النسخة الكاملة

موسيقات القوات المسلحة.. سيدنا.. يا سيدنا.. الله يُنصر سيدنا

الخميس-2021-06-26 09:43 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ كتب: محمود عطاالله كريشان

من منا لم يطرب، على أنغام العزف القشيب لموسيقات قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة.. وما يتخللها من عزف قشيب على "القربة" ، يحمل معه موروثات شعبية، تزامنا مع "دقة الطبل" التي تُعانق الفضاء، وتبث الحماسة في الصدور، وتمسي نوبات مساء وطنية بإمتياز.. "أردنُ الكوفيّة الحمرا.. أردنُ الجبهآت السمرا".. موسيقات قواتنا المسلحة، التي تُعطر المكان والزمان بمقطوعات موسيقية، يكون الحاضر الأبرز فيها دوما.. الوطن الأحلى.. والقيادة الهاشمية الأغلى.. لتمتد تشكيلات موسيقات القوات المسلحة في مسيرها المنتظم، وعروضها العسكرية الخاصة والفريدة من نوعها، من حيث التناسق في التشكيل والمسير والإستعراضات، وحركات رشيقة لنقل بارودة "m1" او الـ"G3" التراثية من سواعد الجنود أثناء المسير على أنغام المقطوعات الموسيقية، وقد أثبتت جدارتها في كل مكان وفي كل المواقع التي شاركت بها في كبرى المهرجانات العالمية الكثيرة في العواصم العربية والأجنبية.

موسيقات القوات المسلحة، التي شاركت في مهرجان أدنبرة الملكي العسكري للمرة الأولى عام 1963، ومثلها آنذاك أحد ابرز ضباطها الأشاوس العقيد المتقاعد جمال زريقات، الذي تم تكُريمه اكثر من مرة، كضيف شرف في المهرجان العالمي النخبوي، حيث يعتبر زريقات من أبرز مؤسسي موسيقات القوات المسلحة، وكان محبا لدرجة كبيرة للموسيقى وخاصة القربة، وتميز بمسيره الرشيق كقائد للفرقة الموسيقية بعصاه العسكرية، والعزف القشيب يمتد ويصعد: "هاشمي..هاشمي..وأنا أشهد هاشمي"..

 إلى رائعة "سيدنا.. يا سيدنا.. الله يُنصر سيدنا".. و"عربي.. عربي أبوحسين".. و"ديرتنا الأردنية.. ديرة كبيرة وقوية".. لتكون موسيقات قواتنا المسلحة دُرة من دُرر الإبداع، وقد تفوقت على الفرق الإنجليزية والأسكتلندية والإيرلندية، المشهود لهم بإحتراف موسيقات الجيوش.

وهنا.. فإن دراسات هامة ولقاءات سابقة أكدت على أن موسيقات القوات المسلحة، تشكلت مع بداية تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وكانت البداية تتكون من عشرة عازفين كفصيل شكل مع غيره من الفصائل نواة الجيش العربي الأردني، ومع مرور الوقت تطورت الفرقة، وأصبحت تضم ست فرق نحاسية، يضم كل منها مجموعة من القرب الخاصة به، ليصبح قادراً على القيام بالواجبات المختلفة بشكل فعال، إضافة الى فرقة الأوركسترا السمفونية التي تأسست عام 1977.

وفي عام 1954 تم تأسيس مدرسة موسيقى القوات المسلحة الأردنية، وأختير لهذه المدرسة نخبة من المدرسين، لتأهيل الموسيقات نظرياً وعملياً وذلك من خلال عقد دورات مختلفة للجنود المستجدين الذين يتم تجنيدهم عند الحاجة إليهم ضمن شروط معينة يتم التركيز فيها على المؤهل العلمي , ويتم إرسال الذين وقع عليهم الاختيار الى مراكز التدريب لمدة ثلاثة أشهر لإعدادهم عسكرياً ثم يتم الحاقهم بهذه المدرسة لمدة عامين ويمنح الخريج دبلوم في الموسيقى، كما يتم إرسالهم في دورات تدريب متقدمة إلى عدة دول مثل بريطانيا والباكستان والنمسا ومصر.

هذا وقد حصلت موسيقات القوات المسلحة على جوائز عالمية رفيعة المستوى، ومنها حصولها على الدرجة الأولى والميدالية الذهبية وكأس مدينة باري في إيطاليا عام 1960 وكأس الجائزة الأولى في لندن عام 1955 وحصل عازفو الفرقة المشاركة على شهادات تقدير وشهادة تقدير من رئيس بلدية نيويورك في المعرض الدولي عام 1976 وأجراس الموسيقى كجائزة من رئيس جمهورية المانيا الإتحادية أثناء زيارته للأردن عام 1973 كما حازت على شهادة تقدير من الرئيس الأميركي فورد في مهرجان عيد المائتين عام 1976وشهادة تقدير من رئيس بلدية دزني عام 1976 وكأس مهرجان حلب الدولي عام 1974 وكأس مهرجان البحرين عام 1972 .

ختاما.. سيبقى الجيش الأردني العربي المصطفوي.. كبرى مؤسسات الوطن..في صميم الوجدان الشعبي الأردني.. لينهض العزف مجددا: بكتب إسمك يا يلادي.. على الشمس ألما بتغيب.. لا مالي ولا أولادي.. على حُبك ما فى حبيب..

Kreshan35@yahoo.com