النسخة الكاملة

زمن ابو خالد..فرقة معان تغني: يا أغلى من أيامي !

الخميس-2021-06-23 09:51 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ كتب: محمود كريشان

الثمانينيات.. كان الزمن بهيا.. البراءة تشرق في الوجوه الطيبة.. للحياة طعم مختلف، والناس مدججة بالطيبة والصدق والبساطة، الفن كان نقيا عذبا قشيبا.. بلا تقنيات كاذبة وخادعة لتنعيم وتجميل الأصوات النكراء..

زمن.. كان النجم الجماهيري فيه ابوخالد الخطيب الفناطسة وهو يتنقل بخفة ودلال على انغام الشبابه، وهي تعزف "التسعاوية" المعانية فوق مسرح قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب، وفرقة معان تغني وتعزف وتدبك للوطن وقائده الخالد سيدنا المفدى "الحسين".. "رحمه الله".. فيما كان "ابوخالد" يشمخ بكل أنفة وعزة فوق المسرح.. يبشرنا بمحبة الحسين والصوت يمتد ويصعد: "سيدي يا حسين جتك تحية.. من كل الدول العربية"..

في ذلك الزمان الأحلى.. وعندما تتجلى طبول "المعانية"، تتألق وتتأنق قربهم بالعزف المصاحب لصوت النشامى وهم يخرجون عن النص نحو دروب الحب العذري: "يا أغلى من أيامي يا أحلى من أحلامي.. خدني لحنانك خدني.. عن الوجود وابعدني.. بعيد بعيد أنا وانت.. بعيد بعيد وحدينا"..

نتذكر ونتحسر.. كيف كان يتواجد في حي المعانية بالمحطة مؤسس فرقة معان الشيخ عباس ابوجرى ال خطاب "ابورامي"، وشقيقه العازف الرشيق "بسام" الذي تمكن في ذات زمن من تلحين وكتابة اغنية لفريق الفيصلي بمناسبة فوزه بكأس الاردن مطلع الثمانينيات جاء فيها: فيصلي يا غالي.. جاوب عن سؤالي.. كأس الأردن إلنا.. شو ما قالوا عنا..!

بالأمس.. شيعنا بالدمع السخي ابوخالد الخطيب الذي رحل يحمل معه ارث فرقة معان للفنون الشعبية في زمنها العظيم.. وكان سفيرا لمدينة معان يعكس أصالة أهلها ونخوتهم وبساطتهم.. يعنقر عقاله فوق شماغه الأحمر لينسدل فوق ثوبه الأبيض.. بياض قلبه.. رحمه الله.

Kreshan35@yahoo.com