النسخة الكاملة

"جفرا نيوز" تفتح ملف مظاليم وسط البلد "لله المشتكى"

الخميس-2021-07-11 09:42 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: محمود كريشان

في وسط البلد، ثمة وجوه طيبة مألوفة، ملفوحة بشمس عمان، واصبحت جزء توثيقي من معالم المدينة، وهم يتواجدون على أرصفة الأمل، ويمضون في شوارعها بحثا عن الرزق الحلال، منذ ان تصدح فيروز برائعة: طلعت يا محلا نورها..

تمضي.. وترى حسن أبوعلي مثقلا بالصبر، منتظرا ان تنفذ الحكومات المتعاقبة وعودها بترميم واعادة تأهيل كشك الثقافة العربية في شارع فيصل، خاصة وان الكشك اصبح منارة ثقافية، يزوره كبار ضيوف الدولة والشخصيات السياسية والثقافية النخبوية والسياح العرب والأجانب، لذلك يفترض ان يكون التصميم الجديد للكشك يتناسب مع الصبغة التراثية والثقافية للمدينة الوادعة..! 

تواصل المسير المنتظم مع نبض القلب، وترى أحمد كايد بائع الصحف الشهير، يتأبط رزم الصحف الورقية في موقعه منذ الخمسينيات مقابل المسجد الحسيني الكبير، وقد حفر الزمن خطوطه وتجاويفه على وجع "ابى الكايد" وقهره الممزوج بالصبر النبيل، فهو بلا تأمين صحي، ولا ضمان اجتماعي، ومستقبل مجهول.. على غبش..!

في المدينة تطالع عربة بائع الفستق الشهير ابواحمد النيجيري وقد غيب الموت هذا العماني المتميز قبل سنوات، وترك ارث العربة على مدخل سوق الصاغة لنجله أحمد الذي يتلمس الرزق البسيط ولا يقوى ابدا على شراء الفستق ما جعله يلجأ الى احد المحامص ليبيعه الفستق يوميا بالدين والتقسيط المريح حتى يتمكن من مواصلة رحلة الشقاء في البحث عن قوت يومه..!

قصص الألم كثيرة في وسط البلد، تنشبك مع واقع مظلم، وصوت بفحيح مؤلم، يروي حكايات صامتة، تنزوي في جنبات الأزقة وأطراف الأدراج، وليل المدينة.. وللحديث بقية..!

Kreshan35@yahoo.com