النسخة الكاملة

الحسم بعد عودة الملك من واشنطن

الخميس-2021-07-11 12:59 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز – عمر كلاب

لا يخفى على اي ملاحظ سياسي حجم التنابز بين الحكومة ودوائر صنع الاعتقاد العميقة في الدولة, بعد ان كشف الخصاونة عن سلسلة توجهات سياسية, تستهدف العودة بقاطرة الدولة الى التنمية والتحديث رغم هشاشة الفريق الوزاري, الذي يبدو انه خلاصة توافق هش بين دوائر صنع القرار, وتقييم خاطئ للرئيس لبعض علاقاته السياسية مع كوادر وزارة الخارجية التي امضى جل حياته في اروقتها, بدليل اجراء اربع تعديلات وزارية خلال فترة قصيرة, كما يقول مراقب للحياة الحكومية.


منذ محاولته اعادة ترتيب مراكز النفوذ في الاردن خلف الحكومة وليس قبلها, والخصاونة يواجه ازمات متناسلة كما تناسل الارانب, فلا يكاد يمضي اسبوع دون ازمة او اشتعال حريق سياسي ظل نائما لفترات طويلة, فحجم العلامات المفزع في امتحان الثانوية العامة السابق بحجة التساهل في الامتحان لاثبات مشروعية الدورة الواحدة ونجاعة التعليم عن بُعد, تم الانقلاب عليه مؤخرا بحجة انهاك الطلبة والانتقام منهم, فإذا كان معظم الفيزيائيين, متخصصون في مجالين متكاملين, الفيزياء النظرية والفيزياء التجريبية، فإن الاردنيين ادخلوا مفهوما جديدا لعلم الفيزياء, خلاصته الفيزياء التنظيرية او التنظير الفيزيائي, ليس طبعا على قاعدة الفيزقا الاغريقية بل بوصفة اردنية خالصة تجمع بين القطب السالب والموجب في ذات الوقت دون خشية من التنافر, فلم يبق بيت اردني او حائط افتراضي, لم يقدم رأيا في امتحان الفيزياء لطلبة الثانوية العامة, لتكشف هذه الحادثة مجددا عن ازمة تواجهها حكومة الدكتور بشر الخصاونة مع مجتمع افتراضي, يبدو انه مدعوم بكثافة من دوائر لا ترغب في احداث اي اختراق للازمة الطاحنة في البلاد على كل المستويات.


ولأن الخصاونة احد اوائل الثانوية العامة في الفرع الادبي, وخبير قانوني وديبلوماسي, لم ينشغل بعلم الفيزيقا –حسب التعريف اليوناني لعلم الفيزياء-, تاركا الفضاء لخبراء الجدل الميتافيزيقي, الذين يفهمون في كل شيئ ويبحرون في كل العلوم, وسط حالة ضعف عام في فريقه الحكومي, يمكن ان يوصف بأنه اكثر الفرق الحكومية بؤسا في العقد الاخير, وقادر هذا الفريق على تزويد خبراء النميمة والقصف العشوائي بذخائر يومية, ليس اولها زجاجة النفط, التي هي تقليد متعارف عليه في كل المؤسسات والجامعات والمصانع المحلية والعالمية، كا يقول الخبير الجيولوجي بهجت العدوان, صاحب فكرة الهدية, ولا آخرها امتحان الفيزياء وما بينهما موضوع اللقاحات الذي تعرضت فيه الحكومة لهجمة شرسة من مراكز بث الفوضى والنميمة قبل ان يستقر الحال.


تلحظ العين ان كل حركة لرئيس الحكومة يمكن ان تفضي الى تحريك المياه الراكدة سرعان ما تستقبلها فرق التفجير والتأزيم بحركة معاكسة لها في الاتجاه وقوية بأكثر مما فرضتها نظرية فيثاغورس, بما ان الاردنيين مشغولين بالعلوم الفيزيائية اليوم, فجولات المحافظات التي كانت بالعادة تستقبل الوفود الحكومية بخشونة زائدة, في آخر ثلاث حكومات, وجدت قبولا من ابناء المحافظات بشكل ازعج مراكز صنع الاعتقاد المحلية, المشغولة اليوم بتأزيم الحالة, خشية ان تسفر لجنة تحديث المنظومة السياسية عن بوادر ايجابية لدفع عجلة الاصلاح السياسي الى الامام. ومن الواضح ان دوائر صنع الاعتقاد العميقة في الدولة وخارجها, تخشى من الذهاب بعيدا في الاصلاح السياسي, ولذلك تقوم جاهدة بتوتير الحالة الاردنية, التي تعاني من ظرف اقتصادي صعب بحكم جائحة كورونا وجوائح التضارب في القرارات الاقتصادية قبلها, ومعلوم لدى كثيرين, ان الدكتور بشر الخصاونة, هو صاحب فكرة ان تتولى لجنة ملكية تطوير وتحديث منظومة الحياة السياسية لمنحها قوة اضافية وتكون عابرة للحكومات, كما اكد مصدر مطلع, وانه سيدفع ثمن ذلك الرأي, الذي لامس الرغبة الملكية في بلورة اوراقه النقاشية الى برنامج عمل تنفيذي, بعد ان نجحت تلك الدوائر في تنويم الاوراق الملكية النقاشية في الادراج الرسمية.


العلاقة بين دوائر صنع القرار مشدودة على وتر, والجميع ينتظر انتهاء قمة الملك مع رئيس الولايات المتحدة وحصيلة لقاءاته مع مراكز صنع القرار في واشنطن, ومدى الاختراق الذي يمكن للملك تحقيقه على المسارات المتعددة التي تحملها اجندة الزيارة وبالتالي, كيفية شكل السلطة وملامحها في ضوء الحاجة الى فريق متناغم يستطيع حمل الملفات الداخلية والخارجية المكتظة, ويبدو ان الخصاونة ينتظرها بحرقة, فهو يدرس اجراء تعديل جذري على حكومته بعد عودة الملك نهاية الشهر الحالي, وانكشاف مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية, هذا اذا مالت الكفة لصالح بقائه في الدوار الرابع ولم تنجح مخططات دوائر صنع الاعتقاد المحلية في ازاحته. آب اللهاب سيكون اكثر حرارة على المستوى السياسي, لكنه محكوم بعوامل متشابكة, تنتظر الحسم الملكي, فالعلاقة بين الديوان والحكومة ايجابية وكذلك العلاقة بين الخصاونة وسمير الرفاعي الذي كانت رئاسته لمنظمومة التحديث, خطوة اكثر من ذكية من اجل ارسال تطمينات لصانع القرار.

 الأنباط

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير