جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ماجد الأمير
قبل ثمانية أشهر شكل الدكتور بشر الخصاونة حكومته في ظل جائحة كورونا التي غير شكل العالم اقتصاديا واجتماعيا. ومنذ بداية تشكيله حكومته، وضع معايير الكفاءة والنزاهة والشفافية منهجا في ادارة الدولة، وكذلك في اختياره للفريق الوزاري، إذ ركز في اختياره على مبادئ ثلاثة، هي: نظافة الوزير من أية شبهة فساد، الكفاءة، والقدرة على العمل والعطاء في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها المملكة، وبقي متمسكا بتلك المعايير في التعديلات الوزارية التي اجرها لاحقا على حكومته.
واعتمد الخصاونة مبدأ المساءلة داخل الفريق الوزاري، واحيانا كان التعديل الوزاري يشكل حلا من اجل تعزيز الفريق الوزاري، فمن يرتكب خطأ حتى لو دون قصد يجب محاسبته.
ومنذ اليوم الاول لتشكيل حكومته، أعلن الخصاونة ان السياسة الاردنية منذ بداية ازمة انتشار فيروس كورونا واضحة في التعامل معها، وهي أن صحة المواطن هي الأساس، بل هي الاولوية لدى الحكومة والدولة بكل تفاصيلها، كما اكد جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف لحكومة الخصاونة بأن صحة المواطنين و مواجهة جائحة كورونا لمنع انتشار الفيروس اولوية قصوى.
حكومة الخصاونة حددت اولوياتها، فكانت الصحة على رأسها، لكن هذا لا يعني تعطيل الحياة العامة او تعطيل الاستحقاقات الدستورية، فالانتخابات النيابية استحقاق دستوري تسير به الدولة للتاكيد على الاستقرار السياسي والتعبير عن الادارة السياسية بالمشاركة الشعبية في صنع القرار، ودون ان يؤدي الالتزام بالموعد الدستوري للانتخابات الى انتشار فيروس كورونا لذلك على الجميع الالتزام باجراءات السلامة.
وفعلا، نجح الاردن في اجراء انتخابات نيابية دون ان تؤدي الى انتشار الفيروس وبقيت الامور تحت السيطرة، واستمرت حكومة الخصاونة في هذه السياسية اضافة الى المواءمة بين الصحة والاقتصاد من خلال الفتح التدريجي للقطاعات، وهنا كثفت الحكومة من قضية تأمين المطاعيم بكميات كافية واتباع سياسة تؤدي الى ان يتوجه كل مواطن ومقيم لمراكز المطاعيم للحصول على المطعوم .
اليوم يستطيع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أن يعلن بأن الاردن نجح في سياسته بمواجهة جائحة كورونا في المجال الصحي بسبب الاجراءات وسبل الوقاية، وايضا تأمين المطاعيم للمواطنين لكن المطلوب اتباع الاجراءات الوقائية، لكن ما زال هناك عمل للحكومة من اجل اعادة تعافي القطاعات التي تضررت بسبب كورونا والاغلاقات، وبالتأكيد رئيس الوزراء وحكومته لديهم خطط في من اجل تعافي القطاعات التي تضررت، فالحكومة يقع عليها عبء التعاون مع القطاعات الاقتصادية من اجل ابتداع حلول خلاقة للنهوض بهذه القطاعات وخاصة في مجالات التصدير وايجاد اسواق للصناعات الاردنية، وهنا من المعروف ان هناك اشكاليات قد تعيق التصدير للدول العربية المجاورة بسبب الاجراءات التي تتخذها الدول في مواجهة كورونا، ولكن الحكومة تعمل باستمرار لايجاد الحلول المناسبة لبقاء استمرارية تدفق الصادرات الاردنية للخارج.
الخصاونة حرص على تعزيز الشفافية والنزاهة في عمله وفي قيادته للفريق الوزاري، وكل مسؤولي الدولة لذلك حرصت الحكومة على اطلاع الشعب على كل الحقائق في اية ازمة او قضية حدثت، ولكن دائما كانت المساءلة وتحمل المسؤولية هو نهج الحكومة.
شخصية رئيس الوزراء وشفافيته في العمل وانحيازاته للديمقراطية وسيادة القانون والحريات العامة وخدمة المواطنين وايجاد قواعد عامة في الادارة والعمل السياسي ساهم ايجاباً في ايجاد اجواء مريحة لدى النخب السياسية والبرلمانية والحزبية، كما انعكس نهج الخصاونة على عمل الوزراء، والحكومة عموما كفريق صاحب ولاية عامة، فالخصاونة لديه رؤية سياسية للمستقبل جعلت منه شخصية قيادية في هذه الفترة الاستثنائية، خاصة وانه خلال الأشهر التي ترأس فيها الحكومة اثبت قدرته على القيادة والعمل بروح الفريق علاوة على تفاعله الايجابي الدائم مع قضايا المواطنين من اجل حلها، لذلك هناك ثقة عالية في قدرته على انجاز الملفات السياسية ومنظومة التشريعات الناظمة للحياه السياسية التي ستشكل نقلة في حياتنا السياسية والبرلمانية.
حكومة الخصاونة حرصت على السماح للشعب الاردني بالتعبير عن موقفه الرافض للعدوان الصهيوني على القدس وغزة وخرجت المسيرات الضخمة من كل المدن الاردنية للوقوف مع الفلسطينين بل كانت المسيرات تتوجه الى الاغوار، وهذا الغضب الاردني كان عاملا اساسيا في ايصال رسائل سياسية للعالم والدول الكبرى بأن العدوان يجب ان يتوقف.