جفرا نيوز -
جفرا نيوز - النائب د. فايز بصبوص
في سياق مجريات الاحداث السياسية التي اوجبتها الملحمة الفلسطينية التاريخية والتي راكمت مكتسبات سياسية وترجمة بانتصار عسكري باعتراف كل المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين عربيا ودوليا فالسمات التي انجزتها هذه الملحمة والتي ما زالت تتصاعد من خلال الانتفاضة الشعبية المستمرة في القدس والضفة الغربية عموما تؤكد ان السمات المفصلية لتلك الملحمة التاريخية والتي تكلم عنها القاصي والداني حول الكل الفلسطيني ومحورية القضية الفلسطينية كجوهر الصراع في المنطقة واعادت البوصلة الى القضية الفلسطينية وادت الى طمس لمشروع صفقة القرن والضم والاهم من كل ذلك وقفت سدا منيعا امام مشروع الاحلال الذي اعتمده الكيان الصهيوني في التعامل مع قضية الشيخ جراح فهذا الكل الفلسطيني والذي سطر هذه الملحمة قد ادهش العالم حول قدراته وتمسكه المطلق بهويته الوطنية المستقلة واقفا حجر عثرة ضد سياسية الاستفراد المكاني التي كانت تتبعها كل الحكومات الصهيونية المتعاقبة.
فالعدوان على غزه جاء نتيجة لوقوف أبناء القطاع ومقاومته الشرسة ضد سياسية الاحلال والتهويد والاعتداءات المتكررة على المقدسات الاسلامية والمسيحية ولم تندلع هذه المعركة كسابقاتها من اجل المطالب المعاشية واليومية من حصار وتجويع كما في الجولات السابقة فعنوان المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزه كان التكامل مع الانتفاضة الشعبية في الضفة والقدس والجليل والمثلث والنقب فكان العنوان هو ربط قضية التهدئة بوقف الاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى والمقدسيين وسياسية الفصل والتمييز العنصري المتبعة ضد أبناء شعبنا في ال 48 والتي جعلت المعادلة الفلسطينية الجديدة تتسم وترتكز على قواعد اشتباك انهت حلم الاستفراد المكاني في الشعب الفلسطيني وهي سياسة اتبعت على مدار التاريخ وهذه السياسة كانت تهدف الى تجزئة الأهداف لكل تجمع مكاني بفصله عن الكل الفلسطيني الجسم الجامع كل ذلك بات واضحا وجليا بان ما قبل الشيخ جراح ليس كما بعده.
الدور الأردني:
ان الدبلوماسية الأردنية نادت ومنذ بداية الصراع بإعادة البوصلة دائما الى القضية الفلسطينية وفي كل تحركاتها الدبلوماسية والسياسية حتى في مرحلة الغياب القسري للقضية الفلسطينية عن الاجندة الدولية والإقليمية والعربية كان الأردن وعلى لسان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى يحذر من التغاضي عن الصراع العربي الصهيوني كركيزة من ركائز عدم الاستقرار في المنطقة وهذا بات معروفا للقاصي والداني.
السؤال الكبير الذي يطرح على لسان المراقبين لماذا غاب الدور الأردني عن المحادثات الخاصة بوقف العدوان الصهيوني وبروز الدور المصري والقطري على الساحة معتبرين ان الغياب يرتكز على قاعدة تهميش الدور الأردني وهذه قراءة غير دقيقة وتتسم بقصر النظر ولا تستطيع ان تجد تحليلا موضوعيا بمجريات الاحداث والسبب في ذلك ان الأردن رفض ان يكون وسيطا في الازمة فهو طرف فيها كما هو الطرف الفلسطيني والوساطة تتطلب تاثيرا وعلاقات متميزة مع اطراف الصراع فالأردن لا يملك تأثيرا او علاقات متميزه او حتى دبلوماسية الظل مع الكيان الصهيوني فالأردن اعتبر ان العدوان الصهيوني في الضفة وغزة هو عدوان على الأردن بقدر ما هو عدوان على فلسطين ولذلك رفض الأردن ان يكون وسيطا كونه طرفاً من اطراف الصراع وكل التصريحات الدبلوماسية والغربية كانت تركز على الحفاظ على الوضع القانوني للقدس وعدم المساس به وهو مطلب مركزي للاردن بحكم دوره المركزي التاريخي في الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
اذن الجهد الدبلوماسي الأردني كان يقتصر على الوقوف دون تحفظ مع المقاومة الفلسطينية من خلال توظيف علاقاته الدولية مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الاميركية وإقليميا مع تركيا وايران ودول مجلس التعاون الإسلامي من اجل تجييش للدبلوماسية ومن اجل اعتماد المقاربة الأردنية في حل الصراع ووقف العدوان القائم على حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف هكذا كانت الدبلوماسية الأردنية فاعلة فهي جزء وطرف في المعركة وليست وسيطاً بها.
حمى الله الأردن عاشت فلسطين حرة ابية المجد والخلود لشهداء المقاومة الفلسطينية الابرار وكل انتصار وشعبنا الفلسطيني بألف خير.