النسخة الكاملة

الملك فـي البيت الأبيض والشرق الأوسط يضبط ساعته على توقيت واشنطن

الخميس-2021-07-18 09:53 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اللقاء في واشنطن، ولكن كل عواصم الشرق الأوسط تضبط ساعتها على توقيت هذا اللقاء، وحالة الترقب عالية، بهذه البساطة بمكن توصيف المشهد، فجلالة الملك عبدالله الثاني يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، ليكون أول زعيم عربي يلتقي الرئيس الديمقراطي، الذي يريد أن يعمل على محو الخراب الذي تحصل بسبب إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.

حضور جلالته في البيت الأبيض رسالة واضحة لا لبس فيها، وهي ببساطة أن الأردن تحمل الكثير بسبب مجموعة من المواقف المبدئية التي أطلقها جلالة الملك خلال فترة رئاسة ترمب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والـ(لاءات) الثلاث عنوان الموقف الهاشمي الأردني، واستطاع الأردن الصمود والثبات رغم الضغوط الكبيرة.

وظل جلالة الملك يمثل صوت العقل في منطقة سادها الجنون، ورغبة التغيير السريع غير المبني على الحقائق الموجودة على الأرض والقيم المزروعة في النفوس، ورغم أن الزوبعة لم تكن بـ(فنجان)، ولكن القيادة الرزينة والكفؤة لجلالة الملك عبرت بالأردن إلى بر الأمان، حاضناً القضية الفلسطينية، ومانعاً تصفيتها.

جلالة الملك في البيت الأبيض يمكن اعتباره حدثاً عادياً، ولكن التوقيت والظرف هو الذي حول ما هو عادي إلى حدث عميق الدلالة، ويحمل في طياته إعادة ضبط إيقاع المنطقة من جديد، فالملفات التي يحملها اليوم تخص الداخل الأردني بكل تأكيد، ولكنها أيضاً تخص المنطقة ككل، وتعيد ترتيب أوراقها، بعد أن تعرضت لمغامرات طائشة غير محسوبة النتائج.

نعم, سيتم مناقشة الضغوط التي يتعرض لها الأردن اقتصادياً، وتبدو اليوم أن هذه الضغوط في طريقها للتراجع والزوال، والأردن مقبل على مرحلة جديدة اقتصادياً، ولكن الأهم هو أن الأردن سيستعيد دوره المحوري سياسياً في المنطقة، ليس منة من أحد، بل لأنه يستحقه كما أثبتت التجربة، وهو ما يعني عودة المبادئ الأخلاقية لتحكم منظومة السياسة الإقليمية.

فالقضية الفلسطينية، والتي تشكل محور السياسية الأردنية إقليمياً وعالمياً، ستعود إلى مسار مفاوضات جاد، يحكمه حل الدولتين، قوامه دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف.

وفي ذات الوقت سيتم وضع الملف السوري على الطاولة للنقاش حوله، مع إدراك ما يحيطه من معيقات وتحديات، واشتباك دولي إقليمي معقد، ولكن للأردن مصلحة مباشرة للعمل على عودة سوريا كدولة إلى حاضنتها العربية، ولا يحكم هذا التصور المصلحة الأردنية الضيقة، ولكن رؤية جلالة الملك إلى ضرورة إعادة تشكيل منظومة عروبية متماسكة قادرة على وضع حد لأطماع دول إقليمية بالأراضي العربية لتحويلها إلى مناطق نفوذ.

يوم غد الإثنين سيكون يوماً فاصلاً، ما بعده لن يكون كما قبله، وعنوانه سيكون عبدالله الثاني يعيد رزانة العقل وسكينة الحكمة لمنطقة غابت عن الوعي في فترة سادها الجنون. الرأي