جفرا نيوز: رنا ياسين
بعد صدور تقارير عالمية عن إرتفاع" الفاقد التعليمي" في الاردن جراء جائحة كورونا،ووصولة إلى نسبة 52٪ أصبحت الأسئلة تطرح نفسها إلى أين يتجة التعليم المدرسي في الأردن ؟
و جاء في تقرير للبنك الدولي ، صدر موخراً أن نسبة الأطفال الذين يعانون من "فقر التعلّم" في الأردن بقيت عند نسبة 52%، موضحاً أن "الأطفال ممن هم في سن العاشرة في المملكة لا يستطيعون فهم نص مناسب لأعمارهم وفهمه.
و اضاف أن نسبة فقر التعلم لدى الأطفال في الأردن هي ذات النسبة التي أعلن عنها البنك قبل عامين ، أي قبل انتشار جائحة كورونا
جفرا تابعت الملف لمعرفة التفاصيل مع بعض الخبراء والمختصين والتربية والتعليم حول الفاقد التعلمي وماهي الحلول لمعالجة هذة الظاهرة.
وفي حديث مع امين وزارة التربية والتعليم الاسبق محمد يزيد الحياري قال" لجفرا " حول صدور التقرير عن البنك الدولي بخصوص الفاقد التعليمي وما ألت إليه النسبه بالارتفاع إلى 52% .
حيث شكك في مدى صحة هذه الأرقام و أنها غير دقيقة ، خاصه أنها صدرت في ( أكتوبر 2019 ) ، أي قبل جائحة كورونا
وأضاف أنه يمكن أن تكون النسبه قد إرتفعت فعلياً في ظل جائحة كورونا ولكن ليس إلى هذا الحد ، وخاصة أن الجائحة كانت فجائية ، ولم تكن الأردن مستعده لها كنظام تعليمي.
ونوه الحياري إلي أنه و بالرغم من التحاق غالبية الأطفال بالمدارس إلا أن نسبة كبيره منهم يفتقد إلى المهارات الأساسية ، وذلك بسبب التعليم عن بعد وطبيعة المنهاج ، وانعدام الانشطه ، وعدم تدريب المعلمين بشكل حِرفي
وأن قطاع التعليم العالي والعام لم يكن مهيأ لهذه التجربة ، و أضاف بأن هناك عائلات تفتقد للإمكانيات من امتلاك أجهزه ووجود النت والتى قد تحول بينهم وبين التعليم عن بعد
و قال بأن التعليم عن بعد فى الوقت الراهن أصبح أفضل مماكان عليه مُنذ بدأ الجائحة ، وتوقع أن يتم الدمج بين التعليم الوجاهي والإلكتروني حتى وان عاد التعليم الوجاهي ، منوهاً إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أنها مسألة نسبية فليس جميع المؤسسات التعليميه لديها جميع الامكانيات لتسير على هذا النهج .
وقد صرح وزير التعليم العالي السابق " محي الدين توق " لـ جفرا" انه يستدعي النظر للعودة الى المدارس نظرة استراتيجية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار عدة أمور ، منها المحافظة على صحة وسلامة الطلبة والمعلمين والمعلمات والمجتمع بشكل عام و المحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال العقود الماضية او وقف تراجعها على اقل تقدير .
وأضاف أنه يجب اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة للارتقاء بنوعية التعليم بشقيه ، عن قرب وعن بعد (الوجاهي والالكتروني) لتعويض ما فات وردم الفجوة بين واقع الحال التعليمي والمستوى المأمول .
وقال توق من المؤكد ان التعليم في المستقبل سيكون هجيناً و مدمجاً وفي غاية المرونة ، لذا فإن أي استراتيجية للعودة للمدارس يجب ان تكون شاملة وأن تتضمن دعم وتعزيز التعليم عن بعد ، وتطوير أبعاده المختلفة ، وتوفير مستلزماته التقنية واللوجستية والبشرية ، والارتقاء بنوعيته وفاعليته.
و أنه من الضروري اندماج أولياء أمور الطلبة في عملية التعليم والتعلم عن طريق تقديم الدعم والمساندة لأبنائهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم .
بدورها أكدت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة نجوى قبيلات أن دوام تعويض الفاقد التعليمي سيكون بشكل يومي بنفس مدارس الطلبة ويبدأ بتاريخ 15/8 لغاية 12/9 ويشمل المدارس الخاصة والحكومية ومدارس وكالة الغوث.
وأشارت قبيلات الى أن البرنامج سيشمل مجموعة من المواد التعليمية لمباحث اللغة العربية ، والرياضيات ، والعلوم ، واللغة الإنجليزية من الصف الأول وحتى الصف الحادي عشر .
وأوضحت عبر تصريحات اعلامية أن البرنامج ضرورة ملحة للطلاب وندعو أولياء الأمور بإلزام أبنائهم بالتسجيل في هذا البرنامج والإلتحاق به ، مضيفة أن الوزارة قامت بطرح عطاء لطباعة المقررات ” الكتيبات ” المتعلقة بتنفيذ هذا البرنامج ”
ونوهت إلى أن وزارة التربية والتعليم ستطلق رابطاً لمنصة إلكترونية ليتمكن الطلبة من التسجيل لهذا البرنامج حتى تتمكن الوزارة من تحديد وحصر إحتياجاتها من الكوادر التعليمية وتكليفهم لبدء تنفيذ هذا البرنامج .
وقالت قبيلات إن برنامج الفاقد التعليمي يأتي ضمن خطة وزارة التربية والتعليم والتى ستكون على ثلاثة مراحل وهذه المرحلة الاولى وهي لمدة شهر والتي تسمى قصيرة المدى وهناك برنامج متوسط المدى سيكون بعد إجراء إختبارات تشخيصية مطلع أيلول المقبل بحيث يتم تصنيف الطلبة حسب أدائهم في الإمتحانات إضافة إلى برنامج على مدار عام إلى عامين إضافيين بإيجاد حصص في برنامج الدروس الأسبوعي للطلبة مضيفةً أن هناك خطة إستراتيجية وطنية لمعالجة فقر التعلم وستكون طويلة المدى .
يشار ان التقرير الدولي اكد بأن تعرض الأطفال للفصحى محدوداً للغاية قبل بلوغ سن الالتحاق بالمدرسه ، نظراً لانخفاض معدلات قراءة أولياء الأمور لأطفالهم في المنزل وقلة المشاركة في البرامج الرسمية للتعليم في مرحلة مبكرة ، مما يعرضهم لتحديات عدة أثناء مسيرتهم التعليمية والتى قد تشكل عائقاً لهم .