناك وطيب البيدا
من راكع ويداه آنستا، أن ليس يبقى الباب موصودا

انه عيد الأضحى المبارك، الذي سيهل بالروحانية والايمان.. المغفرة المرتجاه والبهاء.. ينثر الفرح في القلوب بهجة واملا بالرحمة والغفران، فيما تزهو فرحة المؤمنين وصدى صوتهم يمتد ويصعد: لبيك اللهم.. لبيك.. لتشرق عمان الهاشمية الأبية وهي تستقبل العيد السعيد وترتدي مدرقة مطرزة بالجوري الشهري لتكون على عهدها جميلة الجميلات..

*كعك العيد
ومع اشراقة عيد الاضحى المبارك، تنهض ذاكرة الفرح ايام زمان في عمان القديمة، حيث كانت الاعياد، الفطر والأضحى، من اجمل ايام السنة في حياة سكان عمان القديمة، كما يقول المؤرخ عبدالله رشيد، فقد جرت العادة عند معظم سكان المدينة ان تنهمك النسوة في تنظيف البيوت، ثم يعكفن على صناعة الحلويات، وابرزها كعك العيد وهو عبارة عن العجين المخلوط بالسمن البلقاوي والسكر والسمسم والكركم الاصفر، وترق هذه العجينة فوق الغربال ثم تخبز في الطابون، اما النسوة الشاميات والنابلسيات فيصنعن المعمول بالجوز والعجوة.

*موسيقات الجيش
وعلى صلة، قال المؤرخ عبدالله رشيد انه وفي صباح العيد كان الناس يتوجهون الى المساجد لاداء شعائر صلاة العيد، وكان المسجد الحسيني الكبير في وسط البلد يستقطب معظم الناس لحضور احتفال موسيقى للجيش العربي في الساحة الخارجية للمسجد، حيث كانت فرقة موسيقات الجيش العربي/ القوات المسلحة الأردنية والخيالة يطوفون شوارع وسط البلد.

ويضيف رشيد ان الناس وبعد اداء صلاة العيد يتوجهون لزيارة المقابر ومن هذه المقابر مقبرة وسط المدينة جسر الحمام ومقبرة رأس العين ومقبرة الهاشمي قرب مركز الاطفائية، ومقبرة المصدار، وهناك يتجولون بين قبور اقربائهم ومعارفهم ويقرأون الفاتحة ويشربون القهوة السادة ويأكلون الحلويات التي اعدتها النسوة وجئن بها الى المقابر مع طلوع الفجر، ويتجول الفقراء في المقابر لقبول الصدقات كما يتجول الصبية لقراءة القرآن من سورة ياسين، فيحصلون على اكراميات من اقرباء الميت.

*كعيكبان وملبس
فيما يقول الشيخ محمد الرشيد البدوي ان الناس يستقبلون في بيوتهم المهنئين ، بينما يغادر الرجال مصطحبين اطفالهم لزيارة الارحام  والجيران والاقارب، فيتناولون كعك العيد والكعيكبان وملبس الحامض حلو والراحة، وحالما يحصل الاطفال على العيدية، من النقود يسارعون الى المراجيح او الركوب في باص المحطة، حيث كانت ساحة المدرج الروماني الموقع الرئيس للمراجيح الخشبية وبسطات الباعة التي تحمل اكلة العيد الرئيسة وهي الفول النابت، حيث يجلس الاطفال على مقاعد خشبية حول صحون الفول يأكلون منه ويشربون من شرابه.

واذا صعد الاطفال الى المراجيح ينشدون هذه الكلمات المغناة: «اليوم عيدي يا لالا.. والبست جديدي يا لالا .. فستان مكشكش يا لالا.. ع الصدر مرشرش يا لالا.. اليوم العيد وبنعيد.. نذبح بقرة السيد.. والسيد ما لو بقرة.. نذبح بنته هالشقرة.. قهوتها او اويها بنجدد.. علينا علينا بتعريفة».

اما عند ركوب باص المحطة ذهابا وايابا فيغنون: «ع المحطة بتعريفة.. روحة وجية بتعريفة».

*دبكه وغناء
من جهته يقول الزجال الشعبي الحاج كايد الخطيب عن احتفالات المدرج الروماني: ان ايام الاعياد الدينية هي المناسبات التي تقام فيها الاحتفالات الشعبية على مسرح المدرج، فمع اطلالة اول يوم من ايام العيد يزحف اهالي المدينة من احياء القلعة والمهاجرين والجوفة ووادي سرور في مواكب من الاهازيج والدبكات متجهين نحو المدرج يصاحبهم سكان القرى المجاورة وهي ابوعلندا والقويسمة، وعند وصولهم الى ساحة المدرج الخارجية التي تنتشر فيها اراجيح الاطفال واطباق المأكولات الشعبية، يكون الناس أخذوا مكانهم على المدرج حتى انه كان يضيق بهم فيصعدون الى ربوته.

ويشير الخطيب الى انه وفي تلك الاحتفالات كان لكل حي من احياء المدينة شباب عرفوا بمهارتهم في ممارسة الدبكة والغناء ينتخبون فيما بينهم من يرقص هذه الدبكات وتؤلف كل جماعة حلقة وغالبا ما كانوا يرقصون الدبكة الشمالية شمال الاردن لانها مريحة، وكانت الدبكات تبدأ بأغاني الدلعونا الحماسية مثل: «يام السنون الذهب الملاح/ لا تغضي النظر عن اللواح/ اوعي تفتكري محسوبك صاح/ اسباب جنوني من هالعيونا!/ يلي بتطلوا لا تجننونا/ واشوية شوية لا تكهربونا/ وربك بطعم اللحمة يا خونا/ اللي بثمه ما فيش سنونا».

اذا.. هي فرحة العيد السعيد.. وعمان الهاشمية الأبية تزهو جميلة الجميلات.. اردنية أبية.. ترتدي مدرقة مطرزة بالجوري الشهري وتنتشي على صوت الغناء القشيب الذي يمتد ويصعد في سماء العشق: لبست عمان عباءتها وزهت بالشال..
Kreshan35@yahoo.com