جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان
لا شك أن التخليل هو نقع بعض الخضار في الماء والملح في إناء مضغوط ومسحوب منه الهواء لفترة أسبوع مثلاً وبعدها يصبح هذا الماء الموجود في الإناء بنكهة الخل والخضار المخلله تصبح طريةً وشهية ويمكن عمل مخلل من خضراوات عديده مثل الزهرة والكرنب والباذنجان والجزر والفجل والبصل والليمون والزيتون والفلفل الحار و الفاصوليا.
وفي هذا الجانب رصدت «الدستور» قيام بعض وافدين ومواطنين، ممن يمتهنون تصنيع المواد الغذائية بتخزين المخلل فى براميل بلاستيكية مستعملة وبظروف غير صحية، رغم ان هذه البراميل تحتوى على مواد كيميائية وبترو كيميائية خطيرة، ويعاد استخدامها دون تعقيم، وبالتالى يستخدم الصانع البراميل ويغسلها بالمياه معتقدا أنه قام بتنظيفها بشكل جيد، والحقيقة أنه لم ينظفها إطلاقا، وتبقى جزيئات ومتبقيات المواد الكيميائية وفطريات سامة فى البراميل، وتتسرب إلى المخلل، وهذا ما يعرض مستهلكه إلى الإصابة بالسرطان بحسب الأطباء.
وعلى صلة.. تبرز ممارسات مخالفة اخرى، تتمثل في ما يتم عرضه في الاسواق الشعبية من مخللات الفقوس والخيار واللفت والجزر الملونة، وكميات اخرى من الزيتون المخلل، بلونيه الأخضر والأسود بانواع عديدة تجذب الزبائن، الذين يتوافدون على شراء هذه المنتجات، ولا يعلمون الرحلة الطويلة التى مرت بها تلك المخللات، من تصنيع في براميل الدهانات الفارغة ومرات اخرى في بانيوهات دورات المياه ومن ثم التخزين وما يستخدم معه من مواد كيماوية للتعجيل بعملية التخليل، حتى تصل إلى المستهلك مسممة وتتسبب بالإصابة بأمراض السرطان.
وعلى صلة.. وفي ظل غياب الرقابة فإن الاسواق المحلية اصبحت لا تكترث ابدا بكافة الاشتراطات الصحية وامتد الامر الى منازل وشقق في عمارات سكنية في شرق عمان على وجه الخصوص، حيث يمتهن عمال فيها إعداد المخللات وتخزينها بطرق بدائية من خلال تعبئتها في أحواض ملوثة بالحشرات والبكتيريا، وتظهر عليها علامات الصدأ، مع خلطها بكميات أخرى شارفت على الانتهاء تمهيدا لبيعها في السوق، والصاق بيانات انتاج وهمية فوق العبوات يتم استبدالها كيفما يشاء الذي قام بتصنيعها وضخها في اسواقنا المحلية التي لا تخضع لاي رقابة على الاطلاق، وليبقى الخاسر الوحيد هو المستهلك على حساب صحته بالدرجة الاولى!..
امام ذلك اكد مختصون بالصحة والغذاء أن تناول المخلل المصبوغ بالألوان والمخزن بطريقة غير صحية، يؤدى للإصابة بالسرطان والفشل الكلوي وامراض الكبد، مشيرا الى أن استخدام مكسبات الطعم والرائحة والاصباغ فى المواد الغذائية يؤثر على الأعصاب، خاصة عند الأطفال، وما يرافق ذلك من مضاعفات صحية خطيرة، حيث انه وعلى المدى القريب، تحدث التهابات وتقرحات بالمريء والمعدة والإثني عشر، وتكون أعراضها بعد الأكل بساعة أو ساعتين من تناول المخلل يشعر الشخص بألم شديد وغصة فى منتصف البطن العلوي، قد يتطور الأمر إلى قرحة معدة، أما على المدى البعيد، فتتراكم وتتحول داخل الجسم إلى مادة مسرطنة، وتراكمها في المعدة أو الدم يؤدى إلى الإصابة بالسرطان، كما يمتصها الكبد والكلى وتؤدي في النهاية إلى فشل كبدي وكلوي، بالاضافة الى ما يصيب الجهاز الهضمى من أضرار شديدة.
ما نريد ان نقوله.. الى متى ستبقى هذه الفوضى في مجال التصنيع الغذائي ومن ضمنها صناعة المخللات التي اصبحت تكتظ بها الاسواق المحلية بصورة كبيرة جدا، تزامنا مع رقابة «خجولة» من الجهات ذات العلاقة، وكيف نسمح لهؤلاء بجمع الأرباح المادية على حساب صحة المواطن، والتى يرهقنا المسؤولون فيها بتصريحاتهم الاعلامية المتواصلة: صحة المواطن. خط أحمر..!! دون أي اجراءات فعلية لضمان صحة هذا المواطن!!
Kreshan35@yahoo.com