جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - أ.د محمد ماجد الدخيل
لا خوف على لجنة ملكية بقيادة دولة سمير الرفاعي، فنحن نعوّل على شخصيته القوية وحكمته السديدة وخبراته الطويلة وعلاقاته مع مجتمعه وثوابته الوطنية وإرادته الناجحة وسيرته ومسيرته الناصعة وامتدادات تفكيره وعقله الاستراتيجي ونظره الثاقب واحترامه للآخرين.
البدايات المدروسة من دولة الرفاعي تستحق التأمل والتدّبر، فهي كما رآها، تفتح مغاليق الأنساق الثقافية للوصول إلى النجاحات وطريقها المؤدي إلى الهدف المنشود، وأرى أن سير إجراءات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية, منذ بداياتها، تسير نحو دروب النجاح خصوصاً أن دولته يصنع بيئة سياسية صديقة للإصلاح من جهة ، ويتغيأ من وراء هذا الصنيع النادر، هو عودة الثقة المهاجرة مع المواطن الأردني واستردادها واستعادتها من جهة ثانية، وإلى عقد اجتماعي تصالحي وطني مع كل الأطياف، وكافة التيارات الفكرية وتلاوينها وإديولوجيتها وأدبياتها ومزاجها الفلسفي ومهادها الفكري .
والسؤال الذي يختمر في ذهني، الذي يتوجب طرحه في هذا المقال، ما الذي يصنعُهُ دولة الرفاعي، ويُقيم له معماراً شامخاً ؟
زعمي الأكيد والمؤكد أننا أمام قامة سياسية وإدارية ضخمة، ولديها إنجازات عظيمة، من السهل بمكان رصد إرهاصاتها الأولية، على الرغم من أنها أساليب نادرة، لم نعهدها من قبل ،وهي:
1.الحرص والانتباه الشامل :
ففي مقتبل الاجتماعات واللقاءات التمهيدية الأولية، طلب دولته من كل أعضاء اللجنة الملكية إعلامه إذ كان هُنالك أَية تدخلات أو مؤثرات خارجية معينة، عليهم إخباره وإشعاره بذلك ، وهذا الموقف المشرّف يدل على نهج جديد من ثقافة الإصغاء والاستماع والانفتاح على الجميع، من جانب، ومن جانب آخر، فكما أن دولته على قُرب من الشعب عبر سنوات طِوال، فإنه –أيضاً – على أقل من مسافة واحدة من أعضاء لجنته ، وهذا مثال نابض بالإدارة النموذجية والمثالية لم نتعوّد عليه من قبل.
2.يُؤثر على نفسه، ولو كان به خصاصة، فدولته ينأى بنفسه عن تعيين رؤساء ومقررين للجنة تعيناً مباشراً، رغم أنه قادر على ذلك ؛ ولكنه أسند مهمة التعيين والاختيار وفق مبدأ التوافق ، ودولته يدعم هذا المبدأ ويسنده، ويشجع عليه من جانب، ويؤسس إلى قاعدة العمل بروح الفريق الواحد من جانب آخر.
3.
4.تعزيز الشراكة، وذلك على مبدأ "أنا وأَنت في خدمة الوطن ": دولته – عزيزي القارئ – على علاقات وطيدة مع كل مؤسسات الدولة الأردنية وهيئاتها المستقلة ، والمثال الحي والأَقرب ، زيارته مبكراً للهيئة المستقلة للانتخاب ؛ كونها بيت الخبرة الأول ،وكونها إحدى الهيئات التي يتقاطع عملها مع مخرجات قانون الانتخاب القادم ؛ ويقع عليها عاتقها تطبيق هذه المخرجات مستقبلًا ، ودولته رأى من المناسب الشراكة والتشبيك الإيجابي والتعاون معها ، وعدم تجاهلها, إضافةً إلى إنشاء منصة إلكترونية لمتابعة إرشادات وتوصيات من قبل الشعب.
هذه خطوات إدارية واثقة من دولته توصلنا إلى مراكب النجاح والتميز والتفرد بلا معيقات وتحديات؛ كوننا نعاني من أَزمة إدارية ، هذه الأزمة يعلمها دولته جيداً ، لذلك تتجسد قيادته للجنة الملكية في تحويل ماهو أزمة أو محنة إلى ما هو مكسب ومغنم وطني، وكأنه يسير وفق مقولة مشهورة: " نجاحُك غَداً يعتمدُ على عَملكَ اليوم ".