النسخة الكاملة

بوتين يتهم واشنطن باستغلال هيمنة الدولار لفرض عقوبات

الخميس-2021-06-06 12:11 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة باستغلال هيمنة العملة الأمريكية لفرض عقوبات، مؤكدا أن بلاده لا ترغب في وقف استخدام الدولار، وفقا لـ"الألمانية".

وقال بوتين في مؤتمر عبر تقنية الفيديو "كونفرانس" مع ممثلين من منظمات إعلامية دولية البارحة الأولى، إن روسيا يتعين أن تتبنى وسائل دفع أخرى، نظرا لأن الولايات المتحدة، تستخدم عملتها الوطنية لفرض أنواع مختلفة من العقوبات".

ووفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء أضاف من سان بطرسبيرج "نحن لا نفعل ذلك عمدا، إننا مضطرون للقيام به، التسويات بالعملات الوطنية مع دول أخرى في مجالات، مثل مبيعات الدفاع وتقليص احتياطات النقد الأجنبي في الدولار، سيضر في نهاية المطاف بالولايات المتحدة، حيث تتراجع هيمنة الدولار.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على روسيا على خلفية عدة قضايا، منها ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا وسجن المعارض الروسي أليكسي نافالني وخط نورد ستريم 2، وتدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.

وأعلن أنطون سيلوانوف وزير المال الروسي، أن الصندوق السيادي الوطني الروسي سيقوم بتصفية كل أصوله من الدولار خلال شهر، على خلفية تهديد بمواجهة عقوبات أمريكية جديدة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن سيلوانوف خلال المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبيرج الأربعاء، "قررنا على غرار البنك المركزي تقليص استثمارات الصندوق السيادي الوطني بالدولار".

وأشار إلى أن الدولار يشكل 35 في المائة من أصول هذا الصندوق السيادي الذي تودع فيه خصوصا عائدات بيع النفط في الخارج، واليورو 35 في المائة، وفقا لـ"الفرنسية".

وقال وزير المال "إنه سيتم تبديل أصول الدولار باليورو والذهب "للمرة الأولى" واليوان الصيني بسرعة، خلال شهر".
كما أوضح أندريه كوستين الرئيس التنفيذي لمجموعة "في. تي. بي" المصرفية الروسية، أن روسيا مضطرة "مع الأسف" إلى تقليل استخدام الدولار في اقتصادها بسبب العقوبات الأمريكية.

وأضاف كوستين في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرج"، أن روسيا "ليست ضد الدولار ولا ضد أمريكا"، لكنها تخضع لعقوبات أمريكية، والولايات المتحدة تستخدم الدولار كسلاح ضد القطاع المالي الروسي وضد القطاع الصناعي الروسي".

وقال كوستين إن "الدولار يلعب دورا مهما على الصعيد العالمي ومن المستحيل الحياة دون دولار". ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن كوستين القول إن "التوقعات إيجابية، لكنها طفيفة بالنسبة إلى القمة المقبلة بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين".

وحول خلافات موسكو مع برلين، أكد الرئيس الروسي، أنه سيسعى إلى الحد منها لتصل إلى الصفر، متوقعا تحسن العلاقات الثنائية. وأعرب بوتين عن أمله في أن تكون العلاقات الروسية - الألمانية موثوقة ومستقرة بعد مغادرة أنجيلا ميركل لمنصب المستشارة الألمانية، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية الرسمية.

وقال بوتين، خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الأنباء الرائدة في العالم، نظمته وكالة "تاس" الجمعة، على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد في سان بطرسبيرج، "أود أن تكون أفعال الحكومات الألمانية المستقبلية مستقرة وموثوق بها".

وأضاف "سنسعى إلى الحد من الخلافات لتصل إلى الصفرـ إن ألمانيا من بين شركائنا المهمين في جميع أنحاء العالم وفي أوروبا على حد سواء، ونتوقع أن يتحسن الوضع فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية".

ووصف الزعيم الروسي ميركل بأنها "شريك ثابت جدير بالثقة" بالنسبة لروسيا، وأيضا بحسبانها "من ذوي الخبرة السياسية" وأنها "شخص صريح يدافع بمهارة عن موقفه"، مضيفا: "هناك أشياء يمكن أن تروق أو لا تروق لنا، لكنها شريك ثابت جدير بالثقة".

وطالبت شخصيات من ألمانيا وروسيا خلال المنتدى الاقتصادي باستئناف الحوار بين البلدين. وقال كونستانتين كوساتشوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، في المنتدى، "الوضع الآن على النقيض، حيث يتطلب حوارا". وأكد كلاوس مانجولد المدير الألماني البارز، أن على المختصين الجلوس إلى الطاولة وتوضيح الحدود التي تجاوزتها المنظمات الثلاث من وجهة نظر السلطات الروسية، والشؤون الداخلية التي تدخلت فيها، وانتقد إلغاء الجانب الألماني مشاركته في النسخة المقبلة من المنتدى، قائلا، "إن الأمور لن تسير دون حوار".

ويرى منتقدون للتصرف الروسي حيال المنظمات الألمانية غير الحكومية التي تعمل من أجل تنمية مجتمع مدني روسي ناضج، أن هذا التصرف علامة على تزايد التوجهات الاستبدادية في روسيا، فضلا عن اضطرار عديد من وسائل الإعلام المستقلة إلى التوقف عن العمل بسبب قوانين جديدة مثيرة للجدل، وهو ما قوبل بانتقادات من جانب الحكومة الألمانية أيضا.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أجرى محادثة مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية، مساء الجمعة، ودافع بوتين خلال اللقاء عن هذه القوانين بوصفها توفر الحماية لروسيا في مواجهة النفوذ الخارجي.

وأكد الاستعداد للحوار مع ألمانيا " الشريك المهم". يذكر أن بوتين كان قد أطلق منتدى بطرسبيرج الاقتصادي بالمشاركة مع المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر قبل نحو 20 عاما.

وأعلنت ألمانيا اعتزامها مقاطعة النسخة التالية من المنتدى كرد فعل على حظر ثلاث منظمات ألمانية غير حكومية في روسيا، وقوبل القرار الألماني بانتقادات.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير