جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
من عادتي أن أطلق تعبير " مسألة " بدلاً من مشكلة لأن المسألة لها حلول والمشكلة غير ذلك وأكثر تعقيداً .
اليوم لدي مشكلة حقيقية تحتاج إلى علماء في الإجتماع والفلسفة والسياسة ، وكم تمنيت أن أدرج ضمن معطياتها خبراء كثر في مجالات متعددة ، سنتناولها في القادم من الأيام .
يقول علماء الصحافة أو بعضهم أن العالم العربي يتنقل من حالة اللآفهم واللأوزن إلى حالة اللاحل ، ويقول المفكر الكبير محمد حسنين هيكل ، أختلف مع الرافضين ولست من الرافضين .
إن القيم الأخلاقية المتوارثة ليس في الأردن فقط ، تتعلق بـ" الأنا " بدأت كفلسفة ، وانقلبت بعد ذلك إلى واقع مرير تجسد بالانتقاد والكتابة في وسائل الإعلام والمنتديات والمضافات ، والحقيقة أنني لا أجد حلا يسهم فهم أو هضم ما حدث أو يحدث الآن .
سيد البلاد وزع أوسمة المئوية على عدد كبير من الذوات وهو عدد كبير ، وبعدها وزع أوسمة مشابهة على منتسبي القوات المسلحة " عاملون ومتقاعدون " وعلى منتسبي دائرة المخابرات العامة والأمن العام والدرك والدفاع المدني ، وكان العدد كبير أيضاً ، وأصدر إرادته السامية بتشكيل اللجنة الملكية للإصلاح السياسي وكان عددهم " ٩٢ " وهو الآخر كبيراً .
انتقادات واسعة شملت المفاصل الثلاثة التي تحدثت عنها ، فهل يعقل أن يضم التكريم الملكي الألوف ، وهل يعقل أن تضم لجنة الإصلاح السياسي الألوف أيضا ، لأنني أعتقد أن الـ" ٩٢ " كافٍ ويزيد ، وهنا لماذا لا نقبل " بالتمثيل " لأن تكريم قائد فرقة عسكرية هو تكريم لكل جندي وضابط صف وضابط ، وعندما نختار إسماً من محافظة أو مدينة أو قرية ، هو الآخر تكريماً لكل مواطن فيها .
علماء الإجتماع يطرحون نظرية مفادها " القناعة " وتكون بعيدة عن " الأنا " وأن التمثيل هو العلاج ، والأهم من ذلك أن الانتقال إلى هذه الحالة قد يكون مؤذياً ، لأن التركيبة السابقة " تكريماً وتمثيلاً " نصل وفق هذه العناصر مجتمعة إلى المواطنة بكل معانيها ، ولا مفر من تجنيدها بل صهرها في بوتقة واحدة هي الوطن .
ونعود إلى الحدث الأقرب ، وهو زيارة سيد البلاد إلى منطقة " خشافية الشوابكة " عندما أشار إلى طمأنة المواطن ، بأن كل البرامج الإصلاحية تسير ضمن خطة زمنية واضحة المعالم حتى لا تكون هناك شكوك خاصة في عملية الإصلاح السياسي .
أنني وبصراحة تامة في بعض الأحيان أعتقد أن أحسن الأوضاع لكي يُريح كل منا نفسه ، يحاول أن ينتقل من وقت إلى آخر من حالة " الفهم " إلى حالة "اللآفهم " وحالة اللآفهم هذه مريحة ، إلا أنه لا يمكن الوصول إليها إلا عندما يصل الفرد إلى حالة " اللأوزن "