جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد عبيدات
كشريط مصور من الذكريات، دارت كل قصص العطاء والخير واليد البيضاء، التي شاهدتها بأم عيني، أو سمعت بها، عندما علمت برقود الشيخة سلطانة مثقال الفايز على سرير الشفاء، وذهبت متأسفا متألما، بمخيلتي إلى ما هو أبعد من المرض، فمجرد التفكير في غياب هذه السيدة الشامخة كفيل بإن يصيبك بالإحباط، ويدفعك نحو فقدان الأمل أحيانا
هذه السلطانة، سيدة المواقف وسنديان الكبرياء، قل نظيرها في حياتنا، فخلال عقود من الزمان، لم تتوقف الشيخة سلطانة مثقال الفايز عن تقديم المساعدات، لكل محتاجي هذا الوطن، ليس من يحتاج المال ليسد جوعه وجوع أبنائه، بل كانت بيوت الله، وطلاب العلم، والمرضى، على قائمة الخير الذي تقدمه وما زالت إبنةُ وطني البارة، ببلدها وشعبه
سيدة العطاء والكرم والإنسانية، أخت الرجال، صاحبة الأيادي البيضاء، صفات ربما تبدو متواضعة وصغيرة، في وصف شيخة تجتاح الإنسانية بملامحها الأردنية البدوية الأصيلة، وبكل صدق أجد نفسي عاجزا وأنا أكتب هذه الكلمات، عن منح تلك السيدة حقها في الوصف، خوفا من الانزلاق في خانة المدح أو التملق، لكن ما أعرفه ومتأكد منه، أن سلطانة الأردن، كما يُحب الناس تسميتها، قادرة على النهوض من جديد متسلحة بطيب ماقدمت، وبخير من أنجبت، وبحب من ساعدت.
لم تبحث سلطانة الأردن عن المجد وان رافقها، ولم تكرم بمناسبة تصف أفعالها ومع ذلك كانت أكرم، كانت ومازالت جبلا من العطاء، لم يلتف إليها العابرين على مستوى الدولة، وبقيت السلطانة تغيث الملهوف وتبحث عن السائلين عن مضارب الكرام، تعين الطلاب في دراستهم وتحث أهلهم على ذلك، وتقيم مركزا صحيا وصولا إلى نجدة اطفال غزة.
أخيرا، لا أستغرب أن نسبة من الأردنيين لا يعرفون ام فايز، لأنها لم تفكر يوما على المتاجرة في ما تقدمه لكل سائل، أو مظلوم، أو مقهور أو محتاج، فقد طبقت مقولة أن "لا تعلم اليد اليسرى ما قدمته اليمنى" بكل ما تحمله هذه المقولة من معاني سامية، قل نظيرها هذه الأيام
اقولها دون نفاق والله من وراء القصد وهو على كل شي قادر، موفور الصحة لبنت الأصول والأكابر .