النسخة الكاملة

ليست مجرد اعترافات

الخميس-2021-06-16 09:11 am
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - م. فواز الحموري

من يطلع ويقرأ بعمق الاعترافات التي أدلى بها أحد المتورطين في قضية الفتنة يدرك تماما حجم الخطر الحقيقي الذي لو تحقق لكانت نتائجه من الفوضى وعدم الاستقرار جراء الاعتداء على أمن الدولة والمجتمع على حد سواء.

صادم وموجع حجم الإساءة للنظام والدولة الأردنية ورد الجميل بالسوء والإساءة والتعاون مع جهات معادية والتورط في مؤامرة على الأردن وأهله؛ الأردن واحد ومستقل وموحد بأسرته الأردنية الواحدة ولعل التآمر يعني ببساطة النيل من صمود الأردن في مواجهة التحديات كافة.

تظهر الاعترافات حجم توظيف الإساءة للدار الأردنية الرحبة والتي قدمت الكثير لمن قصدها ويقصدها طلبا للأمان والعيش الكريم والتدرج في ظل دولة النظام والمؤسسات وذات الهيبة المستقلة.

ليست مجرد اعترافات ولكنها مؤشرات خطرة لمن لا يعي أن قوة الدولة هي بقوة أجهزتها الساهرة على الإخلاص للعرش الهاشمي وحفظ الدولة الأردنية والمجتمع من طمع من لا يدركون معنى الوفاء للأردن على العموم والخصوص في النفوس الطيبة.

أظهرت الاعترافات ضحالة استغلال بعض الأحداث والأزمات والمنعطفات لتحريك البعض والتأثير على الرأي العام بقدر من السوء والحقد بمبرر الظلم والشكوى والتذمر والاستهتار.

أظهرت الاعترافات بوضوح قدرة الدولة الأردنية على الضبط والسيطرة والصمت والانتظار لحين وصول الأمور إلى درجة لا يمكن لحظتها السكوت عنها وإعلان ذلك للعموم.

لا يوجد تفسير يبرر للاعترافات تفاصيلها ومضمون ترتيبها وتواصل من اعترف بجريمة التواصل من منسق يدين بالعداء للأردن ولا يرغب أبدا له الاستقرار والمضي قدما بثبات على مواقفه أمام الموجات العاتية والمؤامرات المضادة لأمنه الوطني.

الملفت في الاعترافات حجم الاستغلال لما قدمه الأردن لاحدهم من حقوق ومقابلته لذلك بالإثم والعدوان والتنسيق ضده بكل ببساطة ودون أدنى وفاء للفضل والامتنان والعرفان ومقابلة ذلك بنكران الجميل.

التورط مع الجهات الخارجية والاستفادة من التسهيلات المطلوبة منها هي بند من الاعترافات لها مدلول لتوظيف التعامل مع الخارج لأضعاف الداخل ولها إشارة واضحة عن حجم الغل على الأردن والحرص على الإساءة له وتدبير الشر لمسيرته.

بالفعل هي ليست مجرد اعترافات ولكنها مؤشرات خطر من جانب ودلالات يقظة وقوة لدولة فيها قائد وملك هاشمي فذ وحكيم يشهد له حنكة ودراية في التعامل مع الظروف كافة بحلم وروية.

قد يقال العديد في شأن الاعترافات ولكنها في جعبة القضاء وفي ملف القضية وسوف يتم الاستماع والتوسع في اعترافات للمتورطين في مضمون ما يحاك للأردن بعيدا عن أصول الاحترام والتقدير والوفاء.

ثبت التورط في المتاجرة بأراضي القدس وتلك تهمة إضافية وردت في الاعترافات لاستغلال الظروف لصالح تلك الغاية الرخيصة تجاه أراض مقدسة واتمام صفقة البيع البشع وخصوصا في القدس والذي لن يتنازل عن الأردن والمقدسيين الشرفاء ما دام في النفس روح ومقاومة وصمود.

تشير الاعترافات إلى خطورة الرسائل الموجهة ومحتواها وسمومها ومدى تأثيرها والذي يحتاج إلى عناية واهتمام من الجميع ليتبين الحقيقة ويحرص على صونها بالثقة والاطمئنان والإبلاغ عن الخلل مهما كان بسيطا ويبدو سهلا في حينه.

شكلت الاعترافات ضرورة ملحة للتدقيق والمتابعة والملاحقة والتربص لمن ينشد الإساءة والشر للأردن ويعمل لذلك بخبث ومكر ودهاء واستغلال، بل شكلت يقظة وحرص من قبل الأجهزة المعنية والتدخل في الوقت المناسب.

تقودنا الاعترافات إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالأردن وما يحاك له على الدوام من قبل من لا يطيب لهم استقراره وصلابة موقفة وثبات سياسته وحكمة قيادته، وتقودنا أيضا إلى حجم معاناة الأردن وسط ما يجري في المنطقة والعالم.

حقا انها ليست اعترافات ولكنها طعنات كان يمكن أن تصيب الأردن بالأذى والالم والضرر وان كانت قد فعلت ذلك بتفاصيل ما أظهرت من نوايا وترتيبات.

حمى الله اردننا الغالي وحفظ قيادتنا وظلت أسرتنا الأردنية آمنة مطمئنة من كل شر وسوء ومما يحاك له ويدبر له في الخفاء.