النسخة الكاملة

قمة بغداد.. وعلاقات الأردن العربية

الخميس-2021-06-28 09:13 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام قضماني
قبل أن يذهب البعض كثيراً في التحليلات, قمة بغداد ليست ولادة لحلف إقليمي جديد, هي تكريس لشكل من أشكال التعاون والتشبيك الاقتصادي وقد فعل الأردن ذلك مع دول الخليج ومع مجموعة الـ 11 ومع أوروبا وآسيا ومع مجموعات دولية كثيرة.

إنها سياسة البحث عن منافذ اقتصادية وتفاهمات سياسية فيها ما يجمع أكثر مما يفرق والدول الثلاث الأردن ومصر والعراق تراهن على تشبيك مصالحها عبرمشاريع التعاون الاقتصادي، مثل أنبوب النفط من البصرة إلى العقبة وصولا إلى مصر، والغاز، وتمكين قطاع نقل البضائع لزيادة معدل التبادل التجاري.

توافق على السير بخطوات عملية في كل ما يتصل بمشاريع التعاون الثنائي، في مجالات الطاقة والكهرباء والنقل وبناء المدينة الاقتصادية على الحدود، وتسهيل إجراءات تبادل السلع بين البلدين، وتسريع إجراءات مد أنبوب النفط، وغيرها من أشكال التعاون.

هذا ما جرى مع الجوار الخليجي فهو عمق اقتصادي وسياسي للأردن، العلاقة معه فيها من الاستقرار الإيجابي أكثر مما اعتورها من خلافات باعدت أحياناً لكن القرب ظل الخيار الذي تفوق على سواه.

يسجل للملك عبدالله الثاني تغييره لايقاع العلاقة وتحييدها عن الخلافات في وجهات النظر حيال القضايا السياسية وإن كان التوافق ظل سيد الموقف، فقد وجدت جهود الكل في مأسسة هذه العلاقة تفهما من القيادات القديمة والجديدة في تلك الدول، وقد ساعد التشابك الاقتصادي في تعزيز هذا الوفاق برغم المتغيرات.

المتغيرات، جعلت الدول تذهب لبناء أشكال جيدة من العلاقات المفيدة للجوار تحديدا، ولا يعيبها أن تكون المصالح عنوانها وقد تفهم الأردن هذه التوجهات، فبدأ يتحدث بشكل أوسع نطاقا عن الاستثمار والعمالة لتحل محل المساعدات والمنح رغم أن الأخيرة لم تتوقف.

هناك حاجة ماسة لأن نمضي قدما في تشبيك هذه العلاقات على أسس المصالح التي ترتكز على روح الأمة وتاريخها والروابط المشتركة، هوية وثقافة ولغة وغيرها من المبادئ التي تجعل من التشابك الإقتصادي أكثر رسوخا.

التشابك الاقتصادي لا يحفل بكلاشيهات لم تعد قائمة ولم تعد فاعلة، في ظل مفاهيم تغيرت في عناوين الأمن فلم يعد نافعا الترويج لبضاعة لم تعد رائجة أو بضاعة يمكن جلبها وشراؤها بسهولة أو قوى بشرية يمكن استخدامها وتجنيدها بكل سهولة فمنذ أزمة الخليج الأولى أصبح أمن الخليج جزءا من منظومة الأمن الدولي، وبفعل ذات المتغيرات الإقليمية والتطورات التكنولوجية تمكنت تلك الدول من تطويع أدوات الأمن داخل المدن وخارجها وحولها وحدودها دون الحاجة الى فوائض بشرية من هنا أو هناك، ما جعل من اللغة القديمة مجرد كلاشيهات لا تعني شيئا بينما يذهب الأردن نحو استراتيجيته في بناء العلاقات على المستوى الاقليمي والدولي ككل..