جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
مبادرة لقيت تأييداً شعبياً عارماً ، وبغض النظر عن مبررات هذا التأييد ، فقد كان لوحده كافياً لإزالة صفة الفردية عن قرار المبادرة ، فالقرار بدأ فردياً من سيد البلاد قبل خمس سنوات من خلال الأوراق النقاشية ، وانتهي جماعياً بما حظي من تأييد من خلال لجنة ملكية للتحديث السياسي ، واسعة شاملة لها تمثيل وقد بدأت العمل وشكلت اللجان ووزعت المحاور ، وعينها على الفاصل الزمني الذي حددتهُ الإرادة الملكية السامية دون تردد أو تسويف ، بعد أن أغلقت أبواب الرياح على شكل تفسيرات وتأويلات تبدأ ولا تنتهي .. ولنتوقف هنا ، لأن ساعةً قد دقت .
لقد بدأت بوادر شرعية الإنجاز في هذا الميدان الواسع ليس بخطة ثلاثية أو خمسية بل بأسابيع وأشهر ، وها هي تتمركز بعملها ، واضعة الهدف الذي تعمل من أجله ، وتترك للأجيال القادمة مهمة إنجاز ، يمنعها من الاسترخاء ، دون شكوك مع سلسلة متواصلة من الرؤى التي قد نكسبها ولا نخسرها مرة أخرى .
على العموم الوضع الآن بكل ما فيه ، ما زال أفضل مما كان عليه في فترات سابقة ، وهو وضع قابل للتغيير ، ولكن لا يمكن تغييره إلا بتغيير الموازين في القوى الإقتصادية والسياسية ، وأغامر هنا وأقول النفسية أيضاً في إتجاه بدعم اللجنة الملكية للتحديث السياسي ولا يضعفها ، وأجزم بأنها ستخاطب الأردنيين بصوت مرتفع ، وطالما حافظت على هذا التكوين فلا حظر عليها ، ولا يستطيع أحد أن يسقط عنها الشرعية .
أنتقل إلى صورة أخرى هي ماثلة حية أمام الجميع وهي إختيار سيد البلاد ( لدولة السيد سمير الرفاعي ) لرئاسة هذه اللجنة دون غيره ، لأنه كان متحمساً منذ اللحظة الأولى ، دون تردد أو تأجيل البحث ، وأنا هنا لست بحاجة إلى إعلان سيرة ذاتية لهذا الرجل فهي معروفة للجميع ، أختصرها بعدد من الشخوص الأردنية عن طريق الأب والأم ، سمير الرفاعي الجد ، وزيد الرفاعي الأب ، وبهجت التلهوني للأم ، وعبد المنعم الرفاعي العم .
لقد كان واضحاً منذ صدور الإرادة الملكية
السامية بتشكيل لجنة التحديث أن خطواتها الرئيسية والعريضة ، أرادت أبعادها عن أجواء الضجة السياسية والاعلامية ، وأنها أرادت وضع الأردنيين في الجو الحقيقي الذي يريده سيدنا ، وهو جو الصمت والهدوء ، والابتعاد قدر الإمكان عن إحراج المواقف حتى لا يضع المطبات أحد من هنا أو هناك ، بما يكفل لها الحياة والإستمرار بعيداً عن النكسات وخيبات الأمل .
اللجنة حصلت على وعد مبدئي من مؤسسة العرش ، ومن قطاع شعبي واسع من خلال تمثيل اللجنة لأطياف العمل السياسي ، وأن ما تردد من أقاويل ( حل البرلمان ، والإطاحة بالحكومة الحالية ) ، تكاد لا تتعدى التكهنات ، ومن المبكر الوصول إلى النهائيات خاصة أننا نريد أن نقرأ الجولات الملكية والتي بدأت بالمدن والأطراف الأردنية ، وهي بحاجة إلى تحليل لعل بعضها تشكيل لجنة الإصلاح وزيارة الملك لواشنطن نهاية هذا الشهر ، وما يرافقها من زخم سياسي مع الرئيس الأمريكي والكونغرس ومؤسسات الفعل الأمريكية ، التي يرتبط سيدنا بعلاقات شخصية طيبة وتاريخية بها .
بيت القصيد .. وهو المبادرة الملكية ، والوضع الإقتصادي ، والوعد الذي قطعهُ سيد البلاد للأردنيين ، بأن المسيرة مستمرة ومتواصلة وأن القادم أفضل .
وفي الختام .. رب إجعل هذا بلداً آمناً .