جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - ابراهيم عبدالمجيد القيسي
في هذا الموسم من السبات، لو استنهضنا قرائح اهل السياسة قبل ضمائر المحللين السياسيين، وطالبنا بعقد مقارنة أو تقييم متوازن، لما كان عليه دور الاردن السياسي قبل عام من هذا الوقت، ومقارنته مع الوضع الحالي، ماذا تراهم سيكتشفون أو يقولون؟!.
المعركة السياسية الديبلوماسية الكبيرة يخوضها جلالة الملك وحيدا، صامتا، غير عاتب على الصامتين ولا مطالب لهم بأن يقوموا بواجبهم المقدس، في الذود عن الأردن ودوره ومواقفه السياسية الكبيرة.. ومع هذا فالصمت يخيم على المكان وعلى الضمائر.
انتصر الاردن في معركته لاستعادة مكانه ودوره الطبيعي من الملفات السياسية الأردنية والإقليمية وعلى رأسها ملف القضية الفلسطينية وحقوق شعبها، فقبل عام كان هناك إقصاء حقيقي وقرارات سياسية غير معلنة تستهدف الدور الأردني، وتتجاهله، وتحاول إضعافه.
حد التآمر على الحكم، كما تابعنا من خلال فصول قصة بل قصتي الفتنة، اللتين تم إغلاق ملف واحدة منهما قبل أيام من خلال القضاء الشريف، إغلاقا نال المجرمون فيه حكما لم يكتسب درجة القطعية حتى الآن، لكنه حكم مستحق على كل من يفكر او يحاول المساس بأمن واستقرار هذا البلد الأمين، ونحن بانتظار القضاء النزيه أن يقول كلمته حول قصة الفتنة الثانية..
وقبل عام كان هناك ما يعرف بصفقة القرن، التي تم الاتفاق عليها بين أطراف ليست ذات أهلية ولا حق بالتحدث عنها وعن فلسطين وشعبها، أو عن الأردن وهويته ووجوده على خارطة العالم.
وقبل عام تم بناء تحالفات دولية جديدة، استبعدت الأردن بناء على موقفه الرافض لصفقة القرن، ومحاولة خنقه اقتصاديا وإحكام اغلاق جميع حدوده بلا اعلان مسبق.
وقبل عام، كانت الدولة كلها مغلقة اغلاقا قسريا فرضته الجائحة، واستغلته جهات سياسية خارجية، لمزيد من عقوبات سياسية صامتة على الأردن وقراره السياسي والاقتصادي.
وكان جلالة الملك يبذل جهودا موصولة، ويهيء نفسه لمعركة سياسية، تهدف لاستعادة دوره القيادي والريادي الطبيعي، ويحمي نفسه من المغامرات السياسية العابرة للحدود، والمتاجرة بحقوق عدة بلدان عربية.
بين العام الماضي واليوم، لا وجه شبه بين وضع الأردن وقوة دوره في السياسة الخارجية، ولا في مساحة وهوامش المناورة السياسية، حيث تغيرت ظروف دولية كثيرة، وتجلت حكمة الصمت الاردني وفوائدها، وسوف يتحقق تقدم اكبر في الأشهر القادمة، بعد التحرك الملكي المعلن هذه المرة، وسوف يكون في جعبة الاردن اوراقا أكثر أهمية، ليضعها على طاولة الحوار والمناورة من جديد.
ان كل ما نسجته التوافقات او المؤامرات او ان شئتم المناورات السياسية ضد الدور الاردني، ذهبت ادراج رياح المغامرات السياسية، وستكشف بل تتمخض الجولة الملكية الحالية في امريكا عن انتصارات سياسية اردنية، جديدة، نفهم معها الجهد الملكي الصامت، الذي بذله جلالة الملك عبدالله الثاني على امتداد الأعوام الاربعة الماضية، لا سيما على صعيد التقارب الأردني-الأمريكي، والتحالفات الاردنية الاقتصادية والتجارية المتجددة مع جهات وأطراف سياسية عربية، أو الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية الجديدة مع أطراف دولية لها حضورها السياسي والاقتصادي.
جهود الملك البعيدة عن الاعلام وعن السنة المحللين السياسيين، حررت الأردن من قيود كبيرة كان الغرض منها وأد الأردن ودوره السياسي.