النسخة الكاملة

كي لا يغضب اردني مسيحي في الأردن مرة أخرى لنوضح ما جرى

الخميس-2021-06-14 02:58 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب عمر شاهين 

واقعيا  التاريخ والحاضر يشير الى علاقة اخوية تاريخية متراصة مجتمعيا ووطنيا بين المسيحي والمسلم الأردني، ممكن تصديرها كنموذج ، حتى ظهرت وسائل التواصل المجتمعي، التي مكنت للأسف من تصدير تعليقات مؤذية، يقوم بها اشخاص بانتقاد الأديان الاخرة، مع ميزة الشعب الأردني طوال سنوات طويلة مضت ان يبق كل بدينه، بعيدا عن مناقشة الأمور العقيدية التي تات بالتجريح والخلافات، من تيارات علمانية مسيحية باتت تناقش كثيرا الإسلام ، او مسلمون يقحمون انفسهم باللاهوت المسيحي.

اتوقف امام كلمات غاضبة تحدث بها الصديق راكان الفاخوري في بث مباشر  بأنه يخشى نشر فيديو لمناسبة مجتمعية دينية تجنبا للتعليقات الجارحة . وقد شاهدت كثيرا من التعليقات المؤذية، اثناء بث مناسبات دينية مسيحية على صفحة رؤيا، صحيح نسبة كبيرة عندنا فيها تقبل لاعتقاد الاخر، لكن علينا منع ولو تعليق واحد يسيئ لمعتقدات أي دين اخر ، وطالما اننا أصحاب رسالة عمان واننا نتحدث دوما عن نموذج من محاربة الكراهية، وانا شخصيا اعمل اعتقاد تعلمته بالإسلام اسمه اني مسلم العقيدة ولكني احترم اعتقاد أي انسان اخر من قران كريم علمني ( لا اكراه في الدين) وكذلك (( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)) .

وحديث صديقي راكان ومعه فادي سمارنة كان اثناء جلسة تصالحية اعتذر بها امين عمان عن خطا نتج مع جمعية الكتاب المقدس وبين امانة عمان، اثار حالة غضب مستحقة، في أروقة الشارع الأردني، وتتلخص المسالة في تعليق الجمعية يافطة كبيرة بمناسبة عيد الاستقلال مكتوب عليها اية من مزامير داوود من التوراة تقول (  اما الودعاء  فيرثون الأرض ويتلذذون بفكر السلامة ) واشتكى مواطنون على وضع اية من الزامور على أساس انها من التوراة. وقامت امانة عمان بازالتها وكان هناك بيان غريب يظهر عدم ادراك ما قالوه بان لا يسمح بنشر أمور مسيئة .

قلت مسبقا ان اغلب المسلمين ثقافتهم ضعيفة جدا، بالدين المسيحي،  و  هناك عدم معرفة  بان الاخوة المسيحيين يتبعون كتابين أساسيين . الأول هو العهد القديم وهو التوراة وهي نفس الكتاب الذي يتبعه يهود العالم والثاني هو العهد الجديد (الانجيل ) وكثير من المسلمين لا يعرف هذه المعلومة، ويظن فقط عند الاخوة المسييحين كتاب واحد وهو الانجيل .وهذا لا أقوله تبريرا بل من واقع معرفي  استدركه دوما.لذلك كان كثيرون يسالون لماذا مسيحيو الأردن غضبوا لاجل اية في التوراة علقت.

ثقافة المسلم  العربي في الدين المسيحي تعتبر قليلة جدا، ومع ذلك هناك حاليا حرب دينية واضحة بين المسلمين واليهود، حيث يعتمد اليهود على توظيف الدين للاحتلال الصهيوني لفلسطين، وهذا جعل صراع كبير، وغضب إسلامي عند ايراد أي اية من التوراة، حيث يجدون ذلك تطبيع ديني يؤدي الى التطبيع السياسي. فاي استعانة بنص من التوراة تتهم بانك تمارس التطبيع، مع ان التطبيع هو التعامل مع المحتل وليس دينيه، وهذا شكل خلط كبير حتى عند أي صورة مع أي عالم يهودي ولو كان معاديا للاحتلال ، والاستعانة بالرواية اليهودية او التوراة  مهمة جدا لكل دارس للتاريخ وهي أساس للدين المسيحي واستعان بها كثير من المفسرين للقران، وان فضل عدمها بما سمي بالاسرائيليات. وقد واجهت ذات يوم حملة تعليقات ناقدة لاني أوردت اية من سفر التكوين في حديث عن سيدنا ادم والشجرة في الجنة.

