أول ضحايا حرب غزة سيكون نتنياهو، وكل من حوله يحملونه مسؤولية الفشل وعما حدث، والمتطرف بينيت يتزعم حزب يمينا وله سبعة مقاعد بالكنيست يؤيد ضم أجزاء من الضفة الغربية ويتزعم حركات المتطرفين الصهاينة ومن أقواله أن إقامة دولة فلسطينية هو انتحار لإسرائيل، كما أنه وراء دعم الاستيطان، وكلنا يتذكر اقتخامات الحرم الإبراهيمي في الخليل والتي كان يقودها بنفسه،(بنيت)وخلافه مع نتنياهو قائم على ضرورة عدم الذهاب لانتخابات خامسة، وأن عليه أن يرحل،(اي نتنياهو)وحليفه لابيد يتزعم حزب يوجد مستقبل وله سبعة عشرة مقعدا بالكنيست، وهذا التحالف الهش بحاجة لاصوات اليسار الهزيل والكتلة العربية بالكنيست حتى يتمكن من تشكيل الحكومة وامامه فرصة حتى يوم الأربعاءالقادم وحال نجاح نتنياهو بفرملة التحالف وافشاله فإن الجميع مجبرون للذهاب إلى انتخابات خامسة.
إسرائيل بدون نتنياهو سوف تنتقل من اليمين المتطرف إلى اليمين المتعجرف، وكلنا يتذكر عضو الكنيست ايتمار بن غفير ألذي اقتحم حي الشيخ جراح ورفض الخروج منه وكان سببا في اندلاع الحرب الأخيرة، ولم يخرج إلا بالتنسيق مع نتنياهو وبعد ضغوط أمريكية، هؤلاء المتطرفون يتنافسون على كيفية قهر الفلسطيني ومصادرة أرضه وتكثيف الاستيطان وغير ذلك، ولا علاقة لهم بالسلام وقبول الحلول وفق القرارات الدولية.
إسرائيل اليوم تريد إزاحة نتنياهو وأخراجه مهانا من اللعبة السياسية وتحميله فشل عملية حارس الأسوار الأخيرة، وجميع القوى اللاعبة في الساحة السياسية الإسرائيلية تتمثل في قوى المتطرفين الصهاينة سواء في مجلس المستوطنات أو في حركات دعم الاستيطان،والقوى اليسارية غير فاعلة وضعيفة في تركيبة الكنيست، فالانتقال ألذي يحسن صورة إسرائيل في العالم، ينظر إليه من زاوية تشكيل حكومة جديدة بدون نتنياهو، والانتقال من التطرف في محاكاة الواقع إلى التعجرف في مواصلة نهج اليمين الاستيطاني.
كل الذين يراهنون على تغيير في سياسات اليمين الاسرائيلي المتطرف سوف يفاجئون بأن المليونير بنيت وحليفه لابيد متعجرفان في التطرف أكثر من نتنياهو، وأن المراهنات على حدوث اختراقات في مسار عملية ألسلام ليس في محله، وأن كل ما يجري هو خلافات داخلية وامتعاض من نهاية حرب غزة، وأن ما بعد نتنياهو هو الأسوأ على مسار الاستيطان والقمع والتطرف والتعجرف ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصيره، فاسرائيل تنتقل من اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو إلى اليمين المتعجرف بقيادة بنيت ولابيد ،ومن يرى غير ذلك نقول له ..الأيام بيننا.