جفرا نيوز- خاص
لا يمكن لمنصف أو عاقل أن ينفي حقيقة دامغة هذه الأيام وهي ان الأردن يتغير نحو الأفضل، فخلال الأسابيع الأخيرة بدا أن المملكة تتجه نحو عهد جديد عماده الاصلاح الجدي والحقيقي.
فالجدل الذي رافق تشكيل اللجنة الملكية لاصلاح المنظومة السياسية رغم قسوته في بعض الاحيان، صحي وضروري، والأهم هو الرعاية الملكية لحوارات الاصلاح فضلا عن ضمان القصر لمخرجات هذا الحوار، وهي مؤشرات على الجدية التي يلمسها الأردنيون لأول مرة.
ولا يمكن القفر حتى على فسيفساء التشكيلة التي ضمت اطيافا مختلفة في هذه اللجنة، ولا على السقف المرتفع لبعض اعضائها الذين يقولون ما يريدون دون املاء أو وصاية.
جدية الاصلاح تتمثل بضم اعضاء في المعارضة بعضهم كان الى عهد قريب يدعو لمقاطعة العملية الديمقراطية، وآخرون لديهم ولاءات خارجية، فهل توجد دولة عربية واحدة تقوم بما يقوم به الأردن من هذا الإحتواء.
خلال ساعات تتسرب للاعلام بعض ملامح عمل هذه اللجنة، ورغم ضراوة بعضها وذهابها بعيداً الا أن ثمة ترسيخ واضح لاجواء الشفافية والسقوف المرتفعة والمفتوحة في التعاطي كأية مقترحات.
بعدها بساعات كانت تسريبات قضية الفتنة، ولاول مرة يطلع الاردنيون على هكذا وثائق امني حساسة وبالغة الأهمية، ما يعني ان الاردن يتغير نحو مزيد من الانفتاح المدروس والعقلاني تحت لافتة" ليس لدينا شيء لنخفيه".
يقول الأردنيون اليوم ما يشاؤون في الفضاء الالكتروني ويجتهدون في رسم مستقبل بلدهم، ويخططون لشكل جديد من دولة المواطنة والحقوق والواجبات، وتصبح ظاهرة الغرف المغلقة ضربا من الماضي طالما ان كل شيء أصبح على الطاولة وعلى الملأ.
امام الاشتباك الرسمي مع المواطن فصار ابرز سمات هذه المرحلة الجديدة التي بدا أن عنوانها هو الابتعاد عن التكهن والتوقع والعمل بطريقة الفزعات وتسييس المواقف.
النسخة الكاملة