الاية التي تم تعليقها من قبل الجمعية  هي من التوارة  وكتب عليها ((  اما الودعاء  فيرثون الأرض ويتلذذون بفكر السلامة ))  ومعناها العام سليم ولا يوجد بها أي معنى يضر باي دين , والخلاف نتج عند وضع اخرها مصدرها هي قريبة من الاية القرانية التي تقول ) :و تلك الأرض نورثها من نشاء من عبادنا الصالحين(  وكذلك (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحين )

تعلمت المسيحية منذ صغري على يد عدة أصدقاء مسيحيين واولهم صديقي واستاذي شفيق خوري ، وقرات الانجيل عدة مرات وقرات من التوراة العهد القديم وهذا اعطاني سعة معرفية واسعة بفهم الدينين ولم يؤثر  مطلقا على اعتقادي في الإسلام بل زيادة معرفة بالاخر. خاصة ان مليارات في العالم تتبع الدين اليهودي والمسيحي .حتى الإسلام تعلمته بكثرة القراءة فلم اكن يوما اجلس عند شيوخ ورجال دين . وخارج مادة الدين في المدرسة تعلمت الإسلام من تاريخا وعقيدة وفقها من قراءة الكتب وكذاك كما قلت قرات التوراة والانجيل وكتب دينية لاتعلم المسيحية وكذلك  المذهب الشيعي والمعتزلي. ففي بلادنا العربية لم تتعب عيناك بالقراءة لن تتثقف.

طبعا ذروة الخلاف كانت عندما ازالت امانة عمان  اللوحة التي كتب عليها الاية السابقة ، من التوراة، وأصدرت بيانا هاجم الجملة، ظنا منه انها نوع من التطبيع، حيث الأمور الدينية تثير إشكالات كبيرة، ولو كانت من الانجيل لما حدث أي خلاف وكما قلت  هناك عدم معرفة لنسبة كبيرة جدا بان التوراة هو العهد القديم من الكتاب المقدس للاخوة المسيحين، وقد يكون للان هذا الاشكال لم يصل . حيث كنت اسمع بجلسات كثيرة يقولون لماذا غضب المسيحون لاية من التوراة اليس كتابهم الانجيل .
النقطة الأهم انا أطالب قبل المسيحيين بتطبيق محاربة الكراهية بعدم الاستهزاء بطقوس او مناسبات دينية او مقدسات لدى أي دين، فنحن مجتمع محافظ متدين، ولا يوجد لدينا متسع علماني مثل أوروبا، لذلك الأفضل تجريم تعرض أي شخص لدين الاخر، المسلم حر بدينه، والمسيحي حر بدينه، ولا يحق لاخر ان يتعرض له، ان كان بوسائل التواصل المجتمعي، او بالواقع، وشهدنا بالفترة الأخيرة فكر كراهية كصفحات فعلا صانعة لفكر الكراهية، وكنا نشهد نقل بث مباشر لمنسابات جينية ونقرا تعليقات، غير مستحبة وانتقدت وجود تيار مسيحي علماني يناقش الدين الإسلامي بصفحات بالفيس بوك او مثل اطروحات الدولة المدنية والغريب ان هذه العلمانية فقط تناقش الدين الإسلامي من كل اديان العالم. لذلك علينا احترام الخصوصية الشرقية بفرض قوانيين تحارب عدم تعرض أي شخص لدين الاخر. ومنع أي فكر كراهية. ليبق الأردن نموذجا تاريخيا وحاضرا لاجل القضية الفلسطينية .

وقضية الاية وايات التوراة . وغيرها ممكن نقاشها بين رجال  الدين الإسلامي والمسيحي وتوضيح هذا الامر للناس كي لا يبق مصدر حوار بين العامة، ليختصر أي خلاف قادم وليس التوقف فقط عند تعليق يافطة وازالتها واعتذار ، وغضب، انا دوما مع حلول جذرية حوارية تحسم بين العلماء واهل المعرفة مستقبل أي امر خلافي ، والله اني احب ان تكون الأديان دوما مصدر للخوة والمحبة وليس الخلاف والتنافر.

عمر شاهين - كاتب ومدون اردني
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير