النسخة الكاملة

"صوت الاعتدال" في البيت الأبيض.. ترامب لم يستطع "خنقه"

الخميس-2021-07-13 10:04 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - كتب  نضال الفراعنة

حينما يدخل جلالة الملك عبدالله الثاني إلى البيت الأبيض بعد ظهر يوم التاسع عشر من الشهر الجاري للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن كـ"أول زعيم عربي" يلتقيه منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية فإن بايدن بهذا "التكتيك السياسي والبروتوكولي" قد أرسل رسالة واضحة ورشيقة بأن "صوت الاعتدال" هو الذي يجب أن تسمع له أميركا وهي تلملم "ألغام ترامب" التي وضعها تحت المكتب البيضاوي، والقابلة للانفجار شرق أوسطيا ما لم تعود واشنطن لفتح باب المكتب البيضاوي لقادة كانوا قد نثروا الاعتدال والرصانة والحكمة، رغم "الثمن الباهظ" الذي دفعه قادة عدة في زمن دونالد ترامب.

والملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض هذا حدث يتكرر سنويا تقريبا، لكن دخول الملك للبيت الأبيض هذا العام وفي هذا التوقيت، يعني صراحة أن إدارة بايدن تريد "تغيير طريقة اللعب"، وأنها تريد أيضا إعادة "إحياء التحالفات المتينة" سياسيا وأمنيا في إقليم الشرق الأوسط الذي عانى الأردن مطولا من "رائحة البارود" المنبعثة منه، لكن الأهم أن اللقاء الأميركي الأردني يأتي في ظل ظروف مواتية لإعادة تنظيم التدخل الأميركي، و"إعادة التموضع" سورياً وعراقياً وإيرانياً وفلسطينيا أيضا، وهي "ملفات نارية" ضغطت على "إقليم البارود" مطولا في السنوات العشر الماضية، ونجح الأردن في "رسالة الاعتدال" لكل تلك الملفات التي لا يزال العديد منها مفتوحا، فيما تريد أميركا "انسحابا نظيفا" منها، وأن هذا الانسحاب قد يتطلب في جزء كبير منه "البوابة الأردنية".

لقاء الملك بايدن لن يكون "عابرا أو تقليديا"هذه المرة، حتى أن عواصم عربية وشرق أوسطية عدة استشعرت "أهمية قمة البيت الأبيض" فلم تتردد في إرسال الرسائل للبيت الأبيض عير "صندوق البريد الأردني"، فالأردن لم يفقد دورا حتى يبحث عنه من جديد، إذ أن كل ما في الأمر أن ترامب أراد خنق صوت الاعتدال الأردني لكنه أخفق، وقد يكون هذا هو السبب في أن يكون الملك عبدالله الثاني أول زعيم عربي وإسلامي يدخل إلى البيت الأبيض تحت إدارة بايدن الذي قال لمسؤولين أميركيين بأن على الملك عبدالله الثاني أن يدرك بأن له "صديق موثوق" في واشنطن إسمه جو بايدن.