جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. كميل موسى فرام
النشاط السياسي الناشط على الساحة الوطنية، هو مبادرة ملكية بامتياز بعد تشخيص دقيق للواقع، واستنباط لظروف المستقبل، بهدف الوصول لتوليفة تناسب وتتناسق لتنسجم مع الطموحات والرؤية التي تضمن البداية الصحيحة للمئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، بما يفرضه واقع اليوم، حتى لا نغرد خارج السرب بعزلة، دون مشاركة فاعلة بصنع القرار للمنطقة والعالم، فنحن بحاجة لتسمية المكونات الأساسية لمنطق الإصلاح؛ السياسي، المالي، الإداري، الإقتصادي، الغذائي، التعليمي، حتى نتمكن من إعادة التدوير والبرمجة للمتوفر، بعدالة نسبية، تضمن ت?جمة المتطلبات والتطلعات والأحلام، لواقع ملموس على مستوى الفرد والمجتمع، فالدعوة الملكية لم تقتصر توافقات الإصلاح على مؤسسات الدولة، بل تتضمن مشاركة فاعلة لجميع المكونات ضمن حدود الدولة الأردنية.
نحن ننادي بأبجديات الحياة الكريمة ونعتبرها واجب الدولة بتقديمها على طبق نحاسي، دون جهد أو فعل، خارج إطار التنظير والعزف على ألحان لم تعد تطرب حتى العرابين الذين احتضنوها، ولم تعد تنطلي على رعاتها، فجميعا يطلق سيمفونية العدالة والمساوة وتكافىء الفرص وتوفير فرص العمل وتوزيع الثروات، إضافة لمفهوم راسخ ومتوارث بحصرية توفير السلم والسلام والأمن والآمان والعناية الصحيىة الكاملة بأحدث التشخيصات والتقنيات العلاجية على نفقة الدولة، وربما نتفق جزئيا بأن بعضها محتوى مهم جدا لملفات غير خلافية، ولكن يحتاج لتوضيح وتقليم?وتهذيب حتى يحقق الهدف، على أن يكون كل منا شريك بأدائه المخلص ليتمكن من حجز بطاقته بكامل استحقاقاته.
هناك نشاط مستتر في الصالونات السياسية لأصحاب النخبة لترجمة مفهوم الإصلاح بشكله التقليدي، فأصبح التواصل عبر مجموعات الواتس أب ونظرائها سبيلا سحريا وحصريا بلغة المستخدمين، لتفصيل مبادىء الحوار ومنتجاته بما يناسب طموحاتهم الحالية والمستقبلية ضمن قاعدة السيطرة والتوريث، حيث تشهد الساحة نشاطات لرجال الدولة قد تكون بدافع ذاتي، عبر استبيان شفهي لرؤية الحضور، يتقدمها خطاب وطني بلغة حماسية لايغير من درجة الإنتماء وحب الوطن لأنهما نالا العلامة الكاملة لدينا جميعا منذ الولادة، وهو دستور سلوك لكل منا، فإخلاصنا للوطن و?ناعتنا المطلقة بالعائلة الهاشمية، لا تحتاج للتجديد أو التحديث، لأنها صفة وراثية تتمثل بجميع الجينات لكافة أبناء هذا الوطن الكبير وعميده المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يقود المركبة لبر الأمان وسط عواصف بحرية في المنطقة الشرق أوسطية، وصنع لنا بفعل المنطق دولة مستقرة وقوية ومهابة، دولة سلام وأنموذج للاستئناس ومرجعا للإمتثال.
سباق حكومي رسمي لقيادة الحوار، بالتوازي مع نشاط لمجلس الأعيان والنواب، لم نتمكن من تصنيفه بتوافق أو تنافس، بلغة حوار تنطق بعيدا عن التجديد، فمؤسسات المجتمع المدني، الفئات المكونة للمجتمع، الشباب بمصطلحه الواسع، دور العلم، والجامعات التي يجب أن تتولى دفة القيادة لإحتضانها النخبة المؤثرة، فواقع اليوم بلغة الحوار مؤسف لا يلبي الطموحات، التي تتمحور حور محاضرات تلقى بفرضية لجمهور عليه أن يسمع بهامش مناورة لا يتعدى التفسير، وربما واحد من سلبيات الأداء الذي يجب أن يتصدر الإصلاح سياسة التهميش والابعاد عن المراكز ا?قيادية فتفصل الوظائف بمقاسات تناسب الأشخاص الذين يلتحفون داخل حديقة القرار بسور من المقربين ورافعي الأيدي بالتصويت موافقة مطلقة على المحتوى، دون حجب أو امتناع أو توضيح، لضعف بالأداء أو تعهد لشروط التعيين قبل الإستلام، فضعف معظم إداراتنا؛ الحكومية وشبة الحكومية والخاصة يقبع تحت هذه المضلة، ليصبح الرأي السديد حصريا، فالإداري الضعيف يجد قوته بمساعدين وحاشية من الضعفاء لأنه يخشى المناقشة مع الأقوياء حتى لا ينفضح أمره، وهو في الغالب يطبق مبدأ الفزعة ويبرر الإخفاق ويتقوقع داخل حجرة المصفقين، واقع يوجب تحديد ملفا? الإصلاح، والقفز عن أمور شكلية تعيق المسيرة والتقدم، اعتمادا على فرضية حصول أمر رباني يكفل التغيير وللحديث بقية.