النسخة الكاملة

السبايلة بحوار مع"جفرا":العلاقة بين إيران وإسرائيل"مواجهة بالوكالة".. دخلنا مرحلة التطويع الاقتصادي في سوريا والحرب في لبنان ليست وليدة! فيديو

الخميس-2021-07-12 12:47 pm
جفرا نيوز -
الحديث الاساسي للادارة الامريكية هو المواجهة مع الصين  واحتواء النفوذ الروسي سياسيا وعسكريا

الازمة في لبنان وصلت الى الحاجات الأساسية للمواطن والحرب لم تكن وليدة اللحظة 

لبنان قامت بإستثمار حزب الله بصورة واضحة 

أسرائيل تستمتع بفكرة المواجهة عبر بوابة الحرب الاستخبارية 

سوريا اليوم هي المسرح التمثيلي لامتداد ما كان يجري في لبنان خلال السنوات الماضية

العلاقة بين ايران واسرائيل هي المواجهة  بالوكالة 

الانسحاب الامريكي هو بداية لعملية خلق الازمات في الداخل الإيراني

جفرا نيوز- حوار أمل العمر - تصوير محمد الجندي 

أكد المحل السياسي والاستراتيجي عامر السبايلة ان القضايا الاقليمية الشائكة امام قادة العالم مفتوحة منذ فترة طويلة وعند الحديث عن القضايا الدولية  يجب ان ناخذ بعين الاعتبار انها لم تعد قضايا رئيسية والحديت الاساسي اليوم بالنسبة للادارة الامريكية هو ملف المواجهة مع الصين على كافة الاصعدة واحتواءها , وملف احتواء النفوذ الروسي سياسيا وعسكريا بالتالي عندما نأخذ ما ذكر سابقا  نرى ان نقطة الانطلاق بالنسبة للادارة الامريكية كانت حلف الشمال الاطلسي واوروبا بفكرة اعادة بناء منظومة التحالف الامريكي مع حلفائها التاريخين في مواجهة الاستحقاقات التي يعتقد ان لها اولوية

 وبالتالي الصين وروسيا في المقام الاول والجزءالثاني هو قضايا الشرق الاوسط التي تم فتحها ولم تغلق الى اليوم بالأضافة الى ان هناك محاولة لإعادة ترتيب هذه التحالفات في صياغة سياسة موحدة على الاقل بالتعاطي مع هذه المسائل خصوصا من بوابة مكافحة الارهاب وهذا ما يفسر عقد مؤتمر للتحالف ضد داعش والعودة الى روما بحضور وتنسيق اميركي والذي طرح خلاله الوضع في سوريا والعراق بالتالي ان نعود الى ملفات المنطقة عبر بوابة مكافحة الارهاب هذه احد النقاط التي يتم العمل عليها بصفة ان هذا التوجه في مكافحة الارهاب اليوم يقلل من فكرة الخلافات السياسية ويضع الاولوية الامنية على سياق التحالفات الجديدة .

المرحلة القادمة ستشهد نوع من انواع الحراك السياسي الاكثر فعالية باتجاه قضايا المنطقة والتغيرات التي حدثت في "أسرائيل" ستقود الى محاولة احتواء الوضع الذي تشكل مؤخرا في الضفة الغربية ومحاولة احياء مفاوضات السلام عبر مبادرات تدفع بها الامم المتحدة عبر وسطائها مضيفا ان الملف السوري سيتم الحديث عنه بصورة مختلفة بعد 10 سنوات من الان  فوجود دول عربية ترغب انهاء الازمة من بوابة اعادة بناء التحالفات العربية  بالتالي نتحدث عن رغبة مصرية في الدخول الى ملفات اكبر بعد حرب غزة 

 وتعتبر سوريا من النقاط الرئيسية ولا يمكن ان نسقط العراق من الملف  الايراني وبالتالي فكرة المفاوضات مع ايران لا بد ان تقود الوضع في العراق خصوصا ان التطورات التي حدثت في السنوات الاخيرة دفعت بكثير من الدول لضرورة الضغط على الولايات المتحدة الامريكية الا يكون الاتفاق النووي فقط مختص بالملف النووي بل يشمل ملفات اكبر,  منها السياسات الايرانية في المنطقة والقدرة الصاروخية والباليستة للنظام الايراني وقد نصل في الربع الاخير من هذا العام للبدء في التعاطي معها بصورة اكثر فعالية وعملية مما كانت عليه في الفترات الماضية .


الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتداعياتها على الداخل اللبناني ؟

وحول الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان اكد السبايلة  في مقابلة خاصة أجرتها "جفرا نيوز" أننا ندخل  حاليا في المرحلة الاخيرة من الازمات في هذه المنطقة ولا يمكن اسقاط ما كان ظاهرا في السنوات الماضية ولم يكن ظاهرا انذاك بالتالي فان الازمة ظهرت الى السطح لاننا وصلنا الى حرب الحاجات الاساسية التي تمس اي مواطن في طبيعية حياته الاساسية مضيفا ان الحرب على لبنان لم تكن وليدة اللحظة بل لها سنوات بدات من عملية التنشيف الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية ومتابعة مصادر التمويل بالنسبة لحزب الله في افريقيا واميركا الجنوبية بالتالي عندما كانت تتم هذه العمليات بصورة غير منظورة كانت جزء من مخطط طويل  الامد وهذه المرة الاولى التي تتعاطى بها الولايات المتحدة مع هذا الملف بنفس طويل واستراتيجية طويلة الامد هذا  يعني اننا اصبحنا بالربع الاخير من هذه المواجهة لاننا نصل اليوم الى نتائج التجفيف الاقتصادي في لبنان والتي سيتم ترجمتها سياسيا لاحقا عبر نظرية مهمة تطبقها الولايات المتحدة اليوم وهي عملية خلق الازمة في الداخل اللبناني

 بالتالي فان احتواء او الدفع باتجاه التغير السياسي اليوم يتم عبر خلق ازمة معيشية في الداخل وهذا ما جرى في لبنان وسوريا والعراق وإيران لافتا اننا اليوم امام مشهد مأساوي ذلك لعدم القدرة على خلق حلول لجمهورية لبنان من داخل لبنان , فالمشهد اللبناني اليوم وعدم التفاهم على لبنان خارج لبنان اكبر من عدم التفاهم بين الاطراف اللبنانية بالتالي لا يمكن الا اعتبار لبنان متلقي لتطور السياسات الاقليمية وللرؤية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية مما يضعنا امام تحدي لمأساة حقيقية .

السيطرة السياسية هي ترجمة لفكرة وجود حليف قوي داخل البلاد وعند الحديث عن لبنان فهي قامت بإستثمار حزب الله بصورة واضحة وسياسة حزب الله الداخلية ادت الى توسع قوته ونفوذه  في المقابل لم يكن خصومه السياسيين على قدر كفاءته السياسية في الداخل مما ادى الى تغير موازين القوى ودخول الايرانين الى هذه المفاصل , مضيفا ان لبنان هو من يدفع ثمن التجاذبات ليتحول اليوم الى مسرح لتصفية الحسابات الاقليمية وكان واضح من البداية ان السياسة اللبنانية تدار من خارج لبنان وان الرؤية للبنان تصاغ خارج لبنان فهذا التحدي الاكبر الذي كان يحدث والذي تم التغاضي عنه بالأضافة الى عدم  تقديم المصالح اللبنانية في فترة معينة مما ادى للوصول الى هذه الحالة معتقدا ان ليس هناك نفوذ حقيقي عبر بوابة السياسة لاي طرف في الداخل اللبناني والنفوذ اليوم هو نفوذ قوى .

قدرة الولايات المتحدة على ضبط الخلافات الإقليمية في الملف السوري ؟

وحول الملف السوري اضاف السبايلة ان سوريا اليوم هي المسرح التمثيلي لامتداد ما كان يجري في لبنان خلال السنوات الماضية وبالتالي حالة التوازنات الموجودة من الاطراف المتمثلة من الولايات المتحدة وروسيا وايران وتركيا, فالكل يبحث عن توازنات بهذه الملفات متوقعا انه بعد مرور 10 سنوات مرت الكثير من الازمات في سوريا واصبح الواقع يشيرالى ان السوريين يعيشون مثل ما يعيشه الشعب اللبناني بالتالي فان استهداف مؤسسات الدولة السورية واستنزاف المقدرات تم في السنوات الماضية والان ننتقل الى التطويع الاقتصادي عبر الاحتياجات الاساسية , فنحن ننتقل الى حالة من التفكيك المجتمعي الى حالة تضخيم لاوضاع أجتماعية مأساوية , ولا بد من ايجاد حلول  ممن يمتلك القدرة على اسقاط العقوبات واعادة فتح الحدود واعادة المنظومة السورية الى المنظومة الدولية بدءا من المنظومة العربية مضيفا اننا نعيش في الربع الاخير من الازمة في سوريا .

التواجد العسكري الايراني في سوريا هو احد ابرز عناوين المواجهات والتي تتم بصورة غير مباشرة وهذا ما يفسر الغارات الاسرائيلية التي تحدث بين الحين والاخر وبالنظر الى ملف استهداف القوات والميلشيات الموالية لإيران عبر القوات الامريكية فنحن نتحدث اليوم عن مشهد واضح ففي الوقت الذي تدار به رغبة العودة الى الاتفاق النووي او احتواء ايران دبلوماسيا 

هناك عمليات تتم باستهداف الوجود العسكري الايراني في المنطقة مما يثير قلق الجميع خاصة حلفاء سوريا بالتالي حالة التوازن والتناقض التي نعيشها في سوريا واضح انها تتحدث عن اعادة ضبط موازين القوى ومحاولة لفرض رؤية جديدة لسوريا عبر بوابة تفاهمات ثنائية بالتالي عند الحديث عن تفاهم  روسي أمريكي هذا يعني انه لا كلمة لايران وتركيا  في التفاهم مما يعني ان الطرفين الامريكي والروسي لا بد ان يسعى بان يكون هو الممثل الوحيد لفكرة توازن القوى . 

فشل الحلول الدبلوماسية بين إيران ودولة الاحتلال وتصاعد الاحتكاكات العسكرية ؟ 

العلاقة بين ايران واسرائيل هي المواجهة بالوكالة بالتالي الجميع يدرك ان هذه حرب لا يريدها الطرفين هم فقط يريدون ممارسة نوع من انواع المواجهة عبر الوسطاء مما يفسرعدم قصف الطرفين مباشرة بالاضافة الى انه يشير الى حالة التوافق على فكرة خطورة الحرب المفتوحة فأسرائيل تستمتع بفكرة المواجهة عبر بوابة الحرب الاستخبارية ذات طابع الاختراق والعمليات وايران ردت منذ اشهر بالتالي فهو مضطر ان يقول بأنه قادر على الرد وهو ما بدأ يظهر اليوم حتى قبل حرب غزة وما بعدها في استهداف اهداف عسكرية وتجارية كما حدث في ملف البواخر الاسرائيلية مؤخرا  وهذه الحالة لا يمكن الخروج منها الا بقرار دولي . 

مفاوضات فيينا والخلافات الكبيرة مع إيران بشأن الاتفاق النووي

الانسحاب الامريكي هو بداية لعملية خلق الازمات في الداخل الإيراني التي تزامنت مع فرض عقوبات اقتصادية على إيران  والتي بدات في فكرة احتواء النفوذ الايراني في المنطقة الذي يتخذ شكل الاخطبوط بمعنى انه يعمل على وجود حلفاء ووكلاء له في كل مكان وتدريبها وتجهيزها مضيفا ان خلق ازمة اقتصادية في الداخل الإيراني هو فكرة تنشيف الامدادات الايرانية واضعافها بالتالي لا تضطر الولايات المتحدة ان تخوض الحرب على جميع الخلايا والحلفاء والمليشيات الايرانية في كافة اماكن تواجدها وهذا ينطبق على الانظمة عند الحديث عن سوريا وحزب الله في لبنان فعملية التنشيف الاقتصادي تخلق ازمة في المركز مما يؤثر على كافة الاطراف .

عند الحديث عن الخروج من الاتفاق النووي وتزامن وجود عقوبات نتحدث عن استراتيجة اساسها احتواء النفوذ الايراني في المنطقة عبر خلق ازمة في الداخل مضيفا ان الادارة الامريكية لن تتخلى عن المكتسبات التي تم تحصيلها في السنوات الاخيرة مما كان لهذه العقوبات واقع لا بد اي ادارة استغلاله مضيفا ان المعطيات والتطورات على ارض الواقع تعني ان اي عودة هي خسارة للولايات المتحدة الامريكية بالتالي هي تريد اعادة رسم نقطة الانطلاق في الوقت التي تعاني به ايران من ضعف الاقتصاد وعدم القدرة على خوض الحروب في المنطقة ومن هنا تأتي فكرة الحديث وربط فكرة العودة الى الأتفاق  النووي مع سياسات ايران وقدراتها الصاروخية في المنطقة هذا ما يشير ان ما تم العمل عليه في عهد ترامب هي سنوات من التجفيف الاقتصادي الذي لا بد من ترجمته سياسيا في صيغة جديدة للاتفاق النووي . 

هناك ازمة حقيقة في الداخل الايراني ادت الى تشدد سياسي وخروج فريق من الاصلاحيين فالتحدي الحقيقي اليوم هوتحدي  سياسي في الداخل الايراني فلا يمكن لاي ادارة امريكية ان تسقطه من هذه المعادلة او ان تضيع فرصة ان تستثمر الضعف الذي تشكل بنيويا في الداخل الايراني على كافة الاصعدة مضيفا ان ايران لا يمكن ان تخرج من سوريا طوعا وان عملية احتواء او اخراج ايران عسكريا من المنطقة يتم بصورة ممنهجة عبر المفاوضات لذلك ايران تدرك حجم الأساءة التي تشكلت سياسيا واقتصاديا خلال السنوات الاخيرة .