النسخة الكاملة

رؤية الأمير الحسن بن طلال لفريضة الزكاة

شحاده أبو بقر

الخميس-2021-07-04
جفرا نيوز -
جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر
 
يبادر الأمير الهاشمي المفكر صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال , إلى طرح رؤية متقدمة وذات مغزى إنساني حول أهمية تفعيل الركن الإسلامي المهم والمتمثل بفريضة الزكاة في مسعى يرمي إلى توجيه " المال " وجهته الصحيحة التي قررتها إرادة " الله " سبحانه في محكم كتابه العزيز في أكثر من آية وفي أكثر من حديث .

سمو الأمير وتقديرا حكيما منه للواقع العالمي اليوم , يطرح الأمر من منظور شمولي عام ذي طابع إنساني تكافلي أخلاقي بين البشر . ويرى في ذلك وهو على حق , خلاصا للبشرية من معضلات الفقر وما ينطوي عليه من أعراض الجهل والتخلف والمرض والعوز وضنك العيش الذي يعانيه مئات الملايين من الفقراء والمحرومين والمهمشين في العالم الأسلامي على وجه الخصوص .
 
وفي ضوء تقديري وإحترامي لشخص صاحب السمو الملكي وللدور الكبير الذي نهض به سموه في خدمة الأردن فكريا وتنمويا وإجتماعيا وعلميا وفي ميادين شتى ليس أقلها نقل وادي الأردن مثلا من حال مزر إلى منطقة إنتاج متميز عبر مشروع وطني نهضوي ضخم سهر وعمل عليه شخصيا لسنوات طوال , فإنني وكإعلامي وككاتب صحفي يدعي الإخلاص للوطن " المملكة الأردنية الهاشمية " أرغب وبعجالة في مناقشة موضوع الزكاة أردنيا بإعتبارها ركنا أساسيا من أركان الإسلام .

تقول التقديرات الإحصائية بأن موجودات المملكة تقدر بحوالى 160 مليار دينار , وأن عوائد هذه الموجودات تناهز مبلغ 50 مليار دينار . ونحن هنا نتحدث عن " أصول وعائدات معا " . وإذا ما صحت دقة الأرقام , فإن المجموع , أصول وعائدات , يساوي 210 مليار دينار , علما بأنني أعتقد ووفقا لمفاهيم " الزكاة " , أن الموجودات أو الأصول , قد تفوق الرقم المقدر أعلاه .

وعليه وبما أن الزكاة تجب دينيا وأخلاقيا على الأصول والعائدات معا , وليس على العائدات فقط كما هو معمول به في النظام الضريبي , فإن العائد الذي ستجبيه الدولة في حال الذهاب نحو تطبيق ركن الزكاة على المسلمين والضريبة على الإخوة المسيحيين وبنفس قيمة الزكاة , سيرتفع إلى خمسة أضعاف العائد الضريبي الحالي .

أعظم وأنبل ما في " الزكاة " أنها فريضة شرعية مشروعة على من يملكون بإرادة ربانية , ولا تفرض على من لا يملكون من الفقراء محدودي الدخل , وفي ذلك تجسيد عادل لقيمة " العدل " , والعدل من أسماء الله الحسنىىى ,وعند الله جل جلاله , لا يظلم أحد .

لو بادرت المملكة الأردنية الهاشمية بما تتوفر عليه من إرث ديني عظيم إلى تطبيق مبدأ الزكاة فريضة على كل مواطن مسلم وضريبة على كل مواطن مسيحي تحت طائلة القسم إن جاز ذلك دينيا, وبشفافية ونزاهة وحيادية وعدل , لتغير حال بلدنا وشعبنا في غضون وقت قصير إلى ما أفضل بكثير من واقعنا الراهن المثقل بالديون وبالغارمين والغارمات والفقر والبطالة وضنك العيش , ولتمكنا من بناء منظومة قوية متكاملة من التنمية المستدامة الشاملة عبر مشروعات إقتصادية إنتاجية كبرى تنهي وإلى الأبد سائر مواطن الشكوى والتذمر وضيق العيش وذات اليد في بلدنا .

لن أطيل أكثر , فقط أرغب في أن أحيي مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير المفكر والخبير بمجتمعنا , متمنيا على سموه سلمه الله تبني هذا التوجه المبارك وطرحه على دولتنا لحوار بين أهل الحل والعقد من حكماء البلد وخبرائه وعقلائه ونخبه الإجتماعية , وأنا على يقين من أن فيه الحل لكثير من معاناة شعبنا وبلدنا عموما والإستغناء عن طلب العون من غير الله. والله فارض الزكاة سبحانه وتعالى من وراء قصدي .