جفرا نيوز -
جفرا نيوز- خاص
توقف كثيرون عند دلالات أن تستذكر الدولة "أول رئيس وزراء" في عهد الملك حسين، وتكريمه وتكريم سيرته في ذكرى عيد الاستقلال، وهو أول ذكرى استقلال بعد أن بلغت الدولة عمر المائة، إذ لم تكن الطريق من المائة إلى ما نحن عليه اليوم "هيناً ليناً" فالدول تؤسس على تضحيات وتنازلات وتعب وجهد ومعرفة لم يقصر فيها "جيل المملكة" الذي كان أحدهم الراحل فوزي الملقي الذي استلم رئاسة الحكومة في ظل ظرف سياسي وأمني عصيب.
فوزي الملقي استلم رئاسة الحكومة بعد سنوات ثلاث كانت مفصلية في التاريخ السياسي الأردني، وهي سنوات غير مسبوقة لجسامة الأحداث العصيبة التي مرت بها فقد فقدت فلسطين "نصفها"، وقُتِل مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية على عتبات المسجد الأقصى، ومرض الملك طلال بن عبدالله، وجرت تنحيته لاحقا عن العرش، ونودي بالراحل الحسين وليا للعهد دون أن يكون قد بلغ سن العرش، عدا عن "التحرشات الإقليمية" وقتذاك بالأردن، والتي كانت ترى في الأردن "كيانا هشا" آيل للسقوط وهو انطباع أثبتت العقود الطويلة "خطأ المراهنة عليه" .
جاء فوزي الملقي على رأس حكومة سعت لـ"تثبيت الأردن" وعدم انزلاقه سياسيا أو أمنيا، وقد كان له ولحكومته بصمة سياسية واقتصادية وحزبية وإصلاحية لا ينكرها إلا جاحد، فقد أسس للإصلاح السياسي في الأردن، وفتح أجواء الحريات العامة، وتشجيع العمل السياسي والحزبي، فيما أشرفت حكومته على فورة اقتصادية واستثمارية في الأردن، عدا عن الصحافة التي أُسّس لازدهارها وقتذاك.
وقد أثنى أردنيون أن يستذكر جلالة الملك "عظماء أردنيون" في "السيرة والمسيرة" قدموا الكثير من أجل الأردن في يوم الاستقلال، فهي رسالة ملكية "أنيقة ولبقة" تقول صراحة ومباشرة إن هذه البلاد منذورة للوفاء لمَن أعطى وقدّم وتوارى دون أن يمُنّ على بلده وعلى شعبه، وأن ذكراهم ستظل باقية ما بقي الأردن الذي لا ينسى أيا من أبنائه.