النسخة الكاملة

أبو قديس يعيد هيبة "التوجيهي" من جديد .. وعلامة الـ(100) باتت طموح الطالب في ظل مخرجات تعليمية لا تعكس الواقع

الخميس-2021-07-09 06:31 pm
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - كتب موسى العجارمة 

أظهرت النتائج الأولية لامتحان الفيزياء بأن نسبة النجاح  جاءت بمستوى يعادل أو أعلى من معدل نسب النجاح في السنوات العشر الماضية، وإن هناك عدد ليس بقليل قد حصل على العلامة الكاملة التي باتت عامل النجاح لبعض الطلبة من وجهة نظرهم بعد أن سجل خلال العامين الماضيين علامات مئوية لعشرات الطلبة في الأردن، مما يشكل ذلك إشارة استفهام كبيرة تمس هيبة امتحان الثانوية العامة والمخرجات التعليمية في خضم تدني المستوى العلمي.

لا يعقل حصول الطالب على معدل (100) وهو غير قادر على اجتياز مساقات سنة أولى في الجامعات، ليصبح سقف الطموح يتمثل بالعلامة الكاملة وكأن رقم (99 أو 95  بات يوزاي الـ"50" ) عندما نتحدث عن العلامة الكاملة يتوجب النظر إلى خصوصية المخرجات التعليمية ومعدلات القبول التي حرمت الطالب الحاصل على معدل الـ(94) من دراسة الهندسة والصيدلة بعد تسجيل المعدلات الفلكية خلال العاميين الماضيين.

هيبة الأول على المملكة كانت ستتلاشى، وقيمة امتحان الثانوية العامة فقدت؛ ما يشدد ذلك على ضرورة اتخاذ استراتيجية حقيقية متصاعدة؛ ليكون امتحان الثانوية العامة بمثابة اختبار حقيقي وواقعي يعطي كل ذي حق حقه؛ للولوج إلى مخرجات تعليمية منصفة للجميع وتعيد اعتبار قطاع التعليم في الأردن بعد أن شابه ملاحظات كثيرة غير مرتبطة بفترة أو وزير معين بل نتاج تراكمي من قبل حكومات متعاقبة.

استهجان الطلبة عقب الخروج من الامتحان يحدث في كل عام دراسي؛ إلا أن هذه المرة كانت أغلب الاستياءات ليس خشية من الرسوب بل بعدم الحصول على العلامة الكاملة التي باتت طموح الطالب؛ بالإشارة إلى أن بعض الطلبة استصعبوا الامتحان وهذا أمر طبيعي بحكم تغير نمط الأسئلة والظروف المحيطة ورهبة الامتحان ككل وهذا يحدث فكل عام دراسي.

اليوم نستطيع القول بأن هيبة امتحان "التوجيهي عادت من جديد" وهذا يحتسب لوزير التربية والتعليم الحالي د.محمد خير أبو قديس الذي قام بإعادة تصويب هذه البوصلة لتكون باتجاه مصلحة طالب الثانوية العامة بشكل يوائم الواقع؛ فعلينا أن نتعامل مع هذا الملف تحديداً من جانب عقلاني وليس من باب عاطفي؛ لطالما هذا الامتحان يحدد مصير أجيال بأكملها؛ فلا يعقل أبداً أن يتم التعاطي مع قطاع التعليم من باب العاطفة أو لتصفية الخلافات الشخصية مع وزارة التربية التي تشكل البوتقة الحاضنة للاجيال القادمة.