
جفرا نيوز - عوني الزعبي
تناقلت يوم أمس بعض الصحف المحلية والمواقع الالكترونية خبراً هاماً حول نية مائة شخصية من " أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة " على العمل على اعداد وثيقة ببعض المطالب العاجلة تشكل خارطة طريق لعملية إصلاحية ينتظرها الأردنيون بفارغ الصبر، وبعد ذلك فانهم يتطلعون للقاء جلالة الملك للطلب منه بضرورة حل الحكومة وحل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية لمدة شهرين تكون مهمتها إجراء الأنتخابات النيابية وفق قانون 1989 وتكون مهمة البرلمان المقبل إنجاز الخطوات الأصلاحية .
إنني اجزم بان بعض هؤلاء يتطلعون إلى كسب حقيبة وزارية وأعتقد أن " الحكومة الجديدة " اذا ماتم تأليفها من بعضهم فهي بحاجة إلى شهرين لتنتهي من تقبل التهاني والتبريكات فهل لديها قوه خارقة لأنجاز انتخابات نزيهة وحرة خلال شهرين فقط ، إلا إذا كان النواب معينين وجاهزين كما في السابق .
إذ لا نعرف ما هو الجديد الذي تحمله الحكومة الجديدة، فكيف يريدون وضع خارطة طريق للبلاد وبعضهم كان في الموقع الرسمي إما رئيس حكومة أو وزيراً أو مديراً عاماً أو نائباً سابقاً فما هو الجديد الذي يحملوه لنا الأن لحل مشاكل وأزمات الوطن إلا إذا كان لدى هذا الفريق الجديد فانوساً سحرياً.
نعتقد أن بعض هؤلاء ولا نقول كلهم إما يريد تبيَض صفحته من خلال هذا العنوان المطروح حالياً بعد أن شابها ما شابها وبعد ما لحق بها ما لحق أثناء توليه المنصب الرسمي ، ونعتقد أن منهم وجد نفسه اليوم وحيداً فهو ليس رئيس حكومة وليس وزير وليس نائب ولاهو مع الحراك الشعبي وليس مع المعارضه فأراد أن يكون له وجود في هذه المرحلة وأسهل شيء أن نقول نريد إقالة الحكومة .
نحن اليوم لانحتاج إلى خارطة طريق فالمشكلة لدينا باتت واضحة فلدينا ملفَين رئيسيين : الملف الأقتصادي والمتمثل بالفقر والبطالة وعجز الموازنة والملف السياسي والمتمثل بضرورة إقرار القوانين الناظمة للحياة السياسية وأهمها قانون انتخابات يعبر عن إرادة الشعب وإجراء انتخابات حره ونزيهة وشفافة .
نخشى أن تكون مهمة المائة شخصية تبرئة الذهبي من تهم الفساد التي أسندت اليه مؤخراً وتبرئة بعض الشخصيات الأخرى ثم تأتي بشخصية جديدة تزج به بالسجن .
نعتقد أن مشكلتنا ليس مع أشخاص الحكومات بل مشكلتنا بعدم توفر إرادة حقيقية لتحقيق الأصلاح في المسارين الاقتصادي والسياسي وإنعكاس ذلك على الأوضاع الداخلية .
نحن نطالب المائة شخصية أن لاتعلن عن نفسها لأننا نعتقد أننا ما زلنا نحترم الكثير من الشخصيات التي تلتزم بيوتها فاذا ما خرجت علينا نعتقد انها سوف تفقد الكثير من محبة وإحترام الناس لها ، وستضاعف من الأزمة بدلاً من أن تحلها .