جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب - محمود كريشان
انه الصباح العماني الندي، حيث نستأذن القّلْبَ، لنعيد على نّبْضِه بعضَ النّبض..نكتب عن عمان..وادراجها الحجرية العريقة.. ألم يسترسل الشاعر العراري حيدر محمود وهو يرخى اشعاره لتنساب لحنا قشيبا في التغزل بمعشوقته العمانية وهو الذي لم يترك جزءا في العاصمة الحبيبة الا وتغنى به.. حتى الادراج..ألم يقل الشاعر العراري حيدر محمود: « أدراجُ عمّانَ النازلةُ من جِبالها، الى قاعِ المدينة.. أو الصاعدةُ اليها «بالأحرى».. تُشبهُ ربطاتِ العُنقِ الانيقة، على قمصانٍ شديدةِ البياض.
هذه الادراجُ المريحةُ المُتعبةُ -صعوداً وهبوطاً- هي أجملُ اللوحاتِ التي رسمها اهلُها على مدى السّنين.. وبخاصّةٍ في الفتراتِ التي كانَ الناسُ، يُزَيّنونَ مداخلَ بيوتِهم، المجاورة لهم، من كلا الجانبين، بالياسمينِ المزروع في عُلب السَّمنة، والحليب، والزّيت.. وما شابهها، بعد أن تَفرغ، وبدلاً من رَمْيِها في الطّرقات، أو في الحاويات.. لِتُشَكّلَ على امتدادِ تلك الأدراج حديقةً خضراءَ مُتّصلة، من أوّلِها الى آخرِها.. تُذَرْذِرَ العِطْرَ، والشَّذى، في «العشيّاتِ العّمانية».. وتَحْمِلُ رسائلَ العِشقِ.. بلا كلمات»!.
وعلى صلة.. شكلت الادراج التراثية العمّانية جزءا من سمات جبال عمّان وتسجل ذكريات الكثير من أبنائها وبناتها ومعلما من معالمها العمرانية.. تلك الادراج التراثية التي تحيط بقلب عمان ومعظمها مبنٍ من الحجر والطين وشملها اهتمام امانة عمان بالترميم من خلال استخدام الاسمنت ، فالاسمنت لم يكن مستخدما في السابق، واستخدمه الاردنيون اول مرة لبناء احدى مآذن المسجد الحسيني في الفترة الواقعة بين عامي 1924 - 1927
ولا شك ان طبوغرافية عمان بوصفها محاطة بالجبال فرضت على سكانها بناء الادراج للوصول الى سفوح وقمم الجبال، وظل هذا الامر ركنا رئيسا لسكانها في الحقب التاريخية كافة، وقد تم احصاء 26 درجا تطل على الوادي من سفح جبل عمان من جهة طلوع الحايك.
ونعود الى عشق عمان.. اعذريني، فإنني احاول ان اقول شيئا في خاطري لم ابح به من قبل.. أعطني حريتي في البوح..لكن لا اقوى حتى في زمن الحرية والانعتاق.. والعذر مرة اخرى..انه العشق..والدنيا لمن عشقا!
Kreshan35@yahoo.com