النسخة الكاملة

سمير الرفاعي "المظلوم" و"نظيف اليد" يعود من بوابة "التحديث"

الخميس-2021-06-10 07:26 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
لو أن سياسيا في الأردن تعرض ما تعرض له سمير زيد سمير الرفاعي من "ظلم وافتراء" لمال إلى الصالونات السياسية مشيطنا البلد، ومشينا سمعتها، لكن سمير الرفاعي رغم الظلم السياسي الذي لحق به سخّر قدراته للوقوف إلى جانب النظام السياسي في عز سنوات الربيع العربي، ورافضا أن يتحالف داخليا أو خارجيا ضد أحد، بل وظل قريبا من القيادة السياسية، ساعيا ليكون "عنصر اطمئنان" دون أن يبحث عن موقع أو منصب، أو أن يتآمر على أحد لنيل منصب سياسي.
منذ قدومه لرئاسة الحكومة قي 2009 حيث آثار "الاشتباك الناري والنادر" بين باسم عوض الله ومحمد الذهبي -السجينين الآن-، وهو صراع أساء للمؤسسات السيادية وآذاها بشدة، حيث استطاع سمير الرفاعي أن يعيد بعض "الألق والقوة" لرجل الدولة، وأطلق عملية تحديث شاملة لكن متدرجة مستفيدا من خبرته الإدارية العريقة، لكن شرارة "سيدي بوزيد" التي انطلقت من تونس، والانتشار السريع لتقليد هذه الشرارة عربيا ظلم تجربة سمير الرفاعي في رئاسة الحكومة، بل وأن أطراف سياسية "حاسدة له" ركبت الموجة وأطلقت سهامها ضد التجربة السياسية للرفاعي، فسرعان ما قيل وقتها إن جلالة الملك سحب سمير الرفاعي من "أرض معركة غير متكافئة"، وأراده "ذخيرة استراتيجية" تأتي لاحقا وفي ظروف أفضل لأن الملك يعرف قدرات الرفاعي جيدا، وكان يرفض أن تحترق هذه الطاقة والخبرة في معارك جانبية.
اليوم يعود سمير الرفاعي في منصب أستطيع القول، إنه رغم "رمزية" اللجنة، إلا أنها ستكتب على الأرجح "خارطة الطريق" للإصلاح السياسي للوصول إلى المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية بيسر وسلامة وفخر، خصوصا وأن التكليف الملكي قد طلب "تحديث المنظومة السياسية" وهو مصطلح سياسي ثقيل ويعني أن التحديث يجب أن يطال مفاصل كثيرة، وأن الاهتراء السياسي لمنظومة القوانين والتشريعات لم تعد تليق بالأردن أبدا، على أن يكون كل ما هو متعلق بتوصيات أو مخرجات جاهزا بحد أقصاه بدء الدورة العادية الأولى المقبلة لمجلس النواب، والتي تبدأ مطلع شهر تشرين الأول على أنه يجوز للملك دستوريا تأجيلها نحو شهرين.
في الجانب الشخصي، فإن الرفاعي مؤهل لقيادة هذه اللجنة فهو "سياسي اقتصادي"، ويعرف تاريخ الأردن من "بيت سياسي عريق"، عدا عن أنه رجل أعمال واقتصادي ناجح، وهو نظيف اليد، وليس لديه أجندة سياسية ضد أحد، ولم يمل للانتقام السياسي من أي خصوم تجربته السياسية، عدا عن أن المرحلة السياسية تحتاج لـ"سياسي منقذ" قريب من الناس، ويحظى بالاحترام والتقدير.