جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
سلسلة بوليسية تقودها هذه الأيام والمدعوة الشرطة الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني ، بشرط الا يأت أحد على سيرة الجيش ، لكن الذين يتقنون صناعة الفهم والكلام يعرفون أن هناك جيشاً مجحفلاً ، هو جيش المستوطنين ، الذين يقودون كل حقارات الدنيا ضد شعبنا ، واذا رجعنا إلى الحسابات الرياضية التي تعلمناها في المدارس الابتدائية ، ووصلنا إلى معادلة الجمع .. نصل إلى الحقيقة المتمثلة بالجيش الإسرائيلي ، وجنود الإحتياط ، وجيش المستوطنين والشرطة والمخابرات الإسرائيلية بشقيها الداخلي والخارجي ، فإننا نصل إلى رقم هائل بالنسبة لعدد هؤلاء مقارنة مع عدد السكان ويكاد لا تساويها أعظم الدكتاتوريات في العالم .
هذه الجموع كلها مُسخرة لقمع الشعب الفلسطيني ، ومواقع ألف وباء وجيم لكنهم وصلوا في حرب غزة الأخيرة إلى آفة تتعلق بالسلامة الداخلية ، عندما هب فلسطينيوا ال ٤٨ الذين لم يلدوا في ذلك العام ولا في ال ٦٧ ، ولا فترة معاهدة أوسلوا المجمدة في الفريزرات ، فأعلنوا أننا أصحاب الأرض وأنتم مغتصبون ومحتلون وأغلبكم قادمٌ من بولندا لأوروبا الشرقية حتى أن قادة ٤٨ هم من مواليد بولندا.
ننتقل إلى صور الذين تطلبهم العدالة - إذا كان هناك عدالة - فإن ألوف الفلسطينين يقبعون في السجون الإسرائيلية كهولاً وشباباً ونساءً ، وبعضها الآخر يدعو الشعب الفلسطيني إلى الأمتناع عن السير في الشوارع ليلاً ، ولا التظاهر ، والأبتعاد عن المستوطنات التي وصل تعدادها ما ينوف عن ال ٤٠٠ ألف ، وهدم البيوت وقصة تراخيص البناء ، اضافة إلى القتل اليومي للشباب الفلسطيني .
أما الإستراتيجية الحربية فهي كناية عن أجراء درس مطول لكل خطة إعتقال ، واتباع الطريقة التي نشاهدها بالاسلحة الفردية المهولة ، القصف بالطائرات الأمريكية العملاقة على غرار الأف ٣٥.
لمواجهة شعب أعزل يتظاهر سليماً برفع أعلام فلسطين ، وسلاح مقاليع الحجارة ، والبالونات الحارقة ، وليزر اطفال فلسطين الأزرق الذي حرم مستوطنة بيتا من النوم على مدى أسبوع فقررت السلطة الغاشمة الإسرائيلية الرحيل من مستوطنة ( بيتا ) قبل أن تصل إلى صواريخ ال ١٥٠ ميل مربع التي تنطلق من غزة لتصل إلى أي مكان من أرضنا المحتلة بمهنية وحرفية فائقة تصل إلى الهدف المحدود بعينه .
لدى المحتل إستراتيجية لايام السلم وأخرى لأيام الحرب لتغذية مطالعاتهم وتوسيع أختباراتهم في حقول الأمن كافة لتشمل المؤبدات والعشرين عاماً ويزيد ، وإن الرافضين من الفلسطينين فهم عبارة عن أرقام متمركزة في مختبر الجريمة التي يلاحق بها شعبنا ، وهم وصلوا إلى درجة من الإتقان تمكنهم من معرفة هويات الفلسطينين والذريعة مقاومة الإرهاب وهم الإرهاب بعينه ، بيد أن الشغل الفريد الذي إنكشف مؤخراً ، مع أنه يمارس منذ قيام الكيان أن المستوطنين يطالبون ببيوت الفلسطينيين لانهم يملكونها منذ عهد " نبوخذ نصر " أو أيام الفينقين أو الأكادين والأشورين ، والعالم يراقب ولا يحرك ساكناً لعل أبرزها حي الشيخ جراح .
فرحنا لطرد نتنياهو وحضور حكومة جديدة لنكتشف أن ( الخل أخو الخردل ) ومسيرة الاعلام شاهد على ذلك والاستيطان في منطقة "جيم " وغيرها الكثير ، اضافة الى سماح الشرطة الإسرائيلية لعُصابة الإغتيال بالمرور في موقع جيم الخاضع لها ذهاباً الى اغتيال الشهيد نزار بنات .
والفرح الآخر الذي الذي توقفنا عنده مجيء الديمقراطيين للحكم في أمريكا ، وأصحاب حقوق الإنسان والحريات ، عندما طردوا ترامب من البيت الأبيض ، وقرار بايدن الجديد أن القدس موحدة وأن الجولان تابعة لإسرائيل وهي أرض محتلة تابعة لإسرائيل ، ونزيد أن مُعلم جو بايدن الرئيس السابق أوباما قال مندوبه في مجلس الأمن أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير شرعية وسكت الرئيس بايدن ، لكن النتيجة واحدة أن الخل أخو الخردل .
وبقي الخيار الوحيد أمامنا أن الشعب الفلسطيني سيستمر ويقاوم ولكن غياب العالم عن قضاياه العادلة لن يثنيهم عن مواصلة المقاومة ولن تتوقف ، والأمم المتحدة عليها أن تنعم بهواء نيويورك العليل أمام تمثال الحرية