
جفرا نيوز - أنس صويلح
احتج العديد من المواطنين المراجعين لوزارة التنمية الاجتماعية على ما يجدونه من استهتار إداري في التعامل معهم وارتفاع اعداد المعاملات المفقودة بين طوابق الوزارة دون اعتراف بالخطأ مع جحود بالتعامل، والنتيجة تأخير للوقت ومساس بكرامة المواطن.
ويشير المواطنون الى ظاهرة ضياع معاملات المواطنين وعدم الاكتراث بانسانيتهم وحقهم في الحصول على معاملة تليق بهم كأردنيين في وزارة خدماتية شأنها الوحيد الالتفات الى هموم المواطن وتحقيق العدالة الاجتماعية له، إلا أن واقع الحال يفيد ان سمة عدم المبالاة لاوضاع الأردنيين الفقراء اخذت تلتحم بوزارة التنمية الاجتماعية.
قصص كثيرة يمكن سماعها من شخص فقير او معاق عن مرور سنتين او اكثر ومراجعات فاقت الالف مرة طلبا لمعونة طارئة او مسكن للفقراء او حتى مقعد خاص بالمعوقين لا يملك ثمنه واضطراره لخوض «ماراثون» الاجراءات الادارية في الوزارة بحثا عن منقذ الا ان النتيجة تسويف في التعامل وانتظار المزيد من الاشهر.
الى جانب ذلك، تقف بيروقراطية صنع القرار في مركز الوزارة التي تملك أكثر من أربعين مديرية للتنمية في مختلف المحافظات والألوية وأكثر من 190 وحدة ومكتبا ومركزا ودار رعاية، حاجزا منيعا في حصول المنتفع على الخدمات من اقرب مديرية، ما يدفعه لقطع مسافات بعيدة للوصول الى مركز الوزارة طلبا في المساعدة وتوفيرا للوقت، إلا أن النتيجة أيضا هي المزيد من التأخير او اعادته لمديرية منطقته مع انها عاجزة عن تقديم الخدمة له.
«جفرانيوز» التقت حالتين منفصلتين عانتا الكثير من جحود الوزارة بالتعامل وتضييع الوقت رغم حاجتهم الماسة للمساعدة بعد تعرضهم لظروف قاهرة تستدعي من القائمين في الوزارة إعادة النظر بطريقة تعاملها وتقديم الخدمة لجميع المراجعين لتجنيبهم الفقر والعوز.
المواطن شحادة زكريا رب أسرة يعاني من إعاقة في إحدى قدميه قال إن أكثر من عامين مرت عليه وهو يدق أبواب وزارة التنمية الاجتماعية طلبا لصرف راتب شهري له ولاسرته يعيله نظرا لعدم قدرته على العمل، مؤكدا أن حالته مطابقة للشروط والتعليمات التي وضعتها الوزارة أمام المواطنين.
وأكد في حديثه انه رغم سوء المعاملة والتأخير الذي استمر لاكثر من عامين ما زال يطرق أبواب الوزارة لتأمين لقمة العيش لاسرته وحمايتها من الفقر والانحراف، لافتا الى أنه جزء لا يتجزأ من شريحة كبيرة ترتاد يوميا أبواب الوزارة وكأنهم يستجدون حقوقهم من وزارة شأنها الاساسي حماية الاردنيين من الفقر والجوع والعوز.
الى ذلك، يقول المواطن ربيع الكفوف، صاحب أحد المنازل التي تعرضت للانهيار بداية الشتاء الماضي في منطقة الاشرفية بعمان الشرقية، والذي كانت وزارة التنمية تكفلت بتأمين مسكن له ولاسرته، ان اكثر من عام مضى على فقدانه منزله وانه اليوم يسكن بشقة سكنية قيمة أجرتها الشهرية 190 دينارا على نفقته الخاصة بالرغم من أنه يعمل أمين مستودع براتب لا يتجاوز 250 دينارا.
وأضاف أنه تقدم بطلب المسكن الذي وعدته به الوزارة العديد من المرات بعد اعتراف الموظفين بضياع معاملاته أكثر من مرة، مؤكدا أنه وحتى الآن لم يتمكن من تسلم مسكنه.