* طوقان: معدل الـ(100) يعني بأن هناك تشوه كبير بالسلم التعليمي
* المعاني: لا يوجد دولة تقيّم امتحان على مواقع التواصل الاجتماعي سوى الأردن
* عويس: نتاج سلبي على العملية التعليمية
* الطويسي: ما الجدوى من استمرارية بقاء امتحان التوجيهي كمؤهل وحيد للالتحاق بالجامعات؟
جفرا نيوز - تقرير موسى العجارمة
نبشت واقعة "أسئلة امتحان الفيزياء" ملف العلامة الكاملة التي حصدها عشرات طلبة الثانوية العامة خلال العامين الماضيين مجدداً وخاصة بأن وزارة التربية والتعليم من الواضح بأنها تعتزم على إعادة تصويب الأمور بعد أن شاب السلم التعليمي ملاحظات كثيرة في خضم تساؤلات عديدة حامت نتائج التوجيهي بعد حصول عدد من الطلبة على معدل الـ(100) مما عكس ذلك سلباً على العملية التربوية والأكاديمية وخاصة على المعدلات القبول التي باتت تلوح بالأفق وحرمت عدداً هائلاً من الطلبة الحاصلين على معدلات عالية من دراسة التخصصات التي يرغبون بها. بحسب خبراء.
ويأتي توجه وزارة التربية والتعليم لإعادة زمام الأمور وترتيب سلم الأولويات وسط تأييد العديد من الخبراء الاكاديميين تصرف الوزارة بخلق حالة توازن بمعدلات الطلبة، بالتزامن مع آراء نقيضة وجدت بأن إدارة الامتحان كان ينبغي عليها عدم الانسياق لهذا التوجه بشكل مباشر، بل كان لا بد من الإقدام على هذا القرار بشكل متدرج في ظل جائحة كورونا التي حرمت الطلبة من الالتحاق بالتعليم الوجاهي.
بين هذا وذاك، فهناك أمور ينبغي الوقوف عندها عقب ما حدث مع طلبة العلمي بامتحان الفيزياء بحسب خبراء أكدوا بأن معدل الـ(100) تحصيل غير واقعي وأدى لرهبة كبيرة عند الطلبة الذين لا يرغبون سوى العلامة الكاملة وعكسَ ذلك لا يعتبر من متطلبات النجاح بالنسبة لهم بالإشارة لعدم ربط امتحان التوجيهي بمصير الطالب بهذا الشكل والأسلوب، مما يتوجب على أوجه السرعة بعدم الاستمرارية بهذا المنطلق الذي عكس سلباً على المنظومة التعليمية ومصلحة الطالب بالدرجة الأولى.
*طوقان: الطالب الحاصل على معدل الـ(90) أصبح يعتقد بأنه لم يحقق متطلبات النجاح
وزير التربية والتعليم الأسبق د.خالد طوقان يقول إن معدل الـ(100) يؤكد بشكل قطعي أن هناك خطئاًَ وخللاً واضحاً وتشوهاً غير حميد، لطالما لا أحد في العالم يستطيع أن يختم العلم الذي يعد من الجوانب العميقة واللامتناهية مهما تطور حجم التجربة الإنسانية، لافتاً إلى أن طالب التوجيهي الحاصل على معدل (90) بات اليوم يعتبر نفسه راسب في ظل هذه المعدلات المبالغ بها، وهذا بحد ذاته أمر مخل بالميزان التقييمي.
ويضيف طوقان في حديثه لـ"جفرا نيوز" أن الامتحانات وعلم التقويم فن وعلم قائم بحد ذاته، وعندما يحصل الطالب على معدل الـ(100) يدل على أن هناك خلل واضخ، وهذا يكون بمثابة مصدر رئيسي بتخريب الميزان التعليمي ويترك انعكاسات سلبية على الطالب الذي سيشعر بثقة زائفة بالنفس خلال تجربته الجامعية والعملية، وهذا المبدأ غير صحيح بتاتاً.
وفي ذات السياق، ينوه أن وزارة التربية والتعليم أدركت حجم هذا الخطأ وبدأت بمحاولة تعديل الميزان التعليمي ، ولا شك بأن هناك خبرة تربوية كبيرة لديها في علم القياس والتقويم، كاشفاً أن الأول على المملكة بامتحان "التوجيهي" في فترة الستينات كان معدله (82) وبعدها بدأت المعدلات بالارتفاع؛ لينتهي بنا المطاف ونصبح نعاني من فائض بخريجي الجامعات على مستوى المملكة، فالدولة تتجه اليوم لدفع الشباب نحو التعليم المهني والتقني ليتسنى للشاب العمل على آلة محوسبة ويتعامل مع الأنظمة الجديدة.
* المعاني: جهات معروفة حاولت بتأجيج الهجوم على وزارة التربية عقب امتحان الفيزياء
وزير التربية والتعليم الأسبق د.وليد المعاني يوضح إنه عقب صدور نتائج امتحان التوجيهي سيتضح بأن هناك مئات الطلبة حصلوا على علامة الـ(100) في مادة الفيزياء، وهذا يدل بشكل قاطع بأن الطالب بإمكانه تحقيق العلامة الكاملة بجهده ما يدل بأن النتيجة العامة للامتحان معقولة على الرغم من محاولات عديدة لمهاجمة امتحان الثانوية العامة من قبل جهات معروفة تأجج وتقود هذه الحملات وفق أجندة خاصة بها، قائلاً:" ليس بالضرورة بأن يحصل كل طالب ينتمي لمدرسة معينة أو مركز تعليمي ما على العلامة الكاملة خوفاً من غضب مالكي تلك المنشآت".
ويقول المعاني لـ"جفرا نيوز" إنه أطلع على مئات الأنظمة التعليمية في مختلف الدول من خلال خبرته في القطاع العلمي والأكاديمي، إلا أنه لم يرَ دولة تقيم امتحان على مواقع التواصل الاجتماعي سوى الأردن، مؤكداً أن امتحان الفيزياء جاء بشكل عادي ووزارة التربية وضعت امتحان عادل لا يهدف لترسيب الطلبة كما حدث خلال الفترات الماضية لتخفيض نسبة النجاح؛ لأن بهذه الحالة يتجه الطالب إلى دول بالخارج ويحصل على معدل كامل ويعود للأردن من جديد.
وحول حصول عشرات طلبة التوجيهي على معدل الـ(100) خلال العامين الماضيين، يختلف المعاني مع طوقان حيث لا يجد بأن هناك غرابة بأن يحصل الطالب على معدل الـ(100) في ظل تغيير نظام الامتحان عام 2016 الذي يقضي على أن تكون نسبة النجاح حوالي (40)% إضافة لتقسيم المواد الدراسية إلى إجبارية واختيارية وتغيير الأوزان والسماح للطالب بحذف بعض المواد، مضيفاً أن هذه المعطيات كفيلة ومؤهلة بان يحصل الطالب على العلامة الكاملة، مستغرباً حملة الهجوم هذه في ظل حصول عدد هائل من الطلبة على العلامة الكاملة في امتحانات مثل الـ(IB) ولم نشهد أي اعتراض في هذا الخصوص.
وفيما يتعلق بامتحان التوجيهي ككل، ينوه أنه في نهاية كل مرحلة تعليمية لا بد من وجود امتحان تقييمي، والأردن تحديداً تعامل مع امتحانات عديدة مثل: (الإعدادي والابتدائي وامتحان المترك وأخيراً التوجيهي)، وجميع هذه الامتحانات تكمن بتحقيق النهوض العلمي، موضحاً أن الأردن وصل لامتحان الثانوية العامة الذي أصبح بإرادتنا الوسيلة الوحيدة للتوظيف والالتحاق بالجامعات، ونحن كأردنيين أدخلنا في روع الطالب بأن من لا يحمل التوجيهي لا قيمة له وهناك أهمية للبكالوريوس والعلامة العلامة، وتجاهلنا أهمية التعليم التقني والمهني.
ويختم المعاني حديثه لـ"جفرا نيوز" بأن عملية اختيار التخصص تحكمها المقاعد المتاحة التي تمنح الأولوية لأصحاب المعدلات العالية، مفسراً أن امتحان الثانوية العامة ما يزال يحدد مصير الطلبة في الجامعات، وهناك دول تعتمد امتحان (IG و IB) لتحديد مصير طلبتها، وناهيك عن اقتراح بعض الدول امتحان القبول الجامعي الذي لا أؤيده لأنه سيدخل به أيادي أشخاص تصححه وفق مصالح تخدم فئات من الطلبة.
*عويس: لا علاقة للوزير الحالي بأسئلة الفيزياء
وزير التربية والتعليم الأسبق د.وجيه عويس يعلق على ما حدث عقب انتهاء امتحان الفيزياء لطلبة العلمي؛ مؤكداً في الوقت ذاته أن الوزير التربية الحالي لا علاقة له بما حدث؛ لكونه غير مطلع على الأسئلة الموضوعة، فهناك مجلس للتربية والتعليم لديه وجهة نظر خاصة بالأسئلة، مبيناً أن ما حدث أمر طبيعي جداً، وأدعو الطلبة إلى عدم الحزن والامتعاض؛ لطالما هذا يعكس إيجابًا على معدلات القبول الجامعية.
ويستهجن عويس أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز" من حصول عشرات الطلبة على معدل الـ(100) لطالما هذا يعكس نتاج سلبي وغير واقعي على المستوى العام، وغير سليم على المستوى الخاص ويشكل أذية للطالب بالدرجة الأولى؛ لأن العلامة الكامة التي حصل عليها لا تعكس المستوى العلمي الحقيقي ، مقترحاً أن تكون أسئلة الامتحان مرتبطة بالحفظ والتحليل، وأن يتم تدريب الطلبة على ذلك بعد أن يتم تغيير المنهاج، بالإشارة إلى أن مساق مادة العلوم ليس بحاجة لتغيير أو تعديل.
* الطويسي: معدل الـ(100) أمر غير مقبول
وزير التعليم العالي الأسبق د.عادل الطويسي، يتفق مع طوقان وعويس بأن معدل الـ(100) لطالب الثانوية العامة غير مقبول ويشكل علامة استفهام عريضة؛ بالإشارة إلى ضرورة عدم تخفيض المعدلات كما حدث خلال وقت سابق عندما أصبح المحصل النهائي للطلبة الأردنيين في "التوجيهي" لا ينافس في الخارج، مشيراً إلى أن مبدأ المغالاة خاطئ بكل المقاييس ويجب ألا نذهب لأقصى اليمين أو لأقصى الشمال بمعدل نتائج الثانوية العامة.
ويستغرب الطويسي أثناء حديثه لـ"جفرا نيوز"، بأن يتم منح عشرات الطلبة علامة كاملة خلال الدورة الماضية؛ لطالما هذا لا يستفيض مع الهرم العلمي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أهمية وجود امتحان تقيمي في نهاية كل مرحلة مدرسية وهذا مطبق في كافة أنحاء العالم؛ لطالما هناك حاجة ملحة لوجود منهجية تقييم لكل طالب في نهاية مطاف التعليم المدرسي.
ويتساءل وزير التعليم العالي الأسبق في نهاية حديثه؛ حول الجدوى من استمرارية بقاء امتحان التوجيهي كمؤهل وحيد للالتحاق بالجامعة، على الرغم من أن هناك دول لديها امتحان قبول جامعي مختلف عن المدرسي ليكون مؤهلاً أساسياً لدخول الطالب للجامعات.
يذكر أن وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور محمد أبو قديس، أكد أنّ الوزارة ترصد جميع الملاحظات فور انتهاء كل امتحان، مضيفاً خلال اجتماع لجنة التربية في مجلس النواب يوم أمس، أن الوزارة لا تستطيع الحكم على مستوى الامتحان قبل الاطلاع على النتائج الأولية.
وأضاف أن الوزارة لا يمكن التفكير بهدف خفض العلامات على أساس تصحيح مسار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن العلامات السنة الماضية كانت مرتفعة، وهذا أمر غير مقبول ويتوجب توزيع العلامات بشكل طبيعي، منوهاً ان وجود لجان امتحان لا أعلم ما هي وهذا موجود منذ زمن طويل، مشيرا إلى أن التوجه كان يصب نحو مراعاة الظروف الصعبة والفروقات بين الطلبة.
وأوضح أنه قام برصد ردود الفعل جميعها حول امتحان مادة الفيزياء وعليه تم التصحيح فوراً، لافتا إلى أنه بعد تصحيح الإجابات فإن نسبة النجاح تعتبر قريبة من نسب السنوات العشر الماضية باستثناء العام الماضي، مبيناً أن نسبة النجاح في مادة الفيزياء ضمن نسب النجاح خلال السنوات الماضية وهي جيدة ومقبولة.
النسخة الكاملة
