النسخة الكاملة

23 يوما فارق التوقيت بين اعلان الفصل الصيفي عن بعد واستثناء طلبة الدراسات العليا

فداء المرايات

الخميس-2021-06-28
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لسنا نعلم ما ذنب طلبة الدراسات العليا ، في إحداث هذا الإرباك والتخبط عبر قرارات فجائية غير مدروسة ، ولماذا نظل في كل فصل في خندق الصدمات والمباغتات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .؟!

هل من العدل بشيء أن يصدر قرار من الوزارة المعنية توضح فيه آلية الدوام للفصل الدراسي الصيفي بتاريخ 26/5 أن الفصل سيكون عن بعد ، وننتهي من الامتحانات النهائية وندخل في العطلة التي مابين الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي ، ونسجل وندفع ، ثم نتفاجىء بأن يصدر قرار بتاريخ 17/6 بأن الفصل الدراسي الصيفي سيكون عن بعد ( مع استثناء طلبة الدراسات العليا بكافة الدرجات من هذا القرار ) وتحويلهم الى حرم الجامعة ؟؟!!!

هل تدرك الوزارة وصناع القرار فيها أن ثلاثة وعشرين يوما ما بين القرار الاول والقرار المعدل كانت كافية وكفيلة للدفع والتسجيل وتجهيز الجداول خوفا من اغلاق الشعب او سحب المواد ، وهل تعلم جيدا دوائر القرار فيها أن طالب الدراسات العليا اعتباريا وافتراضيا وفي كل الظروف الاعتيادية لا يسجل للفصل الدراسي الصيفي بسبب أن الدوام لهذا الفصل يكون مكثفا ويوميا وهذا ما لا يتناسب مع طلاب هذه المرحلة حيث السواد الأعظم منهم من يتبع للقطاع العام والقطاع الخاص بالاضافة الى طلبة الدبلوم العالي المنطوين اداريا وقانونيا لوزارة التربية والتعليم ، وعليه فإنه لولا صدور القرار بأن الفصل سيكون عن بعد لما سجلنا وما كنا لندفع ونلتحق بهذا الفصل الدراسي الذي لا يتناسب فيه الدوام مع المواعيد الخاصة بالطلاب من ساعات للعمل وارتباطات أسرية ومجتمعية وغيرها ..

هل من العدل بشيء أن يرد في القرار المعدل استثناء للطلبة الوافدين والطلبة المسافرين ممن هم خارج البلاد بالدراسة على نظام الاونلاين ونحن كنظام تعليم مستقل في الأردن وقائم بذاته لا يوجد لدينا نظام التعليم عن بعد بل تم استحداثه مجاراة للوضع الوبائي وحفظا لسلامة المجتمع واستمرارا للعملية التعليمية رغما عن كل الظروف ، فإذا كان المسبب واحد لهذا النوع من آلية التدريس فبأي حق يباغت الطالب وينتزع منه هذا الحق وهو الذي على أرض الوطن بقرار فجائي يطلب منه العودة للحرم الجامعي بعد الدفع والتسجيل وفي المقابل يحظى من هو خارج البلاد - بفرصة غير متساوية مع البقية على ومبدأ الأفضلية - بالدراسة عن بعد .أليس المركب واحد ، والطلبة سواسية ، والعدل ديدن التعامل ..؟!!

هل من المعقول يا وزارة التعليم العالي الآن صدور قرار معدل لقرار أول بعد ما يزيد عن ثلاثة أسابيع ونيف لنجد أنفسنا في دورق التخبط وأحجية الاختيار ما بين العمل والجامعة ، أو فقدان الرسوم الفصلية المدفوعة ، وسحب الجداول ناهيك عن التأخير الدراسي وتأجيل الفصل؟!

بفضل قرار مفاجىء ، الغالبية سيبحث الآن - ولن يجد - سكنات قريبة من الجامعات ، حيث أن السكنات بالأصل تنتعش بطلبة البكالوريس المعفيين حاليا من الدوام الوجاهي لهذا الفصل ، وهذا ما هو أوج العناء ، كيف لا والفصل الدراسي الصيفي يتميز بالدوام اليومي ، والكثير من الطلبة ممن سجل 9 و12 ساعة ، فهل تدرك الوزارة حجم الضغط النفسي والمجتمعي والمادي الواقع على الطلاب ؟
 
من المسؤول عن انتقال الطلاب وحضورهم من القرى والأرياف والمحافظات والنواحي وتوجههم للجامعة بشكل يومي ؟؟؟؟!! وهم المسجلين على أساس قرار رسمي صادر من الوزارة لا يثير في نفوسهم هذا الرعب والتخبط الا بقرار جديد احدث كل هذا الإرباك ..

وفي الختام إن الطالب المقيم داخل الوطن لا يقل كرامة وقيمة عن الطالب المقيم خارج البلاد ، وإن الطالب العامل ليس مغناطيسا لاستقبال أي قرار فجائي ، ولا هو بالثري الذي سيلقي برسومه الفصلية في غياهب التخلي ، حفظا لمواعيده بعد أن يسحب جدوله ، وان الطلبة أصحاب الأمراض المزمنة ليسوا فائضا بشريا على المجتمع ، فهم أصحاب إرادة وحق في التعليم ، وما زالت القرارات تصدر تباعا دون ذكر لهم ، أو تبيان حال لوضعهم الخاص ، وطريقة تعامل الوزارة معهم ، فهذا مجتمع يضم كافة الأطياف ، والحالات والظروف المختلفة للطلبة ، ويجب أن تكون الصورة أكثر قربا ووضوحا وعدلا وأمانا للطلبة جميعهم بلا استثناء ..

وعلى اثر كل ما جرى يستمر طلبة الدراسات العليا برفع صوتهم للجهات المعنية والمختصة في رفع الظلم الواقع عليهم ، والتعامل معهم بحسب ما تعاملوا مع القرار الصادر عن الوزارة ، بأن الفصل الدراسي الصيفي سيكون عن بعد ، فنحن في دولة القانون ، دولة مدنية تحترم الانسان ، وتكفل له حق العيش بكرامة ، وحق التعليم ، والمساواة ، وما هذا القرار الا إرباكا وانتقاصا من قيمة الطلاب والتعامل معهم على مبدأ تقبل أي جديد مهما كان الثمن ، وهذا ما لا يعقله العقلاء فالثمن المدفوع باهظا على كافة الأصعدة ، مالا ( رسوم فصلية) ، ووقتا ( جامعة ووظائف ) ، وجهدا ( قدوم من مسافات بعيدة ) ، وانتقاصا ( تفرقة بين الطلاب ) ، واذلالا ( قرار مباغت يقلل من جدية التعامل مع الطلاب ) ؟!

ومن هنا نستمر في ايصال صوتنا نحن طلبة الدراسات العليا الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، ونطالب بالعدول عن هذا القرار المعدل لقرار صُيّرت عليه جداولنا ومواعيدنا ..

واخيرا نستشهد بقول المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه أن الانسان أغلى ما نملك ، وفي ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه يحظى المواطن بكافة الحقوق المدنية والسياسية التي تؤكد على أهمية الانسان ومن هنا نستنجد برفع الظلم عنا ..


فداء المرايات
كاتبة وباحثة سياسية
ناشطة في مجال حقوق الانسان
طالبة ماجستير