جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب النائب ذياب المساعيد
أصبحت كلمة الإصلاح هذه الأيام الماده الأساسية للاحاديث في الجلسات العامة والخاصة، وبين أهل الشأن والمهتمين، فالكل يقر بحراجة الوضع وتأزمة، والكل يدلي بدلوه، والجميع متفقون على ضرورة الإصلاح، خاصة بعد الإرادة الملكية بالتوجيه نحو حوار وطني تبعه تشكيل لجنة للإصلاح السياسي إيذانأ بالتحرك نحو حلول ناجعة وجذرية.
والإصلاح مطلب رئيس بمساراته الثلاث السياسي والإداري والاقتصادي، ولكن يجب ان تكون دراسة الواقع ومتطلباته والاهمية والضرورة هي من يرتب الأولويات.
فمن يقرأ الواقع بمعطياته دون تجميل، ويلمس حاجات الناس ومطالبهم ويسمع الآمهم واوجاعهم، ويعرف المشاكل والآفات التي تنخر في بناء الدولة من تهميش ومحسوبية ورشوة، ويرى التراجع الذي بات واقعاً مؤلماً مراً في معظم قطاعات الدولة من الصحية والتعليمية والخدمية وغيرها يرى ان الإصلاح الاقتصادي هو الأولى والأهم والضرورة الملحة.
البطالة زادت عن ٥٠٪ والتضخم والأسعار بارتفاع يلمسه كل مواطن، وعدد الذين يتخرجون سنوياً لسوق العمل حوالي ١٠٠،٠٠٠ بينما طاقة القطاع العام للتوظيف لا يتجاوز ١٠،٠٠٠ وظيفة سنوياً، أضف إلى ذلك ما يقارب ٤٢٣،٠٠٠ باحث عن العمل في ديوان الخدمة المدنية، من يمعن النظر في هذه المعادلة المخيفة الواردة أرقامها سابقاً يرى ان المهمة شبه مستحيلة _ في ظل معطيات سوق العمل الاردني وفي ظل التغافل الحكومي المتعمد _ ان لم تكن هناك وقفة جدية لدى الحكومة وكل المعنيين لتدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الفوت.
المواطن يبحث عن قوت عياله قبل التعاطي مع السياسة، ويبحث عن العيش الكريم ( أساسيات الحياة على الأقل ) قبل ان يهتم بعدد مقاعد مجلس النواب وقانون الانتخاب، والشباب يبحث عن فرصة عمل تعطيه امل وتحقيق أمانيه وطموحاته قبل ان يهتم بقانون الأحزاب، فللامور منطق يفرض أولويات، فالاصلاح الذي يهتم بحياه المواطن ومعيشته هو الأساس الذي يبنى عليه.
الإصلاح الاقتصادي مطلب تقدمه الضروره على مثيلاته من مسارات الإصلاح الاخرى، فهو يمس الإنسان في حياته وبيته وأبنائه وحاضره ومستقبله، ويؤسس لمرحلة معيشية مرضية، ويخلق مناخ عام يساعد على ايجاد اصلاح سياسي وإداري حقيقي.
البدء بحل مشكلة الفقر والبطالة التي يعيشها الغالبية العظمى من ابناء الوطن هي مسار الإصلاح الحقيقي، لأنها ان بقيت في خانة الإهمال الرسمي وعدم الالتفات لخطورتها ستكون النتائج كارثية على المجتمع والدولة، ولنا عبرة من تراثنا الإسلامي تدق ناقوس الخطر ( عجبت لمن لا يجد قوت عياله ان لا يخرج على الناس شاهراً سيفه) فالحاجة مره والجوع كافر.