النسخة الكاملة

ماذا يفعل النواب في منزل الرئيس؟

المهندس عادل بصبوص

الخميس-2021-07-18
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المهندس عادل بصبوص
 
يتساءل المرء عن الهدف من اللقاءات التي يعقدها رئيس الوزراء هذه الأيام في منزله لأعضاء مجلس النواب حسب المناطق والدوائر التي يمثلونها، والتي عقد منها حتى الآن ثلاثة لقاءات جرت بعيداً عن أعين الصحافة، التي نشرت "تسريبات" تفيد بأنها لقاءات تشاورية، تحدث فيها الرئيس عن القضايا والموضوعات التي تشغل الحكومة هذه الأيام، وقدم النواب مداخلات أو استفسارات بخصوص هذه الموضوعات أو / و موضوعات وقضايا أخرى، لينتهي اللقاء الواحد منها بتناول الغداء أو العشاء على مائدة الرئيس
 
نظرياً يحدد الدستور العلاقة بين الحكومة ومجلس النواب بنصوص واضحة لا تقبل التأويل تنطلق من المهام المناطة بكل منهما، أما عملياً فالعلاقة ملتبسة غامضة متغيرة تتداخل الأدوار فيها حيناً، ويتغول أحدها على الآخر حيناً آخر وتضيع "الطاسة" بالكامل في بعض الأحايين، فوضى وتخبط لدى البعض من أطراف هذه المعادلة بسبب عدم الفهم الدقيق لطبيعة الدور المناط به، أو لتجاهل هذه الطبيعة لسبب أو لآخر، ينادي الدستور بالفصل بين السلطات كمبدأ رئيسي للحكم وللحاكمية الرشيدة، في حين يدعي أقطاب الحكومة ومجلس النواب أن العلاقة بينهما علاقة "شراكة حقيقية"، أية شراكة يمكن أن تقوم بين المكلف بالتنفيذ وبين من يفترض أن يقوم بالمراقبة والتدقيق، وأضيف -منطلقاً من خلفيتي الهندسية- ما هو حجم المصيبة التي قد تترتب على قيام "شراكة حقيقية" بين المقاول والمهندس المكلف بالإشراف عليه ....؟؟؟؟!!!!، أين الشراكة الحقيقية وإين الندية عندما تتجاهل الحكومة تماماً مذكرة نيابية وقع عليها كافة أعضاء مجلس النواب 

وبالعود إلى لقاءات دولة الرئيس مع أصحاب السعادة النواب، نتساءل هل لدى دولته في خضم المشاكل والأزمات التي نعاني منها فائض من الوقت يقضيه مع النواب ليحدثهم عن الوضع الوبائي وعن فتح القطاعات وعن عودة الدراسة الوجاهية في المدارس وعن.... وعن.....، ما هي الضرورات أو المستجدات التي دفعت الرئيس لإجراء هذه اللقاءات، وهو الذي كان وحتى اسابيع قليلة يقضي من الوقت مع النواب في مجلسهم أكثر مما يقضيه مع أفراد عائلته، ثم لماذا تعقد اللقاءات على أساس المناطق والدوائر وليس على أساس الكتل، إلا ننادي جميعاً بضرورة أن تكون هناك كتل فاعلة في المجلس، أليس ذلك تكريس لمفهوم نائب المنطقة أو الدائرة بدلاً من نائب الأمة أو الوطن، ونائب الخدمات بدلاً من نائب المراقبة والتشريع 

ماذا عن رمزية مكان اللقاء، نواب الشعب مصدر السلطات يجتمعون مع الرئيس في منزله، كان من الممكن أن يكون المكان مناسباً لو كان اللقاء احتفالاً بمناسبة شخصية أو اجتماعية وليس اجتماعاً للتداول في أحوال البلاد والعباد، لماذا لم تعقد اللقاءات في قاعة من قاعات مجلس النواب مثلاً 

أختم في النهاية بسؤال "بريء تماماً" هل هي محض مصادفة أن يتزامن عقد لقاءات الرئيس مع النواب مع لقاءات واجتماعات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.. أم أن وراء الأكمة ما وراءها